كتب / رضا اللبان
▪️تعود كلمة “أولاد الناس” الى العصر المملوكي وهو مصطلح كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا علي أرض مصر ، ولم يجلبوا إليها مع النخاسين أو بيعوا في الأسواق وفي ذلك العصر كان معروف ان عكس كلمة “اولاد ناس” هي كلمة “المماليك” أو أولاد الـمجهول ..
▪️فالمماليك ـ كما نعرف ـ كانوا غير معروفي الأهل، وفي مقابلهم كان ذوي الأهل أو معروفي الأهل هم “أولاد الناس” والحقيقة ان هذه الفئة -اولاد الناس- لم تكن تحظى بالسمعة الطيبة !! ..
💢 لنتعرف أكثر على أصل الحكاية ..
▪️كان مجتمع “المماليك” يتكون من طبقة مميزة هي “الخاصة” وطبقة أقل هي “العامة” وبالتدريج ظهرت فئة ثالثة هم الأعيان أو “بياض العامة” والتي ضمت العلماء والفقهاء وأعيان التجار ..
▪️ولما تزوج المماليك أنجبوا أبناء لهم أب وأم معروفون فاختير لهم اسم “أولاد الناس” ، وهؤلاء تم إبعادهم عن الحياة السياسية العسكرية ولم يكن مسموحا لهم بالتجنيد !! ، فاختاروا حياة مختلفة عما كان عليه أبائهم وأجدادهم ، والغريب أن أحفاد المماليك أبناء “أولاد الناس” كانت مكانتهم أدنى من مكانة المماليك أولاد الـ”مجهول” !!
▪️لقد عاش المماليك كطبقة ارستقراطية يحكمون البلاد ويتمتعون بالجزء الأكبر من خيراتها دون أن يحاولوا الامتزاج بأهلها، فلم يتزوجوا منهم واختاروا زوجاتهم وجواريهم من بنات جنسهم اللاتي جلبهن التجار، ومن شدة محافظة السلاطين على هذا الوضع أجبروا القضاة والشهود على ألا يعقدوا قران مملوك من مماليك السلطان إلا بإذنه ..
▪️لكن نظرا لطول الفترة التي عاش فيها المماليك بين الناس، جعلت السلطان برقوق يسمح لهم بالسكن في القاهرة وسمح لهم أيضا بأن يتزوجوا من نساء المدينة ، ومن هنا نستطيع ان نفهم مدى قوة العلاقة بين “أولاد الناس” بالأمراء والسلاطين المماليك ، وكيف كانوا يقدمونهم على غيرهم ..
▪️واما عن سمعة “أولاد الناس” في عهد المماليك ، فالحقيقة انها كانت سمعة شديدة السوء !! وهذا ما تؤكده كتب التاريخ ، والتي ذكرت قصص عدة تشير الى مدى سوء هؤلاء ، فيحكي ابن إياس أنه عام 1471 قام شخص من “أولاد الناس” بضرب امرأة بسكين في جنبها وهي سائرة بين الناس في الطريق وماتت هذه المرأة ولم يعرف أحد ما سبب ذلك ..
▪️وفي عام 1515 أمر السلطان بشنق شخص من “أولاد الناس” كان مجرماً وله عدة قتلى، فتم شنقه على باب الدرب الذي في السبع سقايات ..
▪️ويذكر أيضا انه في عام 1515 أمر السلطان الأشرف قنصوة الغوري بشنق أربعة أشخاص منهم جارية بيضاء رومية وجارية حبشية وصبي “ابن ناس” لفاف وشخص “قواس” والسبب أن الصبي “ابن الناس” والقواس افسدا الجاريتين وحرضا الجاريتين على قتل سيدهما، وألقوا به في المرحاض، وأخذوا كل ما في بيته وسافروا تجاه “اطفيح” إلى أن تم القبض عليهم، وتم إرسالهم للسلطان وعندما تأكد من الوقعة أمر بشنقهم في أقرب مكان للمكان الذي قتلوا فيه سيدهم وهو بالقرب من باب سعادة …
💢 عرفنا أصل الحكاية ومن كانوا زمان “اولاد الناس” واختلاف المعنى الذي كان يحمله زمان عن معناه الآن