كتب د / حسن اللبان
العديد من الأسماء البارزة داخل الحزب الديمقراطي سرعان ما أعلنت اصطفافها خلف نائبة الرئيس كامالا هاريس لدعمها في سباق الرئاسة في مواجهة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب، إلا أن شخصيات ديمقراطية بارزة غابت عن هذا الدعم، أبرزهم الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، كان غياب أوباما عن دعم هاريس واضحًا ومقصودًا، مشيرة إلى أن الرئيس الأسبق لم يؤيد هاريس حتى الآن، ولم يذكرها مرة واحدة في تحيته للرئيس بايدن التي نُشرت بعد وقت قصير من قراره بالانسحاب.
وقد فسر الجمهوريون هذا على أنه «ازدراء»، لكن مقربين من أوباما، الذي وضع نفسه في موقع رجل دولة محايد فوق المؤامرات داخل الحزب، قالوا إنه لا ينبغي المبالغة في تفسير هذا الأمر، وأنه لم يكن في ذهنه أي مرشح بديل عندما اتخذ قراره بعدم إعلان تأييد هاريس على الفور.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما قد تبنى موقفًا مماثلًا قبل أربع سنوات، عندما ضغط مساعدو بايدن عليه لتأييده في وقت مبكر من الانتخابات التمهيدية الديمقراطية قبل انسحاب السيناتور بيرني ساندرز، حيث كان يرى أن «التأييد المبكر الآن سيكون أيضًا خطأً سياسيًا»، ويرى المقربون منه أن التأييد المبكر قد يؤدي إلى تأجيج الانتقادات بشأن ترشيح هاريس.
وأضافت الصحيفة أن أوباما يرى أن دوره هو المساعدة في «توحيد الحزب بسرعة بمجرد أن يكون لديه مرشح»، حسبما قال أحد المقربين. إلا أن هناك اعتبارات أخرى أكثر شخصية تؤدي إلى تفاقم الحذر لدى أوباما.
ولفتت إلى أن بايدن لم يسامح أوباما على دعمه لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في حملة عام 2016، ولا يزال بايدن يعتقد أنه كان بإمكانه هزيمة ترمب في ذلك العام إذا أتيحت له الفرصة. كما لم يكن بايدن سعيدًا عندما أخبره أوباما أنه يجب ألا يخوض الانتخابات مجددًا.
هاريس والمرشحون المحتملون
في حين تتصدر هاريس قائمة الديمقراطيين الذين يمكن أن يحلوا محل الرئيس بايدن كمرشحة الحزب للرئاسة، فقد حصلت على تأييده بعد انسحابه من السباق. ومع ذلك، فقد جذب عدد قليل من حكام الولايات الديمقراطيين الانتباه أيضًا باعتبارهم منافسين محتملين للرئاسة.
ومن بين هؤلاء الحكام غافين نيوسوم من كاليفورنيا، وغريتشن ويتمر من ميشيغان، وجوش شابيرو من بنسلفانيا، وجي بي بريتزكر من إلينوي. وعلق هؤلاء المرشحون المحتملون على ترشح هاريس، بحسب نيويورك تايمز.
أيد غافين نيوسوم ترشح هاريس، قائلاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه «لا يوجد أحد أفضل ـ من هاريس ـ للترشح ضد الرئيس السابق دونالد ترمب». ودافع نيوسوم خلال الأسابيع الأخيرة بشدة عن بايدن في وسط ضغوط ديمقراطية متزايدة على الرئيس للتنحي، وقال سابقًا إنه لن يترشح ضد هاريس.
أما غريتشن ويتمر، فلم تؤيد صراحةً هاريس في بيان أشاد برئاسة بايدن، لكنها قالت: «ستظل وظيفتي في هذه الانتخابات كما هي: بذل كل ما في وسعي لانتخاب الديمقراطيين ووقف دونالد ترمب». وفي وقت سابق من هذا الشهر، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، قالت إنها لن تترشح إذا انسحب الرئيس.
أيضًا، أيد جوش شابيرو، الذي يعرف هاريس منذ سنوات، ترشيح نائبة الرئيس في بيان الأحد، قائلاً إنها «وطنية تستحق دعمنا» وأنها «مستعدة لأن تكون رئيسة»، مضيفًا أن «أفضل طريق للمضي قدمًا للحزب الديمقراطي هو الاتحاد بسرعة خلف نائبة الرئيس هاريس وإعادة التركيز على الفوز بالرئاسة».
كما أشاد جي بي بريتزكر، الذي وجه انتقادات حادة لترمب، بإنجازات بايدن الرئاسية في بيان، لكنه أضاف أنه «يجب ألا نتجاهل التهديد الذي يشكله عودة دونالد ترمب المحتملة إلى البيت الأبيض».
ودون أن يقول صراحةً ما إذا كان سيترشح للرئاسة أو يؤيد هاريس، قال بريتزكر إنه «سيعمل كل يوم لضمان عدم فوز ترمب في نوفمبر/تشرين الثاني».