بقلم / حسن اللبان
من نفحات العارفين
******************
كتب اﻹمام أبى حنيفة النعمان قصيدة في رسول الله ﷺ ولم يطلع عليها أحد فلما وصل إلى المدينة المنورة سمع المؤذن ينشدها على المئذنة فتعجب من ذلك وإنتظر المؤذن حتى ينزل .
فسأله : لمن هذه القصيدة ؟
قال : ﻷبى حنيفة النعمان .
قال : أتعرفه ؟
قال : ﻻ .
قال : وعمن أخذتها ؟
قال : فى رؤياى أنشدها بين يدى المصطفى ﷺ فحفظتها وناجيته بها على المئذنة.
فدمعت عينا اﻹمام أبى حنيفة وأخذ ينشد :
************
يا سيد السادات جئتك قاصداً
أرجو رضاك و أحتمى بحماك
والله يا خير الخلائق إن لى
قلبا مشوقا لا يروم سواك
وبحق جاهك إننى بك مغرم
والله يعلم أننى أهواك
أنت الذى لولاك ما خُلق امرؤ
كلا و لا خُلق الورى لولاك
أنت الذى من نورك البدر اكتسى
والشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذى لما رُفعت إلى السما
بك قد سمت و تزينت لسراك
أنت الذى ناداك ربك مرحبا
ولقد دعاك لقربه و حباك
أنت الذى فينا سألت شفاعة
ناداك ربك لم تكن لسواك
أنت الذي لما توسل آدم
من زلة بك فاز و هو أباك
وبك الخليل دعا فعادت ناره
بردا وقد خمدت بنور سناك
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا
بصفات حسنك مادحا لعلاك
و كذاك موسى لم يزل متوسلا
بك في القيامة محتم بحماك
والأنبياء و كل خلق في الورى
والرسل والأملاك تحت لواك
لك معجزات أعجزت الورى
وفضائل جلت فليس تحاك
نطق الذراع بسمه لك معلنا
والضب قد لباك حين أتاك
والذئب جاءك و الغزالة قد أتت
بك تستجير و تحتمي بحماك
وكذا الوحوش أتت إليك و سلمت وشكا البعير إليك حين رآك
ودعوت أشجار أتتك مطيعة
وسعت إليك مجيبة لنداك
والماء فاض براحتيك وسبحت
صم الحصى بالفضل في يمناك
وعليك ظللت الغمامة في الورى
والجذع حن إلى كريم لقاك
وكذاك لا أثر لمشيك في الثرى
والصخر قد غاصت به قدماك
وشفيت ذا العاهات من أمراضه
وملأت كل الأرض من جدواك
ورددت عين قتادة بعد العمى
وأبن الحصين شفيته بشفاك
وعلي من رمد به داويته
في خيبر فشفي بطيب لماك
ومسست شاة لأم معبد بعدما
نشفت فدرت من شفا رقياك
في يوم بدر قد أتتك ملائكُ
من عند ربك قاتلت أعداك
والفتح جاءك بعد فتحك مكة
والنصر في الأحزاب قد وافاك
هود و يونس من بهاك تجملا
وجمال يوسف من ضياء سناك
قد فقت يا طه جميع الأنبياء
طرا فسبحان الذي أسراك
والله يا ياسين مثلك لم يكن
في العالمين وحق نباك
عن وصفك الشعراء عجزوا
وكلوا عن صفات علاك
بك لي فؤاد مغرم يا سيدي
وحشاشة محشوة بهواك
فإذا سكت ففيك صمتي كله
وإذا نطقت فمادحا علياك
وإذا سمعت فعنك قولا طيبا
وإذا نظرت فما أرى إلاك
أنا طامع بالجود منك و لم يكن
لمثلي في الأنام سواك
فلأنت أكرم شافع و مشفع
ومن التجى بحماك نال رضاك
فاجعل قراي شفاعة لي في غد
فعسى أُرَى فى الحشر تحت لواك
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما حن مشتاق إلى لقياك
…………………………..