كتب د / حسن اللبان
الأيام القليلة الماضية، برز اسم نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، بوصفها البديل المفضل بشدة، والديمقراطية الأوفر حظا لخلافة بايدن في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وبعد قرار بايدن بالانسحاب من الانتخابات، تعاظمت فرص هاريس لتكون مرشحة للحزب الديمقراطي في مواجهة الرئيس السابق، دونالد ترمب، مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات 2024، بالرغم من ان هذا الأمر ليس مؤكدا على الإطلاق، لأن هناك خيارات عدة أمام الحزب الديمقراطي، لاختيار خليفة لبايدن.
من بين هذه الخيارات إجراء «انتخابات تمهيدية خاطفة»، من شأنها أن تسمح لمرشحين متعددين بتقديم برامجهم في الأيام والأسابيع التي تسبق اختيار المندوبين إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي للمرشح رسميا في أواخر أغسطس/ آب المقبل.
وفي حال فضل الديمقراطيون الدفع بهاريس، فإن الحزب سيكون أمام لحظة تاريخية، بالإعلان عن ترشيخ أول امرأة سوداء من أصل جنوب آسيوي لرئاسة أميركا.


عقبات في طرق هاريس
لكن هاريس ستواجه بعض العقبات، التي ستكون مُطالبَة بالتغلب عليها، وفي مقدمتها العنصرية والتمييز الجنسي وأخطائها السياسية، حتى تتمكن من هزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
فعلى مدار تاريخ الديمقراطية في بلادهم، الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأميركيون سوى رئيس أسود واحد فقط، ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وفي هذا السياق، قالت لاتوشا براون، خبيرة الشؤون السياسية، والمؤسس المشارك لصندوق بلاك لايفز ماتر فاند: «هل سيكون عرقها وجنسها مشكلة؟ بالتأكيد».
وستواجه هاريس تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى 3 أشهر تقريبا للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها.
إلا أن عددا كبيرا من الديمقراطيين متحمسون لفرصها.
ويخشى كثيرون من سيطرة ترمب والجمهوريين ليس فقط على البيت الأبيض وإنما على مجلسي النواب والشيوخ أيضا.
هاريس صاحبة الـ59 عاما أصغر من ترامب بنحو 20 عاما، وهي أحد قادة الحزب فيما يتعلق بحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سنا وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين.
ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماس هؤلاء الناخبين وستعزز دعم السود وسوف تكون مناظراتها قوية مع ترمب.
وقالت براون إن ترشح هاريس سيأتي على النقيض تماما من المرشح الجمهوري ترمب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السناتور جيه.دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء.
وأضافت براون: «هذا بالنسبة لي يعكس ماضي أميركا، في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أميركا ومستقبلها».