بقلم / عبد الحليم سعيد
★بعد 10 شهور من الحرب والاباده ؛ اثبت جيش الاحتلال القوي الجبار انه متخصص فقط في قتل المدنيين وهدم المساكن والمدارس والمستشفيات وان تلك هي مواهبه وتلك هي عبقريته ؛ وتلك هي قدراته…
بعد كل هذا القتل والتدمير التي لم تحقق له اهدافه ؛ اكتشف الاحتلال ان المفتاح للمشروع الصهيوني بتصفيه القضيه الفلسطينيه هو في مصر وليس في غزه…. فحول بوصلته في اتجاه مصر …
★ الاحتلال لم يعد يهتم بالافراج عن الأسرى ، انه مطمئن على صحة الاحياء ، والاموات : اموات ؛ ورقة الأسرى اصبحت الدجاجه التي تبيض ذهبا لحكومه الاحتلال : تضرب وتعتدي كما تشاء ولديها العذر وهو الافراج عن الأسرى …
** يضغط الاحتلال بعدوانه المستمر على اعصاب الامه ومشاعرها لكي يزرع الياس والاحباط ظنا منه انه يفكك الامه اكثر واكثر ويدفعها الى الانهيار مما يمهد له للتوسع في الارض واملاء شروطه وتنفيذ مشروعه الصهيوني في المنطقه بينما النتائج عكسيه تماما …
** بعد ان كان الاحتلال يماطل في قبول المفاوضات ؛ اصبح يعلن ترحيبه بها فاذا حضرها وضع شروطا جديده ليعطلها ؛ المهم ان يظهر امام العالم وامام شعبه انه حريص على المفاوضات ؛ بينما هو حريص على هدمها …
** المساءله أمام شعبه ستكون ثقيله عن 10 شهور من الخسائر والتضحيات بلا انجاز انها مسؤوليه جسيمه مما يجعله يحاول اطالة امد الصراع الى اطول فتره ممكنه ليبقى في السلطه …
** التهرب الكامل وبالوسائل الناعمه من المفاوضات رغم الترحيب بها شكلا هدفه هو ان لا تصبح اسرائيل وحماس طرفين متساويين في المفاوضات وهذا مكسب اعتباري هائل لحماس ترفضه اسرائيل بكل قوه ؛ وبالتالي فان اللعب الناعم بقبول المفاوضات واللعب الخشن بالاعتداء على المدنيين من اهل غزه ووضع شروط تعجيزيه للمفاوضات يجعلها مستحيله ؛ المماطله تحقق له استمرار الحكومه غي السلطه اطول فتره ، كما انها تجنب دوله الاحتلال الوقوع في صراعات داخليه بعد الحرب…
** دوله الاحتلال لا تخسر شيئا : فامريكا والغرب ـ القاده الحقيقيون لمشروع التوسع الصهيوني في المنطقه : يعوضون كل الخسائر في السلاح وفي الاموال و خسائر الشركات التي خسرتها نتيجه المقاطعات ؛ هذا يكفل لاسرائيل لاول مره سياسه النفس الطويل في الصراع ؛ ولكن دولة الاحتلال تعرف جيدا ان هذا السخاء الامريكي الغربي استمراره غير مضمون ؛ ولذلك فان حكومة الاحتلال تسعى في ـ اقصر وقت ممكن ـ لتصفيه هذه القضيه ؛ وقد تاكدت بيقين ان هذا لن يتم الا من خلال مصر او على حساب مصر …
** لا تريد دوله الاحتلال وقف الحرب الا بشروطها هي ؛ اما خسائر الارواح والاباده الجماعيه فهي امر مقصود هدفه هو : اما للقضاء على اهل غزه في اماكنهم وتنتهي مشكلتهم ، واما اجبارهم على الانتقال الى مصر ؛ واجبار مصر على قبولهم على جزء من سيناء ـ بتعويضات سخيه من اغنياء العرب ـ او بالقوه ؛ (وهكذا تفعل مع سكان الضفه بترحيلهم الى الاردن وبذلك تنتهي من مشكله فلسطين الى الابد ) وتتفرغ بعد ذلك للصراع مع جيرانها من الدول واحده تلو