بقلم -عايدة رزق
التاريخ يكرر نفسه.. لأن من صفات البشر الغباء والحماقة والغرور.. ففى أربعينيات القرن التاسع عشر شنت بريطانيا حربا على أفغانستان ونجحت فى اخضاع معظم الأمة الأفغانية لسيطرتها.. لكن الشعب الأفغانى لم يقبل الهزيمة وانتظر حتى تم توقيع معاهدة سلام مع بريطانيا وقام على الفور بارتكاب مذبحة قتل فيها جميع الجنود البريطانيين البالغ عددهم 3 آلاف جندى باستثناء رجل واحد تركوه حيا وسمحوا له بالعودة ليبلغ رؤساءه بالكارثة المروعة التى حلت بالجنود.. فلم يكن هناك فى تلك الفترة مراسلون حربيون ينقلون مايحدث فى ساحات القتال.. ولكى تمحو بريطانيا العار الذى لحق بها عادت مرة أخرى إلى أفغانستان.. وفشلت أيضا مرة أخرى وغادرت مصحوبة بالخزى والعار. ماحدث للجيش البريطانى الذى كان فى ذلك الوقت يعد من أكثر الجيوش قوة واقتدارا.. لم يمنع روسيا وأمريكا من اقتحام أفغانستان.. فأمريكا بعد أن جلست على عرش العالم بعد الحرب العالمية الثانية ارتكبت نفس أخطاء وحماقات الامبراطورية البريطانية التى سيطرت على العالم فى القرن التاسع عشر.. لم تتعلم أمريكا من دروس الماضي.. ولم تفهم حقائق التاريخ.. ومعضلات الجغرافيا.. وعقائد وطباع الشعوب.. ولذلك فشلت أيضا فى العراق والصومال وفيتنام.. وانسحبت تاركة وراءها فوضى عارمة.. وصراعات دموية.. وانقسامات طاحنة.. وذكريات مريرة. من يفتح كتب التاريخ سيدرك أن الحروب لم تتوقف أبدا خلال مسيرة البشرية.. حروب استمرت عقودا.. وحروب استمرت سنوات.. وحروب لمدة أيام أزهقت أرواحا وخلفت دمارا وخرابا.. وسيدرك أيضا أن العالم يزداد قسوة وعنفا مع صراع المصالح والأطماع.. وانتشار الافتراءات والهواجس.. وتطور الأسلحة النووية والكيميائية.. وقد يتوقع المتفائلون أن تأتى لحظة تستوعب فيها البشرية دروس التاريخ.. فتخمد نيران الحروب.. ويتوقف دوى الانفجارات.. ويسود السلام والتعاون.. لكن المتشائمين يؤكدون انه لاتوجد دلائل تؤيد هذه التوقعات.. فقد أثبتت البشرية أنها تلميذة غبية.. طردت من المدرسة بسبب كثرة حماقاتها.. وضخامة أكاذيبها.. وبشاعة أعمالها.. مع تقرير يقول لا أمل فى إصلاحها.
رئيس مجلس الإدارة
رضــــــــــــا يوســـــــــــف
رئيس التحرير
د / حــــــسن اللـــــــــــــبـان
مستشار التحرير
د / السيد رشاد برى
Menu