بقلم د / حسن اللبان
الإنسان منذ أن خلقه الله يسعي دائما إلي الخير , وهناك إنسان آخر يسعي إلي الشر , ولكن ما هي الأسباب التي تجعل إنسان يحب الخير وإنسان آخر يفضل الشر ويحبه , هل عدم التربية هو السبب أم التعصب لدين معين أم هي الجينات التي خلق بها الانسان، أن تكون متدينا أمر رائع ونبيل , فالدين نور وحب ونبل وسمو وأخلاق وأن تكون متعصبًا أو متطرفا ذلك أمر يسئ إلي معني الدين ويخفي وراءه عجزًا وخوفا واضطرابا نفسيا , التطرف أن تري في الدين قيودا لا حرية ولا اختيارًا , أن تحكم برؤية محددة ضيقة دون ان تدرك شمولية الرؤية الدينية ورحابة الخبرة الروحية مع الله ومع الضمير التطرف أن تقتني نصوصًا دون أخري تستند إليها في غير تبصر بالمعني المتأمل لهذه النصوص .
فالقرآن الكريم يفسر نفسه بنفسه , وكله رؤية واحدة متكاملة لا ينبغي أن نحصر فهمنا علي بعض منه دون الآخر , والتطرف الديني يغضب الخالق عزوجل , فهو الذي شاء بارادته الالهية التعدد والتنوع والاختلاف فلا يوجد انسان يستحق الاحتقار أو الاهمال , ولا يوجد دين يؤمن به بعض الناس يستحق الازدراء أو التجاهل، كل انسان هو أخو الانسان فالكل من أب وأم واحدة ، وكل دين هو عقيدة لانسان فلا اكراه في الدين كما قال الله عز وجل , والتطرف ظلم بائن لانه حكم مسبق بان الآخر علي جهل مع ان الحقيقة المطلقة أن الله سبحانه وتعالي لا يمتلكه انسان او يدرك عظمته أحد ، فالله قبل الاديان وقبل كل شي وهو الحي القيوم ، والتطرف يسلب حرية العقل والابداع ويفرغ الحياة من جوهرها لانه لا يقيم العدل الا وفق ما يراه المتطرف، وهنا تمكن مأساة الانسان .
آخر الكلام
سئل حكيم لما السماء صافية؟
فابتسم وقال لأن البشر لا يعيشون فيها ،،،،