عاجل

بتغريدة مثيرة.. الدوري الإنجليزي يعلق على تجديد عقد محمد صلاح مع “الريدز”
نزوح 400 ألف فلسطيني في قطاع غزة منذ استئناف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية
مصر.. نجيب ساويرس “يشعل تفاعلا” بتدوينة عن النادي الأهلي
عمر مرموش يلمع في غياب هالاند.. هل يقود مانشستر سيتي إلى دوري الأبطال؟
# محمد أحمد المصرى الشهير بـ “أبو لمعة” يتحدث عن أبو لمعة الحقيقى
“أنصار الله” اليمنية تعلن استهداف حاملة طائرات أمريكية بمسيرات وصواريخ مجنحة
بعد إعلان محمد صلاح تجديد عقده مع ليفربول.. عمرو أديب يتغنى بالفرعون المصري
الشرع يجري سلسلة لقاءات على هامش “منتدى أنطاليا الدبلوماسي”
مباحثات مصرية سودانية في أنطاليا
“لماذا ترفع مصر أسعار البنزين رغم الانخفاض العالمي؟” – جدل على منصات مواقع التواصل الاجتماعي
غوارديولا يعلق على تجديد عقد صلاح مع ليفربول
مصر.. إقالة مسؤول حكومي كبير في واقعة المشادة الحادة
الجامعة العربية تكشف عن عقبة كبرى أمام حل الدولتين في فلسطين
أردوغان: إسرائيل دولة إرهاب وليس لها تعريف آخر.. والسكوت عن مجازرها في غزة يعد مشاركة في هذه الجرائم
# ” هذا أنا “عبقرية الخَيَال وحُسن إدارة الفرَص

