كتب د / حسن اللبان
سبق أن حذر الصحفي الأمريكي اليهودي بصحيفة «نيويورك تايمز» توماس فريدمان، من مواجهة إسرائيل أزمات تتعلق بمصير الدولة.. وقال: «إن إسرائيل التي عرفناها قد ولت، وإسرائيل اليوم في خطر وجودي».
وأضاف فريدمان، في مقالته، أنه حذر من هذا الأمر بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية.. وشدد على أن «كل أميركي يجب أن يقلق بشأن هذا الأمر».
خطر الوجود يحيط اسرائيل، ولذلك فإن هناك سؤالا داخل دولة الاحتلال يعد أعمق بل وأهم ما في هذه الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بحسب تحليل الباحث السياسي، عدنان الصباح.
7 أكتوبر وضع إسرائيل أمام سؤال البقاء
وقال «الصباح» للغد: «هو سؤال البقاء: هل يمكننا؟ هل نحن قادرون ؟ وإذا كان ذلك ممكن فكيف؟ كيف والحروب الممكنة والحروب المحتملة مفتوحة على مصراعيها ؟ السابع من أكتوبر وضع دولة الاحتلال أمام أسئلة خطيرة لم تكن واردة في حساباته، بل ولم تكن واردة في حسابات أحد، لأن هذا اليوم فجر تساؤلات حول هل هذه الدولة يمكنها أن تقاتل على كل الجبهات؟ هل هناك حماية مطلقة وأبدية؟
- أسئلة مصيرية خطيرة ستبدأ تنطلق عندما تهدأ الأمور ولو ليوم واحد.. الاحتلال سيواجه سؤالا مصيريا يقوم على قاعدة البقاء: هل نحن قادرون على البقاء أم لا ؟
الاحتلال يواجه انقسامات
وأضاف «عدنان الصباح»: «الاحتلال اليوم ليست لديه فقط مشكلة في العدد ـ عدد جنود جيش الاحتلال ـ ولكن لديه مشكلة في السؤال حين يصل إلى مرحلة تفرض السؤال: هل أنت قادر على البقاء؟ هل لديه القدرة على البقاء أم لا؟ وحين يجد الاحتلال نفسه أمام انقسامات لم تكن واردة في حساباته».
وتابع: «انقسامات تطال العقيدة.. انقسامات تطال المجتمع.. انقسامات تطال القناعة، فهناك داخل أوساط مجتمع الاحتلال من يقول إن هذا الجيش جيش العدو.. ومن يقول لن التحق بالخدمة العسكرية.. وهناك من يقول إن هذه البلاد لم يعد لنا وجودا بها.. وهناك من يقول أن قيادته وإدارته لم تعد تفكر فيه وفي مستقبله ولا تفكر في قيمة حياته، وأن المصلحة الحقيقية الوحيدة هي مصلحة لذات القائد، ولذات الموضوع وذات الدافع، وبمعنى حين تكتشف هذه الدولة ،بعد الحرب، أنها كانت تقاتل لصالح مشاريع الولايات المتحدة في المنطقة، حينئذ سيكتشف جنودها وساستها ومثقفيها، أنهم كانوا قتلة مأجورين».
تساؤلات حول عقيدة القتال
وأردف قائلا: «هناك مستجدات ومتغيرات تفرض نفسها، حين يسأل الحندي أو الضابط: إذا كنا نقاتل من أجل التوراة، وفي سبيل عقيدة التوراة، وأن هذه الأرض توراتية، فلماذا أصحاب التوراة لا يقاتلون؟ ثم إذا عاد جندي إسرائيلي مقتول إلى منزله، فإن والده سيسأل: لماذا جندي التوراة (يعتبرون أبناء مدرسة التوراة جنودا) يصلى على ابني وهم لا يقاتلون؟ إذن التوراة لا تدعو للقتال من أجلها، ثم العلماني يقول لماذا أنا العلماني أقاتل في سبيل التوراة، بينما التوراتي يقتنع بأني عدوه؟