بقلم الكاتبة الجزائرية / يامنه بن راضي
شاء القدر أن تتحول غزة هاشم الى صحراء قاحلة يحاصرها الغزاة الصهاينة من كل صوب؛ تربت على أكتافهم القذرة أمريكا عراب الشر منفثة سموم خبثها الأسود على نار محرقتهم ضد أهلنا العزل في غزة؛ وفيما يجابه هؤلاء الغزاويين أياما عسيرة مرة أكثر من الحنظل مثخنة بالدماء التي تسفك بدم بارد كل برهة من الزمن وبطعنات بني البشر من مجتمع دولي منافق يصطاد في المياه العكرة؛ لا يحتكم إلا الى قانون واحد هو قانون المصالح ومن بني قومهم من أمة المسلمين والعرب التي على ما يبدو هي كغثاء السيل لا اكثر ..تلك التي تخلت عن مسؤوليتها الأخلاقية التي تفرضها وشائج القربى والملة والجيرة الجغرافية …وعلى الرغم من اشتعال فتيل الهبة الجماهيرية العالمية الرافضة للإبادة العرقية التي يمارسها الإحتلال الصهيوني الإستيطاني في غزة المحاصرة جورا منذ اكثر عقد؛ إلا أن القرار الدولي بات هو الآخر محاصرا من قبل شرذمة قليلة من الانتهازيين وعشاق الدولار والنفط …فإلى متى يستمر ما تبقى من الإنسانية في غيها تحصد الآثام تلو الأخرى ومن ينقذ الفلسطنيين من المحرقة الصهيوأمريكية ؟..
” الحياد أمام الظلم مساهمة في تنشيط نسله ” ولقد أصابت الكاتبة السورية ” غادة السمان” في ذلك ..كيف لا وقذائف الموت وصواريخ الدمار لا تزال تنهال على رؤوس سكان غزة في جباليا وخانيونس والنصيرات ورفح التي عاث فيها الجيش الصهيوني مؤخرا قتلا وتدميرا …لا ريب أن المهنة الوحيدة التي بات يتقنها كل اهلنا في غزة اليوم هي حفر مقابر لدفن جثث ذويهم وأحباءهم من الشهداء ..فاق الارهاب الصهيوني كل الحدود وانتهك كل الأعراف الإنسانية أمام عالم لا يجيد الا التعامل بازدواجية مقيتة ومنظومة دولية لم تتحرج من رؤية أشلاء الأطفال المتناثرة في كل مكان ومن سماع قصص عائلات تم افناؤها عن بكرة أبيها معفرة بتراب الأرض المقدسة و تاريخ غير منصف بالمرة ..
يستمر ضجيج الموت بشكل يومي في غزة الإبادة والصمود؛ حيث يعلك العدوان الصهيوني الهمجي سكان غزة كالرحى ولا مغيث لهم من حكومات العالم التي سارعت الى ركب قطار المتفرجين المتحينين لأي فرصة للحصول على مصالح معينة..فمصائب قوم عند قوم فوائد ؛ ولئن كانت الشعوب الحرة في اوروبا وأمريكا وغيرها من مناطق العالم ترفض استمرار هذا السيناريو الدموي اللااخلاقي التي تشارك فيه سلطات بلدانهم من يجلسون على أرصفة الغضب قرابة الشهرين إحتجاجا على سياسة حكوماتهم في دعم وحشية الكيان المجرم وهو يقوم بتدمير البشر والحجر والشجر في فلسطين المحتلة ..فإن المجموعة الدولية التي لطالما أظهرها الإعلام الغربي سباقة في حل مشكلات وأزمات الضعفاء والمقهورين فوق أديم هذه الأرض قد سقطت أخلاقيا وتاريخيا في حفرة الخزي.. وباتت لا تختلف كثيرا عن عصابات مافيا السلاح والمخدرات وان كان نشاطها المافياوي هو السياسة القذرة ولعبة المصالح و الغاية تبرر الوسيلة على حساب مباديء وقيم حقوق الانسان التي كانت تتبناها دوما …
أكلنا يوم أكل الثور الأبيض …إذا لقد استبيحت غزة وفلسطين لأننا فرطنا في حقوقنا منذ البداية وسمحنا بتدجين كرامتنا ورضيا بالهوان ..فمتى ننفض عنا غبار الذل ..لنتمكن من نصرة أهلنا من الشعب الفلسطيني وغيره من المعذبون من أبناء أمتنا ؟!.