كتبت / سلوى لطفي
محمود المليجي واحد من اهم الممثلين في تاريخ السينما، شديد العبقرية، شديد التميز، شديد التفرد.. بس انا هنا مش هحكي عن ادائه وهعملكم فيديو كامل عن حتت في التمثيل محدش راحلها في مصر غيره.. بس خليني احكيلك مشهد وفاته..
عمر الشريف بعد ما حقق كل حاجة تقريبا في السينما برا.. رجع مصر يشتغل .. فعمل الفيلم التلفزيوني أيوب سنة 1983.. عن قصة لنجيب محفوظ بنفس الاسم من مجموعته القصصية “الشيطان يعظ”.. واللي بتحكي عن ايوب اللي اصيب بالشلل بعد ما جمع ثروة كبيرة جدا.. فقرر يكتب مذكراته ويحكي هو جمع الثروة دي ازاي.. طبعا دا كلام يزعل ناس كتير.. وفيه ناس هتتلط في المذكرات.. فبيقرروا يتخلصوا منه.. فيلم حلو.. صاغه محسن زايد بعبقرية.. (وعندي قاعدة محسن زايد افضل من حول أدب نجيب محفوظ للشاشة.. ومصطفى محرم أفضل من هذب أدب إحسان عبد القدوس، حتى يمكن جرده من معانيه في اوقات كتيرة)..
المهم، كان من ضمن فريق العمل محمود المليجي، محمود المليجي كان 73 سنة تقريبا.. وهما بيصوروا.. كان المخرج طلب من مساعديه يجهزوا المشهد اللي بعده وقاعدين يشربوا قهوة ويدردشوا..
عمر الشريف وهاني لاشين المخرج ومحمود المليجي والمنتج ممدوح الليثي، وفجأة محمود المليجي ساب الفنجان من إيده، وقالهم بنبرة المتأمل: “يا أخي الحياة دي غريبة جدًا، الواحد فيها ينام و يصحى، و ينام ويشخر، وراح مايل على الطرابيزة، وعامل صوت الشخير، فاللي قاعدين ضحكوا، من تقمصه لدور النايم بالسرعة دي..
خلصت الضحكة بس المليجي مقامش.. الناس سكتت فجأة.. والضحك اتقلب لعلامات استفهام.. فعمر الشريف هز ايده، وقاله: “ايه يامحمود خلاص.. انت هتنام بجد ولا إيه”.. لكن لما جس إيده.. لقاها متلجة..
هزوه، مفيش منطق ولا اي نبض، في ثواني كان فارق الحياة..
جه المنتج ممدوح الليثي، وخده في عربيته، وكلم مراته علوية جميل، وقالها محمود بيه تعب شوية، وانا جايبه وجاي لحضرتك، محدش قدر يقولها إنه مات..
راح الليثي العمارة، لقى الاسانسير عطلان، وراح شايل المليجي، وطلع بيه لغاية الشقة، وحطه على السرير، وجه الدكتور، وقالهم الاستاذ ميت من بدري، وانطلقت الاحزان في بيت المليجي.. ودا كان في 6 يونيو 1983..
الله يرحمه ..