عاجل

# بـ اردِّد في الصباح وِردِي ….. شعر
الكشف عن قائمة أجمل أهداف الموسم الحالي للدوري الإنجليزي
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأين رئيسيين بشأن مياه النيل
نادين نجيم.. حكايات من القلب عن حبها لمصر وذكريات الطفولة
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
بوتين: أمريكا دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صراع شامل
عضو فريق فلسطين بـ”العدل الدولية” تكشف الأهمية القانونية لإصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو وغالانت
فيلم “سلمى” يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة السينمائي
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا وأمن مصر أمانة في رقبتكم (فيديو)
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأننا نحترم القانون الدولي
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
للمرة الخامسة.. المركزي المصري يقرر الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير
رجل أعمال مصري كبير يبني ملاجئ في بريطانيا
“مأساة خلف الكواليس” .. الكشف عن سبب وفاة “طرزان”

# المظلوميات …..

بقلم دكتورة / ريم شطيح

لا شك أنّ وقع الظلم والاضطهاد سلبي جداً على الإنسان، وقد يكون مُدمِّراً إذا استمرّ لفترة طويلة من دون أن يستطيع الفرد الدفاع عن نفسه. لكن كثيرون لا ينتبهون لأنفسهم وممارستهم الاضطهاد أيضاً ضد غيرهم تحت ذريعة المظلومية التي عاشوها أو ما زالوا يعيشونها مُردّدين دائماً أنهم في مظلومية.

يساهم هذا إلى أن يبرّرَ البعض ممّن يعتبر نفسه ضحية الظلم والتهميش أي سلوك عدواني تجاه الآخرين فلا يعود يميّز سلوكياته الظالمة ونزعته للقسوة واضطهاد الغير.

من هنا، لن يستطيع الفرد أن يرى ذاته وحقيقته وقدرته على الظلم إلاّ عندما يَخرج من حالة المظلومية التي يحملها مبرّراً بها كل ردود أفعاله، والتي هي فعلاً ردود أفعال كما حياتنا كلها ردود أفعال على بعضنا وعلى كل شيء. فوجودنا مع الآخرين، بغض النظر من هم هؤلاء الآخرون، هو تفاعل وانفعال وردود أفعال على كل شيء يصدر منهم سلباً أو إيجاباً.

لكن، يصبح الإنسان مغيَّباً عن معرفة ذاته وحقيقته وربما قدرته على الظلم الذي يشكو منه عندما تتحوّل مظلوميته ليس فقط لحالة دائمة ومُرتَكَز نفسي لكل سلوكياته؛ بل لهوية يُقدّم نفسه من خلالها، ويُعطي نفسه الحق بأي شيء تحت مظلّة هذه “الهوية الوهمية” التي شكّلها بديلاً عن الفراغ الروحي والفكري الذي يعيشه وعن تقاعسه عن مراجعة ذاته وأفكاره ومحاولة تطوير نفسه وحل مشكلته، وبديلاً أيضاً عن فراغ هوياتي يعاني منه وطنه ومجتمعه متخبِّطاً بشرذمة من الانتماءات العقائدية والقَبَلية، فوجد بالمظلومية ملاذاً لفشله أحياناً، وسلوكياته الحاقدة التي يَظلم بها غيره لكنه لا يرى نفسه ظالماً، بل مظلوماً دائماً ومُحِقّاً بحِقده، فيَستعصي عليه الخروج من هذه الدوامة بين المظلومية وإعادة تدويرها على الآخرين، لتتحوّل هذه المظلومية لهوية جماعية في الوعي تتوارثها الأجيال كأي هوية تُنذِر عن فشل هوياتي عام في غياب للوعي يصيب الجميع.

