عاجل

# بـ اردِّد في الصباح وِردِي ….. شعر
الكشف عن قائمة أجمل أهداف الموسم الحالي للدوري الإنجليزي
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأين رئيسيين بشأن مياه النيل
نادين نجيم.. حكايات من القلب عن حبها لمصر وذكريات الطفولة
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
بوتين: أمريكا دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صراع شامل
عضو فريق فلسطين بـ”العدل الدولية” تكشف الأهمية القانونية لإصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو وغالانت
فيلم “سلمى” يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة السينمائي
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا وأمن مصر أمانة في رقبتكم (فيديو)
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأننا نحترم القانون الدولي
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
للمرة الخامسة.. المركزي المصري يقرر الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير
رجل أعمال مصري كبير يبني ملاجئ في بريطانيا
“مأساة خلف الكواليس” .. الكشف عن سبب وفاة “طرزان”

الفرق كبير بين : الفتح و الغزو/ التجربه المصريه فريده :

بقلم /  عبد الحليم سعيد

★ الفتح يتم دون اراقة دماء رغم وجود الجيوش ؛ يتم بالتصالح ، والتسالم ، والبحث عن المصالح المشتركه ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا ، و توفير الحمايه من خطر اعداء موجودين او محتملين : الامثله كثيره في التاريخ واعلاها وارقاها ،، فتح مكه ،، : من دخل بيته فهو أمن ، من دخل بيت ابي سفيان فهو امن ، ما تظنون اني فاعل بكم ؟ أخ كريم وابن أخ كريم ، اذهبوا فانتم الطلقاء …
★ الغزو هو استخدام القوه المسلحه في الغزو ، اراقة الدماء ، قهر شعوب البلاد المستهدفه عسكريا وسياسيا واقتصاديا وربما اجتماعيا وثقافيا باوامر وقرارات قسريه تصب كلها في صالح المستعمر وليس في صالح اصحاب الارض …
معظم حروب التاريخ كانت من هذا النوع ؛ منها في منطقتنا مثلا : الغزوه الصليبيه والغزو المغوليه ، و الغزوات الحديثه في المنطقه من بريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرها … ومنها الغزو الاستيطاني مثل الغزوه الصليبيه التي بقيت حوالي 200 سنه قبل ان ترحل ، ومنها الغزوه الصهيونيه الحاليه ، التي تنتظر دورها في الرحيل بقدرة الله ، واصرار أصحاب الارض والمنطقه ، وبحتمية التاريخ التي هي سنة الله في الخلق …
======= ★صادفت مصرحالة غزو و فتح فريده تجسد بقوه الفرق بين الغزو والفتح :
** احتل الرومان مصر التي كانت من اهدافهم الكبرى : عندما تمكنوا من مصر عسكريا فرضوا على المصريين تغيير لغتهم التي تعودوا عليها عبر تاريخهم : الهيروغليفيه والهيراطيقيه والديموطيقيه ؛ طلبوا من المصريين ان يتحولوا الى اللغه الرومانيه .. وكذلك طلبوا من المصريين ان يتحولوا الى دين جديد هو المسيحيه _ ورغم انهم كانوا اعداء المسيحيه في البدايه الا انهم اعتنقوها عندما انتشرت ؛ لتصبح وسيلة من وسائلهم في الانتشار _ … لم يكن مالوفا في التاريخ ان يتعرض المستعمر الى الدين واللغه والجوانب الثقافيه والاجتماعيه في حياة شعوب المستعمرات من أجل منع أي تصادم خطير له عواقب وخيمه : يمكن ان يقترب المستعمر من هذه الجوانب ولكن بهدوء و بالتدريج …
** ولكن كيف تم هذا التحول في مصر وبهذه السرعه وماذا كانت نتائجه ؟
** كان الملك في مصر هو الحاكم وهو المتحكم في مياه النيل : يستطيع هو ورجاله ان يوفروا مياه النيل لمن يشاؤون وان يمنعوها عن من يشاؤون وكانت تلك وسيله ضغط كبيره وخطيره لا يملك المصريون معها الا التسليم الكامل لامر الحاكم ورجاله : استغل الرومان هذا الضغط العظيم على المصريين وطلبوا منهم تغيير الديانه الى المسيحيه وتغيير اللغات الى الرومانيه وكل مواطن له مصلحه مع الحاكم والحكومه عليه ان يغير الدين واللغه ؛
استجاب المصريون رغم الصدمه الشديده لان حق الحياه كان له الاولويه …
** نسي الرومان امرا بالغ الاهميه وهو ان الشعب المصري شعب متدين بطبعه وان ظهور نبي الله ادريس في مصر منذ زمن بعيد غرس فيها مبادئ ايمان صحيح وتوحيد ، و بعث ، وعبادات مثل الصلاه والصيام والزكاه وغيرها _ وبعضها ورد في القران الكريم باسمائه المصريه القديمه مثل الصيام، والحج ،
والماعون (الزكاه) ، والصابئون ( المؤمنون) ، وكلها كلمات مصريه قديمه منذ نبي الله ادريس _ عليه وعلى نبينا وعلى انبياء الله ورسله الصلاه والسلام _ صحيح ان ايمان المصريين اختلط بعد ذلك بالديانات المحليه الا ان الاساس الديني في الشخصيه المصريه بقي قويا وعميقا …
** تذوق المصريون المسيحيه بوجدانهم الديني بل والتفوا حولها وحول قياداتها ورموزها الدينيه ، مما اقلق الرومان قلقا شديدا خوفا من ان يتحول ولاء المصريين من الرومان الى القيادات المسيحيه _ وهو ما حدث فعلا : انقلب الرومان على القيادات المسيحيه وعلى الكنائس والاديره واعتقلوا ، وقتلوا ، وعذبوا ، فتركوا شعورا شديدا بالغضب عند المصريين : وتلك
كانت المقدمه للمرحله التاليه :
★عندما جاء الفتح العربي الاسلامي بقياده عمرو بن العاص الى مصر وجد الخلفيه الشعبيه المصريه مرحبة به ايما ترحيب لانه سيخلصهم من اضطهاد الرومان _ وقد كان _ لم يحارب العرب والمسلمون المصريين ، لم يزرفوا دما مصريا ، كانت العمليات العسكريه كلها موجهه ضد الرومان حتى تم طردهم من مصر وتخليص المصريين من ظلمهم واعادة زعمائهم وكنائسهم واديرتهم الى وضعها الصحيح ، استلم المصريون اداره بلدهم تحت حمايه الفاتح العربي المسلم….
** أعظم دليل على ذلك هو ان انه خلال ال 100 سنه الاولى من الفتح العربي لم يدخل الاسلام من المصريين الا اقل من 5% !!! ، وبعد 200 سنه لم يدخل الاسلام من المصريين الا 25% !!! .. وبدات النسبه تتزايد بالتدريج بعد 300 سنه من الفتح العربي الاسلامي لمصر !!! ، لم يمارس أحد أي ضغط على المصريين ليعتنقوا دين الفاتحين …
★ احتضن المصريون المسيحيون الفاتح العربي المسلم واعتبروه المنقذ لهم من الرومان وفعلا وجدوه عند حسن ظنهم …
؛ وبعد ان زاد عدد المسلمين في مصر واصبحوا الاغلبيه احتضنوا المسيحيين المصريين في مودة كبيره استعصت على كل محاولات تمزيق الأمه ، ولم يكن يقوم بهذه المحاولات الا طرف لا يفهم طبيعة العلاقه وطبيعه التركيبه وطبيعة القوه الناعمه العميقه التي تربط المصريين جميعا عبر العصور مما جعلهم يستعصون على كل محاولات التمزيق او التفكيك الى قيام الساعه ان شاء الله …
★ حفظ الله مصر واسعد الله اوقاتكم بكل خير .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية