عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن عن إصابات خطيرة في صفوفه في غزة تكشف عن قتال محتدم في القطاع 
شعر “صرخة غزة” شعر
لأول مرة منذ 2008.. أميركا تعيد نشر أسلحة نووية في بريطانيا
# حرب التجويع ..وسيناريو التهجير
أسباب وعواقب إدمان الحلويات وطرق التغلب عليه
نصف نهائي كأس إفريقيا للسيدات.. موعد مباراة المغرب ضد غانا
الجيش المصري يوجه رسالة مهمة لـ”من يفكر في المساس بأمن البلاد”
وفاة 21 طفلاً بسبب “الجوع” في غزة، والأمم المتحدة تتهم إسرائيل بـ “قتل” أكثر من ألف من منتظري المساعدات
كفى لهذا الظلم وهذه الوحشية”.. أردوغان داعيًا لموقف دولي بشأن غزة
رفع اسم الناشط المصري علاء عبد الفتاح من قوائم الإرهاب، يجدد الأمل في الإفراج عنه
القسام تعلن عن كمين محكم واستهداف دبابة في دير البلح والجيش الإسرائيلي يقر بإصابة جندي من “جولاني”
مصر.. تراجع حاد في إيرادات قناة السويس وقفزة في تحويلات المصريين بالخارج وإيرادات السياحة
مصر تعلن حل مشكلة كبيرة تواجه السعوديين
فضيحة جنسية في مدرسة أمريكية.. معلمة تقيم علاقة جنسية مع طالبة!
إعلامي مصري: تركيا سترحّل إخوانيا مطلوبا إلى القاهرة خلال ساعات

# التواضُع والغرور ….

بقلم دكتورة / ريم شطيح

تفيضُ الكتب السماوية وغير السماوية بالكلام عن المحبة وارتِقاء النفوس بالتواضع وفهم الذات الإنسانية؛ في الوقت الذي تُمارِس فيه بعض المجتمعات بعض القيم على أنها مُعتقَدات وسُلوكيات شخصية قابلة للتغيير حسب الطقس الاجتماعي والحالة.

الحقيقة أنّ فضيلة المحبة/الرحمة/التواضع لا يمكن النّظَر إليها على أنها مُعتقَد أو رأي، بل على أنها قيمة أخلاقية والجوهر الذي تُبنى عليه أفعال الفرد وردود أفعاله أيضاً، وبالتالي فإنّ قيم الإنسان هي مَن تُحدِّد الهوية الأخلاقية للمجتمعات التي يسكنها وتتبنّى لاحقاً هذه المجتمعات تلك القيم التي تمارسها الأغلبية، فتُصبح فيما بعد ثقافة لهذا المجتمع، وعليه فقد ترتبط قِيَم الانسان إلى حَدٍّ ما بقيم ثقافته تِباعاً.

ومن المحبة والتواضع إلى الغيرة (الحسد) والغُرور، هذان الضِّدّان يُحدِّدان نفسية وقِيَم الإنسان الفِكرية والأخلاقية. فالغُرور- ولتوصيفه الصحيح – هو حالة عدم توازن مع الذّات وانفصال عن الواقع وليس أبداً حصيلةَ أعمال ونجاحات في الحياة أو شُهرة اجتماعية بمجالٍ ما.

يُساهِم الغرور بتغذية الغيرة (الحسد) عند الإنسان، والغيرة (الحسد) حالة مَرَضية تَتْبع لعوامل نَقص في الشخصية وعدم ثقة بالنفس وصعوبة القدرة على المحبة والاحتواء، وتلعب البيئة والتربية دوراً مهماً في تعزيز الغيرة والحسد لدى الفرد أو تخفيفهما.

تتسرّب الغيرة وليدة الحسد من خلال نظرة، كلمة، تعليق، تَجاهُل، أو حتى شعور يَصل بالتعامُل ولَو عن بُعد. لغيرة الحسد وقْع وأثَر قوي جداً لا يمكن لحاملِها إخفاؤه مهما حاول؛ فالحَدْس دائماً يلتقط ذبذباتها في الهواء عبر الإحساس.

الغرور والغيرة (الحسد)، يضعان حاجزاً بين الفرد وبين الآخرين، هذا الحاجز يمنعه ويمنعهم من التواصل الطبيعي وتبادُل حتى المشاعر الانسانية، ومع الوقت هذا الحاجز يُصبح سوراً يَفصِله – صاحب الغيرة والحسد – عن الواقع والحياة تماماً. فضلاً عن أنّ الغرور سَواد يُشوِّه ما بداخل الانسان ويُحوِّل كل ما يملك من جمال خارجي أو معرفة أو إيجابيات إلى سلبيات تترك أثراً غير جميل لدى المُتلَقّي.

المَغرور لا يستطيع أن يشعرَ بالآخرين بشكل عميق وفاقد لشعور التعاطف، وبرأيي مَن يحمل الغيرة والحسد اتجاه الآخرين لا يستطيع أن يُحِبَّ حُباً حقيقياً، حيث لا يمكن فصل هذه الحالات عن بعضها فكلها مُتداخِلة: الحب، العطاء، الخير، التواضع، التوازن الروحي والفِكري، … كُلها حالات تتناقَض وتتعارَض مع الغيرة والحسد. [الغُرور شيء والثقة بالنفس شيء آخر، وليس الأول نتيجة للأخير على الإطلاق]!!

التمسُّك بالتواضع وفهمه كقيمة أخلاقية يُرسِّخ معناه وأثره في الضمير الإنساني، فالتمسُّك في تطبيق القيمة يضمن استمرارية وجودها وتأكيد أهميتها عند فاعِلِها ومُتلَقّيها أيضاً. وهذا التمسُّك والاستمرارية يُميِّزان بين القيمة في حَدِّ ذاتها وبين المعتقدات والأفكار والآراء.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية