عاجل

كيف نحافظ على صحة جيدة في سن السبعين؟
“كتائب القسام” تستهدف جنودا وآليات للجيش الإسرائيلي بكمين محكم في حي الشجاعية بغزة
الرئيس الصيني : ضرورة الحفاظ على الصداقة الروسية إلى الأبد
# بحبك بجد مش هزار …. شعر
دراسات علمية مختلفة تكشف السبب الأكثر شيوعا للسرطان
بوتين يشيد بالعلاقات الروسية الصينية ويؤكد أنها تمر بأفضل فترة في تاريخها
غرق أثناء الاستحمام في نهر النيل
وزير القنبلة النووية يدعو إلى احتلال سيناء
السيسي يعين رئيس أركان جديد للجيش المصري
مراسم أداء اليمين الدستورية للحكومة المصرية الجديدة في مقر رئاسة الجمهورية
وثيقة إسرائيلية مسربة تكشف مخطط تل أبيب لتهجير سكان غزة إلى مصر
ايجابيات ؛ وملاحظات ؛ ودروس مستفاده
السيسي يصدر قرارا بتعيين وزير الدفاع المصري السابق محمد أحمد زكي مساعدا له لشؤون الدفاع
مباحثات قمة ثنائية بين بوتين وأردوغان على هامش “قمة شنغهاي” في أستانا
عضو اللجنة التأسيسية لشبكة الإبتكار والإبداع بالإمارات الشريفة الأديبة دكتورة سهير الغنام تشارك في الإجتماع الأول اللجنة التأسيسية للإبداع والابتكار

# زمن الأسطوات الجميل

بقلم / سهير جودة

هل نؤمن بالعمل أم أن الكلام عن ضرورة العمل شعارات جوفاء؟ والأهم هل نمتلك تعليماً ومعرفة ووعياً ورغبة الخروج من قاع العالم غير المتحضر وغير النامى؟ هل تؤمن الدولة بالعلم والتنوير؟ وهل تمتلك إرادة ورؤية اختيار العلم منهجاً وأسلوب حياة أم أن التنوير والإبداع والجمال رفاهية نتجمل بها للحظات ثم نخلعها لأنه ترف لا نطيقه ولا نريده؟ هل الاستئناس بالقبح واعتياده ناتج تعليم ردىء فقط أم غياب كامل للاستنارة فتاهت معه مفاهيم الناس عن العلم والعمل والدين والجمال؟ فالمناخ العام هو من يشعل الطموح وهو من يطفئ الوهج، أسئلة كثيرة تطرح نفسها مع الأحداث والمواقف وتلح بعنفوان عندما يكون هناك حضور طاغ لقيم العمل والجمال فى كتاب أصدرته مكتبة الإسكندرية منذ سنوات بعنوان ديوان الخط العربى فى مصر، كل حرف فى هذا الكتاب يعرى حالة القبح التى أصبحنا عليها ويكشف روعة النور التى كنا فيها بعيداً عن الحالة السياسية وموقفنا من العصور والزعماء، فهذا الغنى هو ناتج لثقافة وهذه الثقافة كاشفة للمجتمع، وإبداع الخط العربى لا يمكن أن تصل أمة فيه إلى أعلى مستويات الروعة والإبداع إلا إذا كانت على درجة عالية وعريقة من الحضارة، فهو فن صفوة الصفوة، حين ينطق الحرف ويتشكل وينطق كيف كانت مصر سخية الثراء بالفن والجمال والعمل والبريق، وحين تصبح مصر من أفقر الفقراء فى إعلاء قيمة العمل والإحساس بالجمال فهذا يعنى طغياناً للقبح والتطرف والعشوائية، والبلد الذى يفرط فى حضارة بلغ فيها العلا وانفرد بها لا بد أن يغيب النور عنه ليحل محله ظلام الإرهاب والعنف والتطرف، التفريط فى مثل هذا الفن يعنى أن البلد ما عاد يدلل التنوير والثقافة أو حتى يذكره أو يريده، وبالتالى فهو يذهب كل يوم إلى الخلف، فن الخط العربى ما زالت له آثار تتحدث عن نفسها فى الشوارع والمحال والمساجد والمستشفيات العريقة مثل مبرة محمد على والمستشفى القبطى، الخط كان يصدر ثقافة تشع جمالاً ورقياً، فهناك مأثورات عظيمة شكلت جزءاً كبيراً من وجدان أجيال ما زالت تعيش بيننا.


حكم ومأثورات عميقة رصدها هذا الكتاب «من صبر ظفر.. الحلم سيد الأخلاق.. لا سيف كالحق ولا عدل كالصدق.. رأس الحكمة مخافة الله»، فالخط إعلام يصدر ثقافة راقية تشيع فى المجتمع ويتشبع بها أو ثقافة أخرى تدمره وتشيعه إلى مقابر الظلام والإرهاب، فى هذا الكتاب لوحة تترجم واقع مصر عندما كانت تتحلى بالمعرفة وتزهو بالاستنارة ونترحم منها على رقى المعرفة التى أصبحت جهلاً وجهامة وقبح اللوحة مكتوبة بخط أحد أساطين الخط العربى وهى موجودة فى قصر الأمير محمد على باشا فى المنيل، وهو من أجمل التحف المعمارية فى مصر، والمدهش أن من قام بإبداعه فى كافة المجالات لم تكن شركة عالمية ضخمة ولا مهندسين أو خبراء أجانب إنما مجموعة من مشايخ الصنعة المصريين، كل فى مجاله وهكذا جاء بالنص فى لوحة التأسيس:
البناء من عمل المعلم أحمد محمود البناء وأولاده
الحجر من عمل المعلم محمد عفيفى النحاس
النجارة والرسومات والنحاس من عمل المعلم محمد إبراهيم النجار
الرخام من عمل المعلمين أحمد سكر ومحمود صالح
السجاد من عمل المعلم محمد إبراهيم طلحة
الكتابة من خط الحاج أحمد كامل أفندى
وهذه اللوحة تؤكد قيمة وأهمية العمل، فنجد فى كلمة من عمل أمام كل إبداع، وهناك أيضاً فخر باللقب وهناك إبداع فى فن السجاد اليدوى، فوقت أن كانت مصر بها الأسطى والمعلم كانت هناك قيمة للفن والجمال والعمل، وعندما أصبحت مصر على جهل بشهادات جامعية أصبحت البطالة سيدة الموقف وأصبح التعالى على المهن أسلوب حياة، ويكتمل التحضر والرقى فى التحفة المعمارية قصر الأمير محمد على باللوحة المنسوبة لصاحب القصر والموجودة على إحدى واجهاته ويقول نصها:
أنشأ هذا القصر الأمير محمد على باشا نجل المغفور له الخديوى محمد توفيق إحياء للعلوم والفنون الإسلامية واجلالاً لها.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية