عاجل

بلا سبب معلن.. السيسي يقيل 11 مستشارا له بقرار واحد
ليبيا.. 93 عاما على رحيل “أسد الصحراء
الجزائر: ترشيح فيلم “196 متر/الجزائر” للمخرج شكيب طالب بن دياب للمنافسة على جائزة الأوسكار
لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بموسكو: نواصل التعاون مع القاهرة لوقف حرب غزة
حصيلة جديدة لضحايا الحرب على غزة
# التعلق ….
أمطار غزيرة تتسبب ببعض “أسوأ” الفيضانات منذ عقود في أوروبا
وزير الخارجية المصري من روسيا: نرفض الإجراءات الأحادية التي تنال من وحدة الصومال
# كيف اقتبس بليغ اصواتنا
الليلة، قناة MBC مصر تنقل حفل أنغام في جدة
بعد محاولة اغتياله.. إطلاق نار جديد بالقرب من مكان دونالد ترامب
مصر.. تطورات مفرحة بمياه النيل تتغلب على التعنت الإثيوبي
فوضى في 7 دول أوروبية بسبب إعصار “بوريس”
تفاصيل حدود التحويلات اللحظية اليومية باستخدام “انستاباي
بروتوكول بين بنك QNB وصندوق التنمية الحضرية لتمويل الوحدات العقارية

حينما أعدم نابليون شيخا مصريا وأثار غضب “أم الدنيا”

كتب / رضا اللبان

تبدو الصورة الشائعة عن نابليون بونابرت في حملته على مصر “1798 – 1801” متناقضة. هذا الغازي كان له دور هام في إزالة الغبار عن حضارة مصر الفرعونية، وكان في نفس الوقت عنيفا ودمويا.

حينما أعدم نابليون شيخا مصريا وأثار غضب "أم الدنيا"

في الغالب يتم التركيز على الجانب المضيئ، ويجري تجاهل جانبه المظلم جزئيا أو كليا. بونابرت في أذهان الكثيرين، بطل كبير على الرغم من قصر قامته، وقائد عسكري فذ، أقام إمبراطورية شاسعة مثل الإسكندر الأكبر.

أبحر بونابرت إلى مصر في عام 1798 بجيش يتكون من 35 ألف محارب، واصطحب معه 160 عالما وفنانا. هذه المجموعة الثانية أسهمت في رسم صورة إيجابية عنه. صورة تكاد تخفي الجانب الدموي والقمع الوحشي الذي ارتكبته قواته بقيادته وبأوامره المباشرة.

نزل نابليون أوائل يوليو عام 1798 بقواته بالقرب من الإسكندرية، وسيطر على المدينة بسرعة، ثم توجه إلى القاهرة واقتحمها في 21 يوليو.

كان بونابرت وجنوده يعتقدون أن المصريين سيرحبون بالفرنسيين الغزاة بحفاوة ويستقبلونهم بالأحضان كمحررين، كما فعل البولنديون والبلجيكيون والألمان والإيطاليون في أوروبا.

على الرغم من أن الحملة الفرنسية حررت مصر بالفعل من سيطرة المماليك وأزالت العبء الثقيل الذي استمر لقرون عديدة، إلا أن المصريين بعد فترة تسامح قصيرة، نظروا للفرنسيين على أنهم محتلون غزاة. لم تنجح أساليب الخداع التي اتبعها نابليون في تعمية المصريين بدغدغة عواطفهم الدينية وذر الرماد في عيونهم.

بعد أن انتصر على قوات المماليك ونجح في إبعادهم، بدأ بونابرت وقادته في تنفيذ مشروع السيطرة على مصر وإقامة نظام جديد فيها. لتوفير متطلبات جيشه عمل على جمع الأموال من المصريين. هذه العملية لم تتمكن من جمع الأموال الكافية فلجأ نابليون وقادته إلى الترهيب والابتزاز.

اعتقل الفرنسيون الشخصية السياسية صاحبة النفوذ في الإسكندرية الشيخ محمد كريم واقتيد إلى القاهرة. اتهم بالخيانة العظمى من دون دليل، وعرض عليه إطلاق سراحه مقابل فدية قدرها 300 ألف فرنك من الذهب. لم تنجج المساومة. نابليون أمر بقطع رأس محمد كريم وعرضه على الناس في شوارع القاهرة. نفذ الأمر في 6 سبتمبر. الفرنسيون لم يعثروا على أي أموال للضحية، وكان يعد من الأثرياء الكبار.

أصيب العديد من سكان القاهرة بالصدمة لإعدام كريم، وزادت هذه الجريمة في غضب المصريين ونفورهم من لفرنسيين. بعد هذه الجريمة التي كانت بمثابة درس للأثرياء الآخرين، جمع الفرنسيون حوالي 4 ملايين فرنك، وجرد الكثيرون بعد ذلك من ممتلكاتهم وأموالهم من دون مقدمات.

جنود نابليون في حملته المصرية، كانوا في غاية الفرح والسرور بالغنائم التي نهبوها في معركة الأهرام التي جرت في 21 يوليو 1798. كان المماليك في العادة يحملون معهم ذهبهم أينما ذهبوا. وكانت سيوفهم مرصعة بالأحجار الكريمة وبالذهب والفضة.

عمل بونابرت على سحق كل محاولة مقاومة مصرية بلا رحمة. اندلعت ثورة القاهرة  الأولى فجر 21 أكتوبر 1798. خرجت حشود من آلاف المصريين إلى شوارع القاهرة وقاموا بمهاجمة الفرنسيين. قتل حاكم القاهرة الجنرال دوبوي ما إن خرج لمعرفة ما يجري.

اتسع نطاق الثورة ولم يتمكن نابليون بونابرت من العودة سريعا من جولته التفقيدية للتحصينات خارج المدينة. تولى الجنرال “بون” قيادة القوات الفرنسية بعد مقتل “دوبوي”. صب نيران المدافع على مركز الثورة الرئيس، الجامع الأزهر.

بحلول مساء 22 أكتوبر، نجحت القوات الفرنسية في قمع الثائرين وتفريقهم وسيطرت على الجامع الأزهر. قتل في تلك الثورة 3000 مصري مقابل 300 فرنسي. الفرنسيون قاموا في 6 نوفمبر 1798 بإعدام ستة من قادة الثورة. هذا هو الوجه الآخر لنابليون بونابرت في مصر.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية