بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
لقد نشأ عن الخلط بين المصطلحين ما يمكن وصفه بالانقسام الفكري لدى الأغلبية من أبناء الوطن . ولأننا لا نكاد نميز بين مفهوم الولاء ومفهوم الإنتماء فإن الأثر يبدو شديداً على وحدتنا وتماسك مجتمعنا .. بالرغم من أن الفارق واضح وبيّن بينهما .
نجد الفارق بين الولاء المطلق لله سبحانه وتعالى وبين الإنتماء للوطن هو الجوهر. لأن الولاء هنا فيه وحدانية وتفرد الإحساس بالكون وبالوجود وبخالق هذا الكون وهذا الوجود ..وبالتالي فإن هذا التفرد يجعله غير قابل للمقارنة أو التدرج بمعنى أن الولاء لله أولاً ثم للوطن ثانياً.. لأننا عند ذلك نقارن بين ما هو أبدي.. روحاني .. وإلهي.. وبين ما هو مادي .. وعاطفي.. ومدرك .. وهذا خطأ لا يجب الوقوع فيه أو القبول به لأن الله فوق كل شيء
بإعتبار أن مفهوم الولاء أخذ الصفة المطلقة والفريدة والغيبية.
*إن هناك ولاء مطلقاً لله سبحانه وتعالى يقود إلى الولاء لعقيدة سماوية عظيمة خالدة هي الإسلام .. وان هذا الولاء فوق أي إعتبار آخر لأنه علوي وسماوي.
*كما أن هناك إنتماء أصيلا للأوطان فرضته عوامل جغرافية وتاريخية وعاطفية وحتمية.
*وهناك أيضاً قاسماً مشتركاً أعظم في بلادنا بين الولاء لله سبحان وتعالى ودين الحق وبين الإنتماء الكامل للوطن بثرائه الثقافي والحسي والعاطفيّ والإنساني والأخلاقي
وإذا فقد هذا الرابط المركب . فلمن يمكن أن ننتمي أو أن نكون …؟
إن حقيقةالولاء لدين الله الحق .. ثابتة وغير مختلف عليها ولكن هذا الإرتباط كما نوهت في السابق إرتباط علوي ..سماوي .. يتصل بالكينونة وبخالق الكون .. ولا يعامل معاملة دنيوية حياتية متأصلة أخرى نسجتها الطبيعة من جهة.. والثقافة والأنظمة والقوانين والأعراف الحياتية الملموسة من جهة ثانية .. وفارق كبير بين ما هو علوي سماوي ..وبين ما هو دنيوي ومادي وعاطفي