بقلم / عبد الحليم سعيد
★ اولا : واجهت الحكومه السابقه مشكلات عالميه ومحليه كبيره من الكورونا الى حرب اوكرانيا الى حرب غزه الى اشعال كل الجبهات المحيطه بمصر ، الى الازمات الداخليه خصوصا : حرب السوق الموازيه و حرب الاسعار العبثيه ؛ ومشكلة الكهرباء ، وكلها مشاكل اتعبت مصر والمصريين كثيرا …
** في قلب هذه التحديات وهذه المصاعب كان اداء الحكومه ثابتا قادرا على التعامل مع المشكلات مخلصا واثقا مما ساعد على عبور مصر لهذه المرحله غير المسبوقه في صعوباتها في تاريخ مصر الحديث … هذا امر يحتسب لهذه الحكومه
وسيظل وسام شرف على صدرها …
**وكذلك فان من اهم ما يحتسب لها انها عملت بروح الفريق مما اكسبها قوة وثباتا واكسب قراراتها قوه ساعدت على تحمل المواطنين لكل هذه المصاعب …
★ثانيا : في المقابل : تركت هذه الحكومه وراءها بعض الملاحظات الجديره بوضعها في الاعتبار : ليس فقط امام الحكومه الجديده ولكن امام كل الحكومات بعد ذلك :
1- اصبحت مصر في حاجه الى تغيير فلسفتها في خططها في التعامل مع ،،التحديات ،، وذلك لان التحديات لم تعد امرا عارضا في اي مرحله من تاريخ مصر الحديث وانما اصبحت اساسيه بسبب احتدام الصراع بين الشرق والغرب حول المنطقه وفي القلب منها مصر وهو صراع نستنر يزداد حده ، وبالتالي فان التحديات لن تتوقف ، وعلى مصر ان تتعامل مع التحديات على اساس انها جزء اساسي في خططها …
2- طول مدة عمل الوزاره والمحافظين بقدر ما هو مفيد للاستقرار واستكمال الخطط الا انه ايضا يحمل كثير من السلبيات والسبب هو أن الناس مختلفون في قدراتهم ولياقاتهم ، وقدرتهم على الاستمرار في العطاء التي قد تكون مرتبطه بوقت محدد وانها ليست دائمه ولا تتحمل الارهاق الشديد ، وبالتالي لابد من النظر الى هذه المساله بجديه فاذا ثبت ان البعض في هذه المواقع لم يعد قادرا على الاداء والتجديد والابداع والتفكير خارج الصندوق كما كان من قبل عندها يجب تغييره دون انتظار لموعد تغيير وزاري قادم ، لانه اذا كان الوزير يستطيع ان يستمر غي العمل بكفاءه اقل ، فان العمل سيتضرر كثيرا اذ قلت الكفاءه …
3- التلاعب بالاسعار وظهور السوق الموازيه التي تخلق المشكلات الاقتصاديه وترفع الاسعار بدون مبرر وتضغط بشده على المجتمع ، يحتاج التدخل السريع ودون تردد من الدوله والضرب بيد من حديد على اصحاب السوق الموازيه وعلى كل محاولات التضييق على الناس برفع عبثي وغير منطقي للاسعار ، تردد الدوله في التدخل أضر كثيرا …
4- ،،الارهاق الشديد،، هو العدو الاول للابداع والابتكار والقدره على التفكير خارج الصندوق ويدمر الحيويه واللياقه البدنيه والذهنيه : تعريض الوزراء وكبار المسؤوليين للارهاق الشديد يعني تدمير لهم ولكفاءاتهم ، لابد من حمايتهم من ذلك : لو تابعنا حركه وزير الخارجيه مثلا لوجدناه تقريبا يعيش في الطائره ويتنقل بين جهات العالم المختلفه وما يقضيه على الارض اقل مما يقضيه في التنقلات ولو كان معه نواب وزير يقومون عنه ببعض هذه الرحلات لما كان هذا الاجهاد الشديد : العلاج هو الاكثار من نواب الوزير وفي اكثر من تخصص ومن المساعدين الذين يحملون معه وعنه جزءا من الحمل ، ويربي كوادر جديده في نفس الوقت ؛ هذا جانب والجانب الاخر هو التقليل من المركزيه والمزيد من منح الاختصاصات للمستويات المختلفه في القياده من القاعده الى القمه لا يجب حرمان مديري المدارس والمستشفيات والادارات المختلفه في القرى والاحياء وغيرها من اختصاصاتها وجعلها تأتمر في كل صغيره وكبيره بامر رئييها ، و رئيسها لا يستطيع ان يتحرك الا بامر رئيسه ورئيسه لا يستطيع ان يتحرك الا بامر المحافظ والمحافظ لا يتحرك الا بامر الحكومه : هذا التكثيف في الاختصاصات هو الذي يعطل العمل ، وفي نفس الوقت يزيد من الاحمال على القيادات العليا فتتعرض للارهاق فتفقد الحيويه واللياقه : البديل هو التخفيف من المركزيه في الاداره ، وهذا سيخلق لنا كوادر خلاقه من القاعده الى القمه ما كانت تخطر على البال لا في العدد ولا في الكفاءه …
★ شكرا جزيلا للوزاره التي ادت دورها بكفاءه وتحملت الكثير من الصعاب ودفعت عن مصر الكثير من المخاطر …وكل التمنيات الطيبه للوزاره الجديده بان تكمل الرساله وتكمل الصمود والابتكار والابداع ، ولا تنعلل بالتحديات : فان مصر عاشت عمرها في تحديات وكانت تحقق اعظم النتائج واحسنها كلما اشتدت التحديات …
★ حفظكم الله وحفظ مصر واسعد اوقاتكم بكل خير ان شاء الله …