كتبت / منال خطاب
وفي الحوار الذي نشر للفنان الراحل بتاريخ 14 يونيو 2010، مع أحد المواقع الإخبارية المصرية، وجه له سؤال استفزه: “هل هناك علاقة بين الفن والسياسة؟ فأجاب قائلا: “طبعا.. السياسة الآن دخلت في كل شىء، زمان كانت تمارس داخل القصور فقط، الآن الزمن اختلف والسياسة أصبحت في رغيف العيش وعلى المقهى وفى مباراة كرة القدم، والفن ما هو إلا انعكاس للواقع، وفيلم (بداية ونهاية) للمخرج صلاح أبوسيف مثلا كان يرصد الفقر في مصر في فترة الثلاثينيات والأربعينيات”.
وكان السعدني محبا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقارن بينه وبين حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك بقوله: “الظروف في ظل الحكمين كانت مختلفة، عبد الناصر جاء بعد استعمار استمر أكثر من 70 سنة، وكانت مصر وقتها في مرحلة سيئة وحال المواطن كان سيئا جدا، وعبد الناصر كان يعمل هو ونظامه لصالح الفلاحين والغلابة والصنايعية والصيادين وحل الكثير من المشاكل، لكنني رغم ذلك أختلف مع نظام حكمه، أما حكم مبارك فهو في يد حكومة رجال الأعمال”.
وأضاف: “إن مبارك لم يكن له فضل على مصر، فهو تاني حاكم في تاريخ مصر بعدد السنين التي تولى فيها الحكم بعد محمد علي خلال العصر الحديث، وكان أمامه فرصة عظيمة للنهوض بالبلاد ولكنه ترك البلاد في يد حكومة غير مسؤولة”.
وفسر سبب حبه لجمال عبد الناصر وفي الوقت نفسه هجومه عليه بأنه “يعشق عبد الناصر لأن أيامه كان فيها خير وأمل في المستقبل، فرغم الظروف السيئة التي كان يعيشها المواطن كان يتزوج ويدخل الجامعة، وكان جيل الشباب عنده أمل ومستعد أن ينهش الجبال بسنانه”. وتابع: “الناس كانت عايشة في زهوة، وعبدالناصر كان (جدع) ويترفع عن الصغائر ومتفرغ للحكم، والشباب كان لديه حلم كبير وكنا متخيلين أننا سنكون أفضل دولة في العالم، أما شباب اليوم فهو بلا حلم، بسبب الظروف التي يعانيها فهو يرمي نفسه في البحر حتى يهرب من مصر، ولهذا عشقت عبد الناصر على المستوى الشخصي، لكنه كان يعيبه أنه لا يؤمن بالديمقراطية ونظامه السياسي كان شديد السوء، ولكنه على المستويين الاقتصادى والاجتماعي كان جميلا”.
ورفض الفنان الراحل، في حواره الحديث عن فترة حكم السادات، قائلا: “السادات ماليش دعوة بيه”، مشيرا إلى أنه “عشق السياسة ولكن لم يمارسها: “بعد ما مات السادات دعاني الحزب الوطني عام 1984 لترشيح نفسي في انتخابات مجلس الشعب، وأثناء تفكيري في الموضوع حذرني شقيقي محمود السعدني، وقال لي خليك في الفن، ومن وقتها وأنا أهوى السياسة لكنني لا أمارسها، فالفنان لا بد أن يكون مدركا للمجتمع، الفن أكبر كتيبة ممكن تخدم الوطن لتأثيرها القوى على الناس”.