عاجل

الرئيس الإماراتي يستقبل نظيره الإندونيسي في أبوظبي
# يا سائلا عن حال العيون وما بها …. شعر
الأمواج تصل إلى 6 أمتار”.. الأرصاد المصرية تحذر حركة الملاحة بالبحر المتوسط
الجيش السوداني يعلن “تحرير منطقة سنجة” في ولاية سنار من سيطرة قوات الدعم السريع
غوارديولا يمر في نفق مظلم مع مانشستر سيتي.. وليفربول الرابح الأكبر
باريس.. تظاهرة لدعم نساء فلسطين ولبنان
بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة إيلون ماسك الآن؟
هل لعلاج خشونة العظام بالتردد الحرارى آثار جانبية ؟ .. اعرف الحقيقة
شهداء ومصابون في النصيرات وإنذارات بالقصف شرقي مدينة غزة
مصر.. أول تعليق رسمي على قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت
عاجل | زيادة المعاشات والمرتبات 1000 جنيه بسبب غلاء المعيشة والتطبيق يناير المقبل.. توضيح هام من “التأمينات”
وزير الخارجية المصري يؤكد رفض القاهرة لأي مساع لتصفية القضية الفلسطينية
رودري يستعرض الكرة الذهبية في ملعب مانشستر سيتي ويرقص أمام الجماهير
باكستان: عشرات القتلى جراء أعمال عنف قبلية ودينية في شمال غرب البلاد
“تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى”..”حزب الله” ينفذ 13 عملية ضد إسرائيل حتى اللحظة

# كيف يعلمنا القرآن ..التفاؤل …..

الكاتبة الجزائرية يامنة بن راضي تكتب للرسالة العربية

بين ليلة وضحاها اقتحمت حياتنا برامج ما يعرف ب” التنمية البشرية”، وراحت كتبها ودوراتها تغزو تفاصيل حياتنا الباهتة، و قرر أصحابها أو المروجين لها بيع بضاعتهم المعنوية لجحافل من الحيارى والمحبطين والمهمومين من خلال منحهم دروسا ونظريات في طريقة التفكير الإيجابي، ومدهم بجرعات من التفاؤل والأمل علها تشفي بعض غليل يأسهم، معتمدين في ذلك على ما توصل إليه الغرب في هذا المجال الحيوي، بيدا أننا وكشعوب مسلمة دستورها في الحياة “القرآن العظيم” فإننا ولا ريب نملك كنزا ربانيا مذهلا يمكنه أن يحول حياتنا الشقية التعيسة إلى رحاب من الطمأنينة و السعادة و النجاح، لما يحمله هذا الكتاب المقدس بين دفات صفحاته من قصص ملهمة ترسل أشعة الإيجابية ونسائم التفاؤل لدى البشر في وهاد هذا الكون الفسيح المتقلب بين نار الشر وأنهار الخير، وهاهو الأصفهاني يقول متحدثا عن القرآن أن فيه من المهابة والروعة ما تستبشر به النفوس وتنشرح به الصدور ..ولعمري إنها الحقيقة الواضحة الجلية كيف لا والباريء عز وجل في محكم تنزيله يطمئن عباده بأنه لن يتخلى عنهم مهما ابتلاهم.. وأنه سينزل عليهم من فيوضات لطفه وفرجه وفضله الكثير ..

لأن القرآن منارة ثابثة تحيي النفوس الميتة وتطلق رونقها و وهجها الأبيض من جديد رغم تغير الأزمان والأكوان، فإن قصصه وآياته عن التفاؤل تعد بحق الوقود النفسي الذي لا ينضب في قطار حياة الأفراد ليس للمسلمين فحسب بل للبشر كافة، يقول الله عز وجل” و يخرجهم من الظلمات الى النور” أي من ظلمات اليأس والقنوط الى نور الأمل والطمأنينة، بل أن القرآن يجعل لمن يتعلمه قيمة عظيمة كما يذكر الإمام الشافعي ..
يقول فيلسوف القرن مالك بن نبي في كتابه” الظاهرة القرآنية” :” لو اعتبرنا القرآن هو المنهج الموضوعي للإسلام فإن الذات السنة النبوية ستعتبر الممارسة الفعلية لهذا المنهج على الأرض، وبحق كان الرسول الأعظم محمد صلوات ربي وسلامه عليه قرآنا يمشي كما أخبرتنا به أم المؤمنين ” عائشة” رضي الله عنها ..وإذا تحدثنا عن التفاؤل فقد كان الحبيب محمد أفضل صلاة وسلام عليه مدرسة في التفاؤل رغم كل تلك المحن التي أبتلي بها ..ويصف لنا القرآن وصفا جميلا وبليغا في حادثة إختباءه وأبا بكر رضي الله عنه في الغار ، ورغم كل الظروف المهلكة آنذاك نجد النبي صلي الله عليه وسلم يزرع الطمأنينة في نفس صاحبة ويقول له ” لا تحزن إن الله معنا” فكان أن أنزل الله عليهما السكينة وأيدهما بجنود من الملائكة ..و كم هي كثيرة تلك المواقف العسيرة التي جابهها هذا الرسول المعلم بالتفاؤل والثقة الكاملة بالله تعالى، فيأتيه دوما الفرج والمدد والنصر والرضا ..

يصف المفكر الكبير مصطفى محمود القرآن الكريم فيقول” بنيان محكم من الألفاظ، تتكرر كلماته بحساب ولحكمة وهدف لكي يكشف عن مكنونها ويبوح بأسرارها وثراءها”، وقد صدق الرجل ففي آية اليسر في سورة الإنشراح يقول عز من قائل ” فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا” فاللطيف الخبير يكرر الكلام حتى يطمئننا ان الفرج آت لا محالة ..ونجد في آية ” وفي السماء رزقكم و ما توعدون فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما انكم تنطقون” فالوهاب هنا يقسم بنفسه خالق السماء والارض أن رزقنا مضمون وأنه الوحيد المتحكم فيه …
لئن كان القرآن يشتمل على المعاني النافعة في الدنيا و الاخرة كما يؤكد العلماء، فإنه فعلا هداية ودرب آمان وسبيل إسعاد في الدارين، فهذا خليل الله ابراهيم تمسه الشيخوخة ولم يرزق بالولد ومع ذلك لم ييأس فيقول ” رب هب لي من الصالحين” فوهبه الله اسماعيل واسحاق ..ونبي الله يعقوب يفقد الولد تلو الاخر فلم يستسلم لهموم الدنيا بل كان متفاءلا ايجابيا حين قال” يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله ” وبعد فراق دام أربعين عاما احتضن قرة عينه يوسف، وعلى نفس درب التفاؤل والثقة بالله سار نبي الله زكرياء الذي بلغ من الكبر عتيا وكانت امرأته عاقرا فسأل الله” فهب لي من لدنك وليا” فوهبه الله إبنه يحي، اما كليم الله موسى فكان يقينه بالله عظيما ” كلا إن معي ربي سيهدين” ففلق الله له البحر وأنجاه وقومه من بطش فرعون ..ولعل أعظم قصة تفاؤل كانت لنبي الله نوح الذي دعا قومه سرا وجهارا ليلا ونهارا لمدة ألف سنة الا خمسين وخلال هذه المدة الطويلة جدا لم يكل ولم يضجر ولم ييأس أو يقنط كان يحذوه الأمل في أن يكون سببا في هداية عشيرته الضالة ..
نختم بأبيات جميلة لأديب العربية الرافعي وهو يصور عظمة وقوة وحلاوة القرآن فيقول:
أغلقت دونه القلوب فاقتحم أقفالها
وامتنعت عليه أعراف الضمائر فابترا أنفالها ..
وكم صدوا عن سبيله صدا ومن ذا يدافع السيل إذا هدر ..
واعترضوه بالألسنة ردا ..ولعمري من يرد على الله القدر .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية