بقلم دكتورة / حامدة حسين السيد
احتلال فني
*********
في قناة إم بي سي مصر وعلى مائدة اجتماعات فخمة يجلس المستشار تركي آل شيخ علي رأسها وبجواره مذيعه المنتخب عمرو أديب
أما عن يمينه ويساره فيجلس نجوم مصر الفنانين ( كالتلامذة ) من ممثلين ومخرجين بينهم علي سبيل المثال كريم عبد العزيز واحمد حلمي ومروان حامد والمنتج احمد بدوي بشركة المتحدة وغيرهم من فنانين عرب
وهذا الاجتماع هدفه ” دعم ورعاية صندوق بيج تايم وهيئة الترفيه للوصول بالأفلام والمسلسلات للعالمية “وأنا ليس هدفي انتقاد ما يفعله المستشار و محاولات استحواذه علي الفن المصري بكل أدواته ثم تحريكها كيف يشاء … لكن اللوم كل اللوم علي جميع أطراف صناعة السينما في هوليود الشرق الذين بخلوا عليها بفكرهم وبأموالهم وتنازلوا عن حقهم المشروع في الريادة ولم يتمسكوا بها وهم من هم … ناهيك عما خلفهم من تاريخ سينمائي وتراث من المستحيل وأكرر من المستحيل لأي دولة الوصول إليه أو تحقيق نصفه مهما كان لها من إمكانيات ومهما طال الزمن …أعتب بشدة على كل فنان يتفاخر بأجره من ملايين الملايين ثم لم يساهم في إنقاذ السينما المصرية حتي صار إنتاجها السنوي لا يتعدي العشرين فيلما أغلبها غير جدير بالمشاهدة …. ألهذا الحد صار الفن مسألة تجارية وحسب ؟ لماذا هذا الانهيار هل من قلة فنانين … أبداً ! مازال عندنا أقوى الممثلين ومواهب شديدة التميز من صف أول لثاني لثالث … مخرجين من ذوي الخبرة و من الشباب موجود … مصورين ياما … موسيقي تصويرية أؤمر تلاقي … قصص صالحة للدراما بالعشرات ليس فقط من عصر أدبائنا الرواد كإحسان والسباعي ومحفوظ وإدريس وحقي …. لكن هناك كتاب معاصرين لهم أعمال رائعة ومنهم علي سبيل المثال احمد مراد و أشرف عشماوي وعمرو ياسين وريم بسيوني ونور عبد المجيد و رشا سمير ….. بالبلدي كده كل مستلزمات الطبخة الحلوة موجوده ومتاحة وبغزارة …. فأين الطبيخ ؟ لماذا لا ننتج لماذا لا نبدع لماذا نترك غيرنا يتولي قيادة المسيرة ويدعي الدعم والتطوير و ينسب لنفسه الفضل ؟ ولا تقل لي السبب الفلوس ثم الفلوس ! لا …فهذا الوسط يمتلك القدرة ( ربنا يزيد ويبارك ) وهناك رجال أعمال كثيرون لن يتوانوا عن المشاركة والمساهمة …. المشكلة في رأيي هي ما أصاب كبار النجوم من التشبع المادي المصحوب بانعدام الشغف ….والاكتفاء بإعلان أو إعلانين كل سنة بعشرين مليون مثلا … وحشين ؟؟
اشعر بالحزن وبغيرة شديدة علي فن كنا رواده عن جدارة ودخلنا به قلوب وطن كامل والآن ببساطة نرتضي ان ينكمش دورنا إلي طاقم تنفيذي يعمل تحت جهة إنتاج غير مصرية سيكون لها بالطبع الرأي الأول والأخير فيما يُقدم وكيف ؟بالتأكيد هذا لا يليق بنا
*ملحوظة لابد منها : هذا الاجتماع بين المستشار والنجوم العرب لم يتم في القاهرة ولا في الرياض … لأ… في لندن ! ولم لا ؟ ما كله علي حساب صاخب المخل .