الاخر… ** بنقل المشكله الى مصر ، يصبح الصراع الحدودي مستمرا بين النازحين في مصر ووطنهم الاصلي و تصبح مصر طرف اصيل ومباشر في الصراع العسكري تستدرجها اليه دوله الاحتلال ، وهو هدف يرحب به كثيرون من انصار المشروع الصهيوني وقادته ومؤيدوه في العالم …
**الضغط على اعصاب شعوب المنطقه وخصوصا مصر هو امر بالغ الاهميه في خطة الاحتلال ، ويامل من وراء ذلك الى ان تضغط الشعوب على الحكومات ـ و عينه طبعا على مصر – وبالذات على سيناء وخطته وامله ان يؤدي الضغط على الشعوب الى الضغط على الحكومات ثم الى التنازل وتسليم جزء من الارض في سيناء لينتقل اليها سكان غزه ومستعدون لدفع التعويضات ؛ او استدراج مصر الى عمل عسكري يتخذه الاحتلال حجة لتوسيع العمل العسكري وتاخذ من سيناء ما تريد ويا سلام لو استطاعت الوصول من جديد الى قناه السويس ، هذا هو ،،الحلم المحرك ،، لكل ما يحدث الان ويتصورون ان الظروف الدوليه وظروف المنطقه تقدمان احسن فرصه لتحقيق هذا الهدف …
**بدون ضغوط شديده سيظل الحال على ما هو عليه على الاقل الى ما بعد الانتخابات الامريكيه في نهايه هذا العام .. **يتصور الاحتلال ان هذه الفتره الى نهايه العام هي الفرصه المثاليه لتحقيق خطوه كبيره في مشروع التوسع الصهيوني وهي فرصه لتحقيق جزء من حلمهم ـوانها اذا ضاعت فستكون الخساره كبيره ؛ لانها قد لا تتكرر في التاريخ …
** لان مفاتيح الحلم الصهيوني في التوسع هي
بيد مصر ؛ أو على حسابها : فقد تغيرت خطط الصهيونيه العالميه في هذا الاتجاه…
** الظروف الدوليه فعلا هي في انسب اوضاعها لتحقيق الهدف الصهيوني في التوسع : فامريكا مشغوله بالانتخابات والرئيس الحالي كالبطه العرجاء لا يستطيع ان يضغط ولا ان يقرر قرارات كبيره ، بريطانيا غارقه في مشاكلها الداخليه ومعها فرنسا والمانيا ؛ روسيا غارقه في اوكرانيا ؛ الصين مشغوله ببحر الصين والاستفزاز الامريكي المتعمد هناك لشغلها عن الشرق الاوسط كما انها مشغوله بزياده معدلات التنميه وهي فعلا تنجح في ذلك وتسبق ؛ العرب على ما هم عليه من انقسام وتمزق واختلاف : لذلك تحولت الخطط الى مصر متصورين ان بيدها المفتاح وانها يمكن ان تفرط في شبر واحد من ارضها ..
★ مصر يقظه تماما شعبا وقياده ؛ فشلت كل المحاولات عبر التاريخ لاقتطاع سيناء او جزء من سيناء من مصر ؛ ولن يستطيعها احد لا حاضرا ولا مستقبلا ان شاء الله كل مشروعات امريكا والصهيونيه العالميه في المنطقه بعد الحرب العالميه الثانيه وحتى الان فشلت على يد مصر ولن ينسوا ذلك لمصر …
** الشعب المصري يفهم جيدا الفرق بين التعاطف الانساني والدور الانساني ، وبين ان تستدرج الدوله والشعب الى خطوات غير مدروسه يفرضها عليه العدو … مصر اكبر من ذلك ؟ واكثر وعيا بكثير ؤ وتحسن بوجدانها تقدير هذه المواقف ، وكيف ان قراراتها يجب ان تكون بحساباتها هي ، وليست بحسابات غيرها …
** مصر محفوظة محروسة باذن ربها الى قيام الساعه ان شاء الله .. وان ربك لبالمرصاد ، والله غالب على امره وعلى رد كيدهم في نحورهم ان شاء الله …