لكن قد يسأل البعض، وهل يستطيع الإنسان المظلوم إلاّ أن يَظلم بالمقابل أو يُخطِئ بحق أحدهم؟ هل يستطيع ألاّ يفعل هذا؟ أوليستْ ردود أفعال الإنسان تعتمد على ما يتلقّاه من غيره؟
سؤال مشروع واحتمالية واردة دائماً! لكن ما هو الحد الذي يقف عنده كردّ فعل على الظلم؟ أي، إلى أي مدى يُعيد الإنسان تدوير مظلوميته من دون وعي؟ وهل هو شريك ربما بهذه المظلومية عليه؟

والسؤال الأهم هو إلى أيّ مدى أنت كإنسان (قادر على الظلم) وهل تعرف أنك تَظلم؟ أم تمارس ردود أفعالك من دون وعي؟ حسناً، هل تعرف نفسك؟ لا تقل نعم قبل أن تنزع عنك هوية المظلومية وتحاول أن ترى ذاتك بتجرُّد وتتذكّر سلوكياتك وتعرف مقدرتك على الظلم والأذى.
فعندما تَخرج من حالة المظلومية التي تعيشها هويةً شخصيةً ومجتمعيةً، سترى حقيقتك أكثر، وستعرف أنك ربما كنت من ضمن أسباب هذه المظلومية عليك.

عندما تُنحّي من أفكارك وهم المؤامرة، تبدأ برؤية كل شيء على حقيقته بما في هذا سلوكك وسلوك الآخرين معك، الدوافع والتفاعلات، الحقوق والواجبات، الخير والشر كتطبيق وليس كتنظير، ستعرف نفسك ومقدرتك على الظلم والشر، ذاك الذي كنتَ تصف أعداءك به وتستنكر مقدرتهم عليه.

المظلومية كحدث كانت وما زالت تحصل مع الشعوب أفراداً أو جماعات، فهناك مظلوميات تاريخية حقيقية، ومظلوميات حالية، شخصية أو مجتمعية، لكن، عندما تتحوّل المظلومية لأداة وذريعة للشر والظلم والفشل، فأنت تعيش المظلومية كاستثمار، وتعيد تدويرها سواء من دون وعي أو عن معرفة، وتمارس الشكوى والندب والحقد وشعورك بعدم الاستحقاق من دون أن تتعرّف على نفسك وتحاول فهم ذاتك، والأهم (تبحث عن حلول).

حمل هذه الحالة بشكل دائم شيء قاتل للطموح والسعي للتطوير، حالة تبقيك مكانك من دون شعور بالذنب بمحاولة دائمة للوم الآخرين على كل شيء. فالبعض، أو ربما الكثير من شعوبنا، يعيش حالة مؤامرة عليه من الكون كله ليس فقط ممّن حوله، من دون أن يفعل شيئاً تجاه هذه المؤامرة. والأغرب، أنه ينتظر الحلول لمشاكله من نفس الأشخاص أو المصادر التي يعتبرها سبب مشاكله ومتآمرة عليه.

ففي حالة التقاعس عموماً أو الفشل وتكرار الأخطاء، يستعمل الإنسان أساليب كثيرة لتقليل القلق من صورته أمام نفسه وأمام الآخر، فيستسهل فكرة المؤامرة ليريح ذاته ويلوم الآخرين على كل شيء، حتى بمشاكله الشخصية، يلوم الآخرين وبنفس الوقت يطلب منهم الحل.

مع كل ما سبق، فالعيش بشعور المظلومية واتخاذها هويةً هو شيء خطير للغاية أنْ يصبح الإنسان مغَيَّباً عن ذاته وشروره التي يبرّرها دائماً بحجة المظلومية وقد يتحول لمجرم من دون إدراك، ولن يعرف إلاّ إذا خرج من حالة المظلومية ليرى نفسه وسلوكياته وسقطاته. حيث تتبلور حقيقة الإنسان الصادمة بقدرته على التحولات من مظلوم لظالم في حالة تدويرٍ للمظلومية تُعيق حركة التطور واسترجاع الحقوق ورفع السوية الإنسانية، والأهم، معرفة الذات، وهي حالة متقدمة من الوعي تحتاج تجرُّداً وتعقُّلاً وبيئة أقلّها لا تساهم باستمرار هذا التشويش والاستمرار بوهم المؤامرة والمظلومية.
الكاتبة ريم شطيح  ،،،،

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية