كتبت / سلوى لطفي
يومًا بعد الآخر تتكشف تفاصيل الجرائم البشعة التي ارتكبها “سفاح التجمع”، حيث تبين لجهات التحقيق أن المتهم كان يترصد ضحاياه ويستعين بمساعدين تجنبًا لكشف هويته او إثارة الشكوك حوله، إضافة إلي دفع مبالغ كبيرة نظير خدماتهم.
من هو سفاح التجمع؟
“كريم.م” الملُقب بـ سفاح التجمع والمتهم في القضية رقم 296 لسنة 2024 إداري الجنوب ثان بورسعيد، والمتهم الرئيسى بإنهاء حياة مجموعة من الفتيات بعد ممارسة السادية الجنسية معهن مقابل المال.
كشفت التحقيقات أن المتهم يعمل في إحدي المدارس الخاصة بمرتب تجاوز الـ30 ألف جنيه ويحمل الجنسية الأمريكية ويعيش في أحد الأحياء السكنية الراقية “ التجمع الخامس”، رفقة طفله الوحيد من طليقته الأمريكية، ويعرف في محيط سكنه بالقاهرة على أنه شخصية غريبة الأطوار.
أقوال الشهود في الواقعة
وكشفت جهات التحقيق ببورسعيد أن الواقعة بدأت بعثور مواطن يدعى “إبراهيم الباز عبده سعيد” على جثمان لفتاة عارية مجهولة الهوية، ملقاة على طريق 30 يونيو بجوار كوبري بدائرة القسم، في اتجاه الطريق القادم من الإسماعيلية إلى بورسعيد.
وشهد إبراهيم الباز، خلال التحقيقات، بأنه عثر على جثمان الفتاة ملقاة على جنوب الطريق، وشهدت زينب محمد فؤاد عبدالقادر بتعرفها على جثمان المجني عليها، وأنها لابنتها، التي كانت تُقيم مع زوجها بمنطقة السلام في القاهرة، وأنها تشتبه جنائيًا في وفاتها، إلا أنها لا تعرف التفاصيل، واتفق معها في الشهادة محمد أشرف عبدالله عبدالله شقيق المجني عليها، وبسؤال إسلام جمال عبدالعاطي زوج المجني عليها اتفق معهم في الشهادة.
وأكد مصدر بنيابة بورسعيد الكلية لـ”الرسالة العربية “، أن المتهم “كريم.م” المُلقب بـ سفاح التجمع يعاني من عدم اتزان بشكل مستمر نظرًا لوصوله لمرحلة متقدمة من إدمان” مخدر الايس “و”كريستال ماس” مما قد يجعله أحيانًا يفقد الوعي فجأة.
وتابع المصدر أن المتهم تعرض للإغماء أثناء ترحيله من النيابة إلى محبسه نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب تعاطيه المواد المخدرة خلال السنوات الماضية وتم تقديم الإسعافات الأولية والخدمات الطبية اللازمة له.
ولفت إلى أن شخصية سفاح التجمع غير متزنة وعلي جسده العديد من الأوشام والرسومات الغامضة والتي أثارت تعجب جهات التحقيق وتم سؤاله عن سر تلك الرسومات على جسده، فأرجع 5 رسومات منها متواجدة على جسده إلى أنها تمثل أكثر 5 ضحايا تلذذ بتعذيبهن وممارسة الرذيلة معهن.
النيابة تواجه سفاح التجمع بـ200 فيديو
وكشف أن جهات التحقيق تبحث عن مصير 11 فتاة ظهرت في مقاطع فيديو صورها لهن المتهم وواجهت المتهم بقرابة 200 مقطع فيديو جرى تفريغها من على 2 هاتف محمول وجهاز “لاب توب” و”فلاشة” وكاميرا تصوير فائقة الجودة، تتضمن مشاهد لـ سفاح التجمع أثناء تعذيب ضحاياه وممارسة السادية معهن أثناء العلاقة الجنسية وقتل بعضهن وممارسة الرذيلة مع أجسادهن عقب لفظ أنفاسهن الأخيرة.
وتبين من التحقيقات وما أدلى به المتهم من اعترافات وأقوال أمام جهات التحقيق في القضية رقم 296 لسنة 2024 إداري الجنوب ثان بورسعيد، أن هناك سيدة شهرتها “أ.ش” معروفة في أوساط الباحثين عن فتيات الليل بنطاق محافظتي القاهرة والجيزة أنها “قوادة” وتستقطب فتيات الليل للراغبين مقابل مبالغ مالية كبيرة ساعدته في الوصول إلي ضحاياه.
حقيقة تدخل السفارة الأمريكية للدفاع عن “سفاح التجمع”
ونفى المصدر صحة ما تم تداوله عن تقدم أي محام للدفاع عن سفاح التجمع، كما أن السفارة الأمريكية لم تعين أي محام للدفاع عنه، كما لم يحضر حتى الآن أي محام خلال التحقيقات مع سفاح التجمع.
وأضاف المصدر أن هناك وفدًا من السفارة الأمريكية حضر لديوان عام المحكمة، وطلب لقاء سفاح التجمع داخل محبسه بمحافظة بورسعيد، مؤكدًا أن ذلك جاء بناء على الجنسية التي تتمتع بها أسرة المتهم.
وأشار المصدر إلى أن جهات التحقيق لم تنظر إلى الطلب المقدم، كما رفضت إطلاعهم على أوراق القضية؛ اولا لعدم وجود محامي موكل من طرفهم للدفاع عن المتهم ونظرا لسرية التحقيقات في واقعة سفاح التجمع وعدم اكتمالها حتي الآن نظرا لكونها مازلت قيد التحقيق.
وتابع المصدر أن جنسية المتهم الأخري لم تعفه أو تحسن من موقفة في العقاب من الجريمة التي احدثها، مشيرا إلى أن القاتل في كل الدول تتم معاقبته أيا كانت جنسيته من أجل تحقيق الأمن والأمان، ولفت المصدر إلى أن الجريمة وقعت في مصر والتحقيقات ودرجات التقاضي تتم في مصر دون تدخل من أي جهات أخري.
أقوال المتهم
وعن أقول المتهم أمام جهات التحقيق كما جاء في الأوراق حيث أكد قيامه باستغلال وإيواء واستخدام المجني عليها الأولى “رحمة أ ص” مستغلا حالة الضعف والحاجة لاستغلالها جنسيا، بمعاشرتها وجاء في نص التحقيقات أنه على إثر علاقته بالمجني عليها “رحمة” والتي اعتادت الوجود معه بمسكنه الكائن في شقه رقم 2 بالطابق الأرضي بالعقار رقم 279 الأندلس الجديدة، رفقته والصغير نجله، عاشرها والتقط المقاطع المرئية لها ووفاتها على إثر ذلك.
واعترف أنه قام بخنقها بيديه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وقام بمعاشرتها بعد وفاتها، عدة مرات ونقل جثمانها بإحدى الحقائب السوداء بالسيارة الملاكي ملكه رقم “س ق ر 1192” وألقى جثمانها بطريق 30 يونيو بدائرة مركز القنطرة غرب.
وجاء في أقوال المتهم أنه توجه إلى محافظة بورسعيد لشراء كمية من مخدر الآيس نظير مبلغ مالي، وعقد العزم وبيت النية على إزهاق روح المجني عليها أميرة أشرف عبد الله عبد الله طلبه، وقام باستدراجها إلى مسكنه ليتمكن من إقصائها بعيدا عن أعين ذويها وليتمم قتلها وقدم لها المخدر بدون مقابل. عقب وفاتها، حيث قتلها، وأحكم برابطة العنق على جيدها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ووضعها بحقيبة سوداء ونقلها في السيارة السالف بيانها، وتخلص من جثمانها بإلقائها على حدود محافظة بورسعيد وتحديدا بطريق محور 30 يونيو بدائرة مركز القنطرة، واتجه إلى محافظة بورسعيد للحصول على قدر من الجواهر، وحرر بتلك الواقعة محضر رقم 909 لسنه 2024 اداري قسم شرطة القنطرة.
في سياق متصل، جاءت أقوال القوادة والتي تدعى “ح” وشهرتها “أ.ش” الشريكة مع سفاح التجمع في قضيته كانت تستقطب له فتيات الليل لممارسة معهن وأنها عنصر الوصل الأساسي بينه وبين الفتيات بهدف كسب الأموال من وراء العلاقات المحرمة.
وأقرت بأنها قدمت ابنتها له لممارسة العلاقة المحرمة معها، ولكنه لم يتخلص منها بعد انتهاء الفعل الفاحش وأعطي لها الكثير من الأموال والتى كانت من بينها عملات أجنبية “دولار” مما جعله زبونا مميزا يدفع الكثير من أجل المتعة.
واستكملت المتهمة في اعترافاتها أنها تعرفت على المتهم والمعروف عنه “سفاح التجمع” منذ قرابة عام، ونشأت بيننا صداقة وطلب منى إحضار فتيات ليل له لكي يمارس معهن الرذيلة مقابل مبالغ مالية كبيرة، وكان يشترط فتيات بمواصفات محددة كان أبرزها فتيات نحاف ذوات بنية جسمانية قليلة، وألا يكون لهن أسر.
مواصفات ضحاياه
كما تبين من أقوالها أنه علل ذلك بأن الفتيات صغار البنية الجسمانية هن المفضلات له، كما أن سفاح التجمع يرغب بألا يكون لهن أهل حتى لا يدخل في مشاكل.
كما كشفت المتهمة شريكة سفاح التجمع عن مفاجأة ثانية وهي أن أول فتاة قدمتها له بعد ممارسة الرذيلة مع ابنتها كانت “رحمة” – آخر ضحايا سفاح التجمع – ولاحظت اختفاءها وعندما استفسرت منه عنها أنكر أنه رآها بعد أن مارس معها الجنس.
ويذكر أنه تم حبس المتهم كريم المعروف بسفاح التجمع خمسة عشر يومًا علي ذمة التحقيقات الجارية وذلك لمعرفة العدد الفعلي لضحاياه بعد أن قتل ثلاث فتيات.