بقلم / عبد الحليم سعيد
★نعم لقبول المبادره الامريكيه ولكن : مع اليقظه والحذر لان علامات الاستفهام كثيره ومشروعه :
★ الحرب ليست هدفا ، وانما هي وسيله لتحقيق الهدف الذي هو خلق موقف اقوى للاطراف في المفاوضات ، و عندما تشعر الاطراف المتحاربه _ بصدق _ بانها تعبت من الحرب : عندها تكون المفاوضات الجاده هي الوسيله لتحقيق السلام العادل القابل للاستمرار …
★ الشكوك في صدق النوايا في حالة مشكلة قطاع غزه كثيره لعده اسباب :
** اولا : لان هذه المبادره تقدمت بها مصر من مده ورفضتها امريكا واسرائيل ، ثم وضعوها في الادراج ثم اجروا عليها بعض التعديلات لتتقدم بها امريكا في الوقت ،،المناسب،، بعد ان تأكد فشل المشروع الاسرائيلي ، ؤاصبح الامر يحتاج الى تدخل للانقاذ وحفظ ماء الوجه …
** ثانيا : ان امريكا لا يمكن ان تتقدم بمشروع_ اسرائيل طرف فيه_ الا اذا كانت قد ناقشته وقتلته بحثا معها واخذت الموافقه عليه ، وما يشاع عن رفض اسرائيلي هو مسرحيه للتغطيه …
** ثالثا : امريكا واسرائيل بينهم علاقه عضويه كامله و الاختلافات تكون على السطح فقط ، ولا يمكن ان يصدق احد في العالم ان تكون امريكا وسيطا نزيها في قضيه اسرائيل طرف فيها …
** رابعا : وهو الاهم ان امريكا وبريطانيا وغرب اوروبا عندما ساندوا اسرائيل في هذه العمليه في بدايتها كان لانها وعدتهم بانها عمليه سريعه وخاطفه وناجحه وستنهي هذه المشكله من الجذور ، ولكن عندما طالت الحرب وامتدت وبدات نتائجها العكسيه في الظهور : تغيرت المواقف تماما ، وتحولت الى محاوله انقاذ ماء الوجه لاسرائيل ، بل ومحاولة انقاذ اسرائيل من نفسها ، ومن خساره تهدد وجودها …
** خامسا : خسرت اسرائيل استراتيجيا ما سيكلفها الكثير والكثير لتعويضه : خرجت من هذه الشهور الثمانيه حتى الان مكسوره ، مجروحه جرحا عميقا ، يغذ فيها شهوة الانتقام ، وكل ما تحتاجه هو مجرد مخرج كريم لالتقاط الانفاس والافراج عن المحتجزين لتقليل الضغط الشعبي ، وانقاذ الحكومه الاسرائيليه من حرج شديد ، وانقاذ الرئاسه الامريكيه من حرج شديد في ظروف صعبه ، ثم بعدها يبدا حديث الانتقام من جديد ، مما يؤكد انها ،،مناوره،، وليست ،،مبادره،، .
** سادسا : ان وقف القتال وانهاء الحرب معناه بدايه المرحله الاصعب وهي حساب التاريخ ، وحساب الشعوب ، وحساب الارباح والخسائر ، وكله يصب في غير صالح الحكومه الحاليه في اسرائيل ، وفي غير صالح الرئاسه الحاليه في امريكا التي تأثرت سمعتها كثيرا بسبب انحيازها الجائر والمناور ضد الحق الفلسطيني ، وكلها حسابات ستكون عسيره وممتده …
★كل هذه الشكوك تحتاج من الطرف الفلسطيني التعامل بحذر في المفاوضات وهم على المستوى الاستراتيجي في الموقف الاحسن ، فخسائر اسرائيل جسيمه على مستوى الدوله ، وسمعة الجيش ، وعلى مستوى الحكومه و الشعب و السمعه الدوليه … أما خسائر الجانب الفلسطيني فهي الخسائر الجسيمه والغاليه في الارواح وهو الثمن الغالي الذي تدفعه الشعوب من اجل التحرر والوجود ، اما خسائر المباني والعمران فيمكن تعويضها ان شاء الله …
★ يحتاج الموقف العربي الى اليقظه والحذر والتفاوض من موقف القوه ، والثبات على الارض وعلى الحق ، لا تسمحوا بأي اختراق لموقفكم الصلب و تأكدوا من انه لو ضاعت فلسطين اليوم فستضيع وراءها باقي الدول واحده تلو الاخرى … لا تهنوا ، و ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ، وثقوا في أن دفاع اهل الارض عن أرضهم أقوى ؤاصلب من دفاع المغتصب عن أرض يغتصبها مهما كانت عدته وعتاده …
★ وقف القتال هو بداية المراحل الصعبه الشاقه
الطويله … وستنتصر القضيه الفلسطينيه ان شاء الله ولن تعود الى التهميش من جديد ، وستنتصر سنة الله في الخلق ، وستنتصر حتميه التاريخ ضد كل محاولات هدمها … والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون …