بقلم دكتور / عمار علي حسن
سألني عن رأيي في الضجة التي تجري الآن بخصوص أحد من يصف نفسه، وكذلك أتباعه، بأنه “شيخ صوفي”، فقلت له: لو عدت إلى كتاباتي ستجدني أفرق دوما بين “التصوف” و”الطرقية” أي الطرق الصوفية، وأقول دائما إن من بين أهل الطرق “الأولياء” و”الأصفياء” و”الأتقياء” وهناك “الأدعياء” و”الأشقياء”، وهم في هذا شأنهم شأن أي تجمع بشري باسم الدين، بينه المخلص الحريص على الصواب، وبينه من هو غير ذلك، الباحث عن منفعة أو حماية أو ستار أو طبابة نفسية أحيانا. وهذا لا يخص الإسلام كدين وحده، إنما مسألة موجودة في كل الأديان والمعتقدات، على مر الأزمنة.
وقلت له: أنا في العموم أفرق بين “الدين” وبين التدين والتديين وعلوم الدين، وقد نبهت إلى هذه الفروق في عمل منشور لي قبل نحو ١٦ سنة.
وقد يطابق التدين الدين أو يقترب منه، وقد يبتعد ليسقط في تجارة أو بحث عن سلطة أو تغطية اشتهاء أو يتحول إلى أساطير وخرافات. وفي النهاية “يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال”، والإسلام حجة على الناس، وليس هناك أحد من البشر حجة دامغة علي الإسلام إلا صاحب الرسالة فيما ثبت يقينا عنه من قول وفعل، ولا توجد قداسة إلا لله تعالى.