بقلم دكتورة / ريم شطيح
في حين أن كل من الكُتّاب والمفكرين والفلاسفة ينخرطون في التأمل والبحث الفكري وتسليط الضوء على قضايا مجتمعية، فإن الفرق يكمن في مناهجهم وأهدافهم وفي عمق ونطاق تفاعلهم مع الأفكار وتأثيرها على الخطاب الفكري ونهضة الإنسان.
غالباً ما يتنقّل المفكرون في تعقيدات الحياة اليومية، ويستمدّون رؤًى من التجارب والملاحظات الشخصية لكشف المعضلات العملية والقضايا المجتمعية. إنهم يتفوّقون في تطبيق مهارات التفكير النقدي على سيناريوهات العالم الحقيقي، والبحث عن حلول عملية وتعزيز الابتكار في مختلف المجالات.
بالمقابل، يتعمّق الفلاسفة في العوالم المجرّدة للميتافيزيقا، الصيرورة والكينونة والواقع، ونظرية المعرفة أپستمولوجيا، والأخلاق، ويتصارعون مع الأسئلة الأساسية حول الوجود والمعرفة والأخلاق الإنسانية. إن سعيهم يتجاوز الاهتمامات المباشرة للحياة اليومية، حيث يسعون جاهدين لكشف الحقائق العالمية وبناء نظريات شاملة للواقع وفهم طبيعته والعالم.
وبينما يساهمون كلهم في النسيج الغني للفكر الإنساني، يتنقّل المفكّر في تعقيدات الواقع، بينما يشرع الفيلسوف في سعي خالد لفهم جوهر الوجود.
الكاتبة ريم شطيح