كتب د / حسن اللبان
وأضاف المصدر، حسبما نقلت قناة القاهرة الإخبارية، أن الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها بشكل كامل داخليا وخارجيا، ولا تزال مستمرة في ترويج أكاذيبها للتغطية على فشلها.
وأكد المصدر أن إسرائيل فشلت في القضاء على مافيا تهريب السلاح من كرم أبو سالم إلى قطاع غزة، موضحا أن نتنياهو يمهد من خلال ادعاءاته بتهريب السلاح من مصر لإعلان فشله الأمني والسياسي خلال السنوات الأخيرة، وعدم العثور على الرهائن وعدم تحقيق أي انتصار عسكري بغزة أو بالضفة.
وأكد استياء كافة الأطراف من استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، في إفشال التوصل إلى اتفاق هدنة.
وكان نتنياهو قد هاجم مصر مجددا اليوم، واتهمها بتهريب السلاح إلى غزة، مؤكدا تمسكه ببقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا.
وقال نتنياهو: “سندفع ثمنا باهظا إذا خرجنا من محور فيلادلفيا، والمجتمع الدولي لن يسمح لنا بالعودة لمحور فيلادلفيا إذا خرجنا منه”.
وزعم أن هناك عشرات الأنفاق تحت محور فيلادلفيا، وأنه لا يمكن إطلاق سلاح الرهائن دون منع حماس من تهريب الأسلحة، مكررا ادعائه بأن كل الأهداف التي حددتها حكومته للحرب يجب أن تتم عبر السيطرة على محور فيلادلفيا.
وتشهد العلاقات بين القاهر وتل أبيب توترا متزايدا، بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار، وتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بمحور فيلادليفيا، وتصريحاته المستمرة للزج باسم في الحرب الدائرة وعدم توصله لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأصدرت الخارجية المصرية يوم الثلاثاء، بيانا أعربت فيه رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 2 سبتمبر، والتي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي.
وأعتبرت الخارجية المصرية أن هذه التصريحات بمثابة عرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.
كما تؤكد مصر على رفضها لكافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسئولين الاسرائيليين في هذا الشأن.
وحملت مصر الحكومة الاسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
وأكدت مصر حرصها على مواصلة القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة بما يؤدي إلى الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين ويحقق استقرار جميع شعوب المنطقة.
بشكل عام، برى نتنياهو أن “البقاء في المحور ضروري لمنع حماس من تهريب الأسلحة”، وهو الموقف الذي يغذي التوترات مع مصر والمعارضة الصريحة المتزايدة من جانب شخصيات داخل المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، التي تقول إن البلاد يجب أن تعطي الأولوية لعودة رهائنها، وهم يقللون من أهمية الوجود الإسرائيلي في فيلادلفيا، ويصفون مطالب رئيس الوزراء المحاصر بأنها محاولة لعرقلة الاتفاق الذي قد يضعف من مكانته السياسية.
وضمن هذه الانتقادات، جاءت تصريحات بيني غانتس وغادي آيزنكوت، السياسيان المعارضان اللذان استقالا من حكومة نتنياهو الحربية في يونيو، اللذين استهدفا رئيس الوزراء بشكل مباشر في مؤتمر صحفي عقد في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، استهدف
وصرح غانتس بالقول: “يركز نتنياهو على البقاء السياسي، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع الولايات المتحدة بينما تقترب إيران من القدرة النووية. يجب إعادة الرهائن، حتى ولو بثمن باهظ للغاية”.
وشهدت الحرب في غزة منعطفا جديدا عقب إعلان الجيش الإسرائيلي وجهاز أمن “الشاباك” يوم السبت الماضي، العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة وهم: كرمل غات، وعدين يروشلمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندير لوبانوف، والموغ ساروسي، وضابط الصف أوري دانينو.
وتصاعدت الانتقادات الإسرائيلية ضد رئيس حكومة نتنياهو في أعقاب ذلك، وراحت تحمله مسؤولية مقتل المحتجزين الإسرائيليين الستة لدى حركة “حماس”، الذين عُثر على جثثهم داخل نفق في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، وواجه نتنياهو غضبا متزايدا وضغوطا متزايدة من عائلات الرهائن، الذين يطالبونه بمخاطبة الأمة، إذ شارك مئات الآلاف من المحتجين في احتجاجات على مستوى البلاد ليلة الأحد.
كما اتهمت عائلات الرهائن نتنياهو منذ أشهر بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي وانتصاره على “حماس” على صفقة من شأنها إعادة أحبائهم إلى الوطن.
من جهتها، حمّلت “حماس” مسؤولية مقتل الرهائن لتل أبيب والرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، والتهرب من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.