كتب / رضا اللبان
إن عبد المطلب أمر في المنام بحفر زمزم ووصف له موضعها فقام يحفر فوجد فيه الأشياء التي دفنها الجراهمة حين لجؤوا إلى الجلاء، أي السيوف والدروع والغزالين من الذهب فضرب الأسياف بابا للكعبة وضرب في الباب الغزالين، وأقام سقاية زمزم للحجاج، ولما بدت بئر زمزم نازعت قريش عبد المطلب وقالوا له أشركنا قال ما أنا بفاعل هذا أمر خصصت به فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة بني سعد ولم يرجعوا حتى أراهم الله في الطريق مادلهم على تخصيص عبد المطلب بزمزم وحينئذ نزر عبد المطلب لئن أتاه الله عشرة أبناء وبلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة ومضت الأيام والسنين وأصبح لعبد المطلب عشرة رجال وعرف أنهم يمنعونه فأخبرهم بنذره فأطاعوه فكتب أسمائهم في القداح وأعطاهم الى قيم هبل فضرب القداح فخرج القدح على عبد الله فأخذه عبد المطلب وأخذ الشفرة ثم أقبل به الى الكعبة ليذبحه فمنعته قريش ولا سيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب فقال عبد المطلب فكيف أصنع بنذري فأشاروا عليه أن يأتي عرافة فيستأمرها فأتاها فأمرت أن يضرب القداح على عبد الله وعلى عشر من الإبل فإن خرجت على عبد الله يزيد عشرا من الإبل حتى يرضى ربه فإن خرجت على الإبل نحرها فرجع وأقرع بين عبد الله وبين عشر من الإبل فوقعت القرعة على عبد الله فلم يزل يزيد من الإبل عشرا عشرا ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها فنحرت عنه ثم تركها عبد المطلب لا يرد عنها إنسانا ولا سبعا وكانت الدية في قريش وفي العرب عشرا من الإبل فأصبحت بعد هذه الوقعة مائة من الإبل وأقرها الإسلام « وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل وأباه عبد الله » واختار عبد المطلب لولده عبد الله أمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهي يومئذ أفضل إمرأة في قريش نسبا وأبوها سيد بني زهرة فبنى بها عبد الله في مكة وبعد قليل خرج تاجرا الى الشام فأقبل في عير قريش فنزل بالمدينة وهو مريض فتوفي بها ودفن في دار النابغة الجعدي وله من العمر خمس وعشرون سنة