كتب د / حسن اللبان
احتفلت قيادة القوات الروسية العاملة في سوريا، اليوم الخميس، بالذكرى الـ 79 للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى، وذلك بمشاركة أكثر من 1200 جندي روسي وسوري.
وأفادت مراسلة وكالة “سبوتنيك” في اللاذقية، بأنه أقيم الاحتفال المركزي في قاعدة “حميميم” العسكرية في محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، بحضور قائد مجموعة القوات التابعة للقوات المسلحة الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيل، وقيادة القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية وممثلي السفارة الروسية في سوريا وقوات الأمن والسلطات الحكومية السورية وضيوف الشرف.
وقاد العرض نائب قائد مجموعة القوات الروسية، اللواء فياتشيسلاف جوروف، حيث استهل العرض العسكري بعلم دولة روسيا الاتحادية وراية النصر.
بحناجر هدارة، أدى المشاركون في العرض العسكري، النشيدين الوطنيين لروسيا وسوريا، ثم سار عسكريون من مجموعة الراية وسرية حرس الشرف ومديرية تجميع القوات وفوج الطيران المختلط والبنادق الآلية ووحدات الدبابات كجزء من أطقم العرض، بالإضافة لوحدات الدفاع الجوي والعسكريات والشرطة العسكرية وغيرهم.
كما شارك في العرض العسكري طاقم عرض مشترك من القوات المسلحة السورية، يضم أفراداً عسكريين من وحدة القوات الخاصة، وخلف طواقم العرض التابعة لوحدات القاعدة الجوية، دخلت إلى المطار معدات عسكرية تزيد عن 55 وحدة.
افتتحت العرض العسكري، الدبابة السوفيتية الأسطورية T-34-85 بمرور عمود ميكانيكي، تليها سيارة بها قذائف هاون من الحرب الوطنية العظمى، في عرض يحاكي مشهد النصر عام 1954، ثم تم تقديم الأسلحة الحديثة والمعدات العسكرية والدبابات (T-72BZ) و(T-90) وناقلات الجنود المدرعة (BTR-82A) والمركبات المدرعة متعددة الأغراض (VPKUral) و(Tiger) و(Typhoon-K) وغيرها.
ثم استعرضت طوابير من المركبات الصالحة لجميع التضاريس والمزودة بأسلحة من العيار الكبير في تشكيل عرضي من الجيش العربي السوري.
واختتم العرض بغناء المشاركين لأغاني “يوم النصر”، بمرافقة الأوركسترا العسكرية لمجموعة القوات المسلحة الروسية في سوريا.
وقال الفريق سيرغي كيسيل في كلمة خلال الحفل: “في عيد النصر العظيم، يندمج الفرح والحزن والفخر بوطننا العظيم معاً، فلقد مر وقت طويل منذ انتهاء الحرب الوطنية العظمى، لكن أهمية النصر العظيم للشعب السوفييتي على الغزاة الفاشيين لم تتلاشَ وإنما تنتقل من جيل إلى جيل”.
وأضاف: “لقد أظهرت مآثر جنود الخطوط الأمامية والعاملين في الجبهة الداخلية قوة شعبنا ووحدته وروحه المنتصرة وحبه للوطن الأم، واستطاع الشعب السوفييتي أن يحرر شعوب أوروبا من “الطاعون البني”، بعد أن نال النازيون وشركاؤهم جزاؤهم عن الفظائع التي ارتكبوها والتي ذهب ضحيتها الملايين، ولذلك ننحني إكراماً وإجلالاً أمام جميع من حارب حتى الموت من أجل كل شبر من الوطن الغالي كما ننحني أمام كل من استشهد في المعارك العنيفة في ضواحي موسكو و ستالينينغراد ومعركة كورسك ونهر دنيبر وكل من قضى في مدينة ليننغراد الصامدة وأمام كل من تعرض للتعذيب في المعسكرات النازية على أراضنا المحتلة آنذاك”.
وأضاف كيسيل: “أنا متأكد أن المحاربين القدامى فخورون بأحفادهم، فالمقاتلون الشجعان اليوم يحاربون الفاشية المنتشرة في أوكرانيا كأسلافهم في عام 1941 للقضاء على النازية بجميع أشكالها، وليحققوا للأجيال القادمة الاستقرار والسلام والنصر العظيم بما يضمن مجد روسيا وسوريا اليوم وفي المستقبل للأجيال القادمة”.