# نتنياهو ووهم اسمه “صفر مقاومة”

بقلم د / عمار علي حسن

بعض ما يرشح عن جولات التفاوض حول ما يُطلق عليه “اليوم التالي للحرب” يُظهر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبنى تصوره أو يرتب خطته عن سير الأوضاع في غزة، بعد أن تضع الحرب على القطاع أوزارها، على إنهاء المقاومة تمامًا، لتهبط قدرتها إلى درجة الصفر.
فطرح نتنياهو حول بقاء قوات للجيش الإسرائيلي في محور صلاح الدين أو نتساريم أو إعادة المستوطنات إلى قطاع غزة، أو التفكير في اقتطاع أجزاء من أطرافه، أو حتى بقاء القوات الإسرائيلية في غلافه، مثلما كان الوضع قبل السابع من أكتوبر 2023، يتطلب إما قتل المقاومين جميعًا أو استسلامهم بالجملة، ثم تسريحهم، بعد تسليم أسلحتهم، وتدمير البنية التحتية التي أنشأوها وفي مقدمتها شبكة الأنفاق، وورش تصنيع السلاح، بل نزع فكرة الكفاح المسلح نفسها من الرؤوس.
يبدو هذا وهمًا كبيرًا قياسًا إلى عشرة اعتبارات، يمكن شرحها على النحو التالي:
1 ـ امتلاك المقاومة، بعد أكثر من عشرة شهور على اندلاع الحرب، قدرة على تكبيد القوات الإسرائيلية المتمركزة في قطاع غزة خسائر يومية في الأرواح والمعدات، بل قدرتها على قصف مدن وبلدات إسرائيلية بالصواريخ.
2 ـ قيام المقاومة بتعويض الفاقد من رجالها بتجنيد شباب جدد، رأينا بعضهم يُشارك في القتال بكفاءة، ويحرص على أن يُعلن قبل الاشتباك أو إطلاق النار من بعيد على مواقع القوات الإسرائيلية، أنه من المقاتلين الذين انضموا للمقاومة عام 2024.
3 ـ اكتساب المقاومة خبرة جديدة في القتال، كان أعلاها “التصويب من المسافة صفر”، وهو أمر لم يتحقق لها، بهذه الضراوة أو هذا المدى الزمني الطويل، في الحروب السابقة التي اندلعت في أعوام 2008 و2012 و2021.
4 ـ تمكن المقاومة من ترميم الشروخ التي أصابتها في الحروب السابقة، سواء على مستوى خبرة القادة الميدانيين أو العناصر المقاتلة، أو الفاقد من التسليح، وبالجهود الذاتية أحيانًا. وهنا تؤكد التجربة أو الخبرة العملية أن الخط البياني للمقاومة ظل في تصاعد دومًا، وهو إن انكسر قليلًا أو تراجع بعض الشيء، بفعل الضربات الإسرائيلية المتواصلة، فإنه سرعان ما يتقدم من جديد، ليبلغ مرتبة أعلى مما كان عليه في السابق.
لقد بنى الفلسطينيون على كفاحهم المسلح منذ ثلاثينيات القرن العشرين، فواصلوه بأدوات بسيطة بعد احتلال غزة عام 1967، لم تتعد صناعة قنابل بدائية لا تزيد عن رؤوس أعواد الكبريت والمسامير، وصولًا إلى البنادق وصواريخ محددوة المدى والقدرة التدميرية، حتى أصبحوا قادرين على قصف تل أبيب نفسها، وأقاموا الأنفاق التي تعينهم على مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي الكاسح عليهم.
5 ـ تعزز فكرة المقاومة المسلحة في نفوس جيل جديد، ممتد من غزة إلى الضفة الغربية، لاسيما بعد أن أدرك الفلسطينيون ًجيدًا أنهم لن ينالوا شيئًا بالانخراط في هدن متتابعة، أو في تفاهمات مرحلية لا تضمن منع الاعتداء مجددًا، أو الدخول في مفاوضات سلام عبثية ومرهقة ولا طائل منها، أو حتى التعلق بأي أمل كاذب في قيام إسرائيل بما عليها من واجبات كقوة محتلة.
6 ـ استمرار الحاضن الاجتماعي للمقاومة، وفشل كل محاولات إسرائيل تأليب أهل غزة على فصائل المقاومة، بل إن كثيرين من شعب غزة، إن لم يكونوا جميعًا، صارت لديهم رغبة في الثأر من الجيش الإسرائيلي، الذي قتل ذويهم، ودمر بيوتهم، وشردهم بعيدًا، وأصابهم بالجوع والمرض، وعوَّق حياتهم لسنوات قادمة.
أرادت إسرائيل أن تنهي هذا الحاضن تمامًا بتبني فكرة تهجير أهل غزة، وطرحت هذا بشكل علني سافر في الأسابيع الأولى للحرب، ووضعت له الخطة، وجاء القصف الممنهج للبنية التحتية للعيش ليصب في هذا الاتجاه، حيث قُصفت المستشفيات والمدارس وملاجئ الإيواء وملاذاته، ومحطات تحلية المياه، وشبكات الصرف الصحي، وكثير من البيوت السكنية، وتم طرد السكان من الشمال إلى الوسط، ومن الوسط إلى الجنوب، لكن أهل غزة، ورغم الألم الشديد، تمسكوا بالبقاء، بل استماتوا في سبيله.
7 ـ تعزز الفكرة التي ترى أن الصراع صار فلسطينيًا ـ إسرائيليًا، بالدرجة الأساسية، لاسيما في ظل الموقف العربي الذي يأتي ـ إلى الآن ـ أقل مما يتوقعه الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وفي داخل إسرائيل نفسها، وكذلك في الشتات. وهذا يعني أن الفلسطينيين سيميلون أكثر إلى الاعتماد على سواعدهم، ويؤمنون بأن الاستجابة التي تأتي منهم، يجب أن تكون على قدر التحدي المفروض عليهم.
8 ـ وجود خبرة عسكرية وسياسية إسرائيلية سابقة، تُلقي بظلال سلبية، على تعامل تل أبيب مع الغزاويين مستقبلًا. فمن قبل احتلت إسرائيل القطاع سنوات طويلة، فأقامت المستوطنات، وثبتت مراكز بقاء القوات الحارسة والضابطة والقامعة، ولم تقصر في جمع االمعلومات والمراقبة اللصيقة والدؤوبة، ولم تتوقف عن اتخاذ اجراءات استمالة أهل غزة، بغية إخماد عزائمهم، لكن كل هذا ذهب سدى، فاضطرت في النهاية إلى تفكيك مستوطناتها، وإخراج قواتها، تشيعها العبارة الدالة التي صكها اسحق رابين، حين قال: “أتمنى أن استيقظ فأجد البحر قد ابتلع غزة.”
9 ـ تواجه خطة نتنياهو بالرفض من قبل أطراف خارجية، فمصر ترفض بقاء الجيش الإسرائيلي في محور صلاح الدين، وتعتبر هذا خرقًا لاتفاقية السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979. ودول كثيرة تعلن عدم قبولها عودة احتلال غزة، وتفكر في إجراءات بديلة تتعلق بإدارة القطاع بعد الحرب.
10 ـ هناك خبرة أوسع للمقاومة المسلحة عبر التاريخ الحديث والمعاصر تفيد بوضوح وجلاء أن أي مقاومة مسلحة قد قامت ضد احتلال، لم تنته تمامًا، حتى لو منيت بانكسارات أو هزائم مؤقتة، لاسيما إن كانت هذه المقاومة مبنية على فكرة، فالمقاتلون يُقتلون أو يصابون أو يتقاعدون، والأسلحة تُدمر، لكن الفكرة لا تموت، إنما تجمع لها من جديد رجالًا يترجمونها إلى عمل على الأرض.
وإذا عادت إسرئيل لاحتلال مناطق من غزة، كما يريد نتنياهو، فإن المقاومة ستكسب مزيدًا من شرعية الكفاح، يمنحها لها القانون الدولي، خصوصًا اتفاقية جنيف، وستنال تعاطفًا خارجيًا لا ينطفئ، وستجذب إليها مزيدًا من الأنظار المعجبة بها، كلما نجحت في تكبيد عدوها أي خسارة.
لهذه الاعتبارات العشرة يبقى تفكير نتنياهو في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بتصفير المقاومة، أو إخمادها تمامًا، هو من قبيل الأوهام، وهذا أمر يدركه بعض ساسة إسرائيل، خصوصًا من المعارضة الحالية، ويدركه أيضًا بعض القادة العسكريين وضباط الأجهزة الأمنية والاستخبارات، بل تدركه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، التي تساند إسرائيل بلا حدود.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية