بقلم : عماد عبد الرحمن العجان
الموت حقيقة حتمية لا مفر منها، وهو الفاصل بين الحياة الدنيا والآخرة. تناولت الأديان السماوية قضية الموت بشكل مفصل، حيث ترى أن الحياة الدنيا مرحلة مؤقتة وأن الآخرة هي الحياة .
ان جميع الأديان السماوية تتفق على أن الموت هو انتقال إلى حياة أخرى. في المسيحية، يُعتبر الموت انتقالًا إلى الحياة الأبدية حيث يحاسب الإنسان على أعماله، ويُكافأ أو يُعاقب بناءً على سلوكه في الدنيا. في اليهودية، يُنظر إلى الموت أيضًا كجزء من خطة الله، ويُعتقد في البعث والحياة بعد الموت.
أما في الإسلام، فإن الموت هو حقيقة لا جدال فيها، وهو جزء من القدر المحتوم لكل مخلوق. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” (العنكبوت)
الإسلام يُقدّم رؤية شاملة عن الموت وما بعده، حيث يُعتبر الموت انتقالاً من دار الفناء إلى دار البقاء. الموت في الإسلام ليس نهاية بل بداية حياة جديدة، حياة أبدية يكون فيها الحساب والجزاء. يقول الله تعالى: “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ” (الرحمن: 26-27).
ولاشك ان من الموت عظه فهو يُذكّر الإنسان بفناء الدنيا وحقيقة الآخرة، وهو فرصة للتأمل والعودة إلى الله. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت” (رواه الترمذي).
و يجعل الإنسان يدرك قيمة الحياة والعمل الصالح، ويحث على التوبة والاستغفار. يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ” (التحريم: 8).
واخيرا
نسأل الله تعالى أن يرحم موتانا جميعًا، وأن يغفر لهم ذنوبهم، وأن يتغمدهم بواسع رحمته. ونسأله سبحانه وتعالى أن يرحمنا إذا ما صرنا إلى ما صاروا إليه، وأن يُحسن خاتمتنا، ويجعلنا من أهل الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه. آمين.