بدوره، قال ممثل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة: “سعيدون بمشاركتكم في إحياء ذكرى هذا النصر التاريخي الذي سطرته بطولات القوات المسلحة الروسية وكتبته إرادة الشعب الروسي البطل الذي لم يعرف الخضوع والاستسلام في مواجهة الغزاة والمعتدين، ونستذكر بكل اعتزاز مواقف البطولة والشجاعة التي وقفها الشعب الروسي الصامد في مواجهة العدوان النازي في الحرب الوطنية العظمى وننظر بفخر إلى ملاحم البطولة والانتصار التي سطرتها القوات السوفييتية دفاعاً عن قيم الحق والعدالة والسلام”.
وأضاف: “واليوم تواصل روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين تمسكها بثوابتها ومواقفها الداعمة لحق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة، وتستمر بالدفاع عن الأمن والسلم الدوليين ،لا سيما في مواجهة الإرهاب العابر للحدود”.
وتابع: “هنا أود أن أتوجه بالشكر لكم أيها الأصدقاء على الجهود التي أظهرتموها في تعاوننا وعملنا المشترك فكنتم الأوفياء للعلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الصديقين شعباً و جيشاً و قيادة”، مشيراً إلى وقوف روسيا الاتحادية إلى جانب سوريا في حربها ضد الإرهاب ودعمها المستمر في تعزيز صمود الشعب السوري بمواجهة الإرهاب والدمار والحصار وفي تمكين الجيش العربي السوري في تحقيق الإنجازات المهمة والقضاء على الإرهاب.
واختتم كلمته: “تحية التقدير والإجلال لروسيا الاتحادية شعباً و قيادة وجيشاً في عيد النصر العظيم، وتحية العرفان والإكبار للقوات الروسية العاملة في سوريا وفي كل مكان في العالم، والتي تسطّر في كل يوم ملحمة تاريخية جديدة تضاف إلى سجلها الحافل بالبطولات والانتصارات، والرحمة والخلود لشهداء الجيشين السوري والروسي الذين قضوا دفاعاً عن قيم الحق والعدالة والسلام”.
بدوره، قال رئيس فرع التوجيه السياسي والقوى البحرية ورئيس المكتب الإعلامي في المنطقة الساحلية العميد علاء زيدان لـ”سبوتنيك”: “نشارك الأصدقاء الروس في عيد النصر، ونستذكر معهم البطولات والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب والجيش الروسي للقضاء على النازية في الحرب الوطنية العظمى”.
وأضاف: “في الوقت نفسه، نربط الماضي مع الحاضر حيث يخوض الجيشان الروسي والسوري حرباً واحدة وعدو واحد على جبهتين مختلفيتين، فعلى الجبهة الروسية تتم محاربة الإرهاب الأوكراني، وعلى الجبهة السورية تتم محاربة الإرهاب الداعشي”.
وأكد زيدان أنه “بفضل حكمة الزعيمين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، استطاعا أن يحققا انتصارات كبيرة ليس لسوريا وروسيا فحسب وإنما للعالم أجمع، وذلك دفاعاً عن قيم الحق والعدل وجميع القيم الإنسانية والأخلاقية، خاصة في ظل تصاعد محور الشر بزعامة أمريكا والغرب”، وتابع: “لكن بفضل صمود الجيشين والشعبين الصديقين فإن الانتصارات متلاحقة، وفي المستقبل القريب سيتم الاحتفال بعيد النصر الجديد على الإرهاب العالمي وداعميه بفضل تضحيات الجيشين الروسي والسوري”.
احتفالات عيد (النصر) في قاعدة حميميم بمشاركة 1200 جندي روسي وسوري
من جهته، قال تيودور نيكيتا، أحد الجنود الروس المشاركين في العرض لـ”سبوتنيك”: “هذا هو العرض التاسع في سوريا، ونحن فخورون جداً بالعلاقات المتينة مع الجيش السوري، ونأمل أنه كما حققنا النصر على النازية عام 1945، أن نكون مع رفاقنا في الجيش السوري لتحقيق النصر الكبير على الإرهاب في جميع الجغرافيا السورية”.
وأضاف: “كل صنوف القوات الروسية المشاركة في العرض العسكري الكبير، اليوم، هي عينة من القوات الروسية المخضرمة التي ساهمت في تحرير أراضي روسيا الاتحادية في الحرب الوطنية العظمى”.
وتابع: “يوم النصر هو يوم عظيم، ونحن نعمل مع الحكومة السورية والجيش السوري بثقة عاملة ولمستويات عالية لكي نصل ليوم نصر كامل وكبير في سوريا كما حصل في روسيا سابقاً في الحرب الوطنية العظمى”.
