بقلم دكتورة / أميرة النبراوي
دائماً تُقارن العُذرية بالجسد، ولا نتخيل أن الأروع والاجمل هي عُذرية المشاعر واحاسيسها في قلب الأُنثى .
فبعد أن زاد لهيب الغياب والخصام، لعازف أوتار قلبي الوحيد، وقراره من المُحال، نُكمل معاً طريق الحب والعشق، السبب ببساطه إني إمرأه غيورة، اغار على حبيبي من انفاسه اذا دخلت رئته، احب بصدق واخلاص، أعشق احتلال قلب من أُحب، فقلبه أرضي، ولا اسمع لأي غاصباً بدخولها او استعمارها .
هو يعتبرني مُجرد رقم ما بين عشيقاتهُ اللواتي يَدمُن على مجالستهن في أواخر الليل او كأس الخمر او على سرير المتعة تحت الاضواء الخافتة، متفقين على كل شيء معه، والمؤلم انه سعيد و يحكي وكأنه شهريار و ألسِنة اللهب تتصاعد في وقلبي، كرهت مشاركة الكثيرات ووقوفي في صف معجباته وكأن معرفته بهن وسام على صدرهن، أما هو ذلك الطاووس الهندي، يزهو بمغامراته معهن .
لم أخنُق حُبنا كما اتهمني … ذنبي الوحيد أُريد أن اتملكهُ، ،وفي حضنه استنشقه كالحياة .
ليته يعرفني يفهمني يقرائني كقصيدة عشق …. زاده حبي قسوة وغرورا،
كنت طيرٍ مُحلق في سماء الحب، أبدو جميلة مضيئة …
اراد مني أدفِنُ كل جمالي وعالمي ومعالمي حتى هويتي وقيمتي، لكونى أجمل من خليلاتهُ، بجمالي الرباني المُزهر بحبه .
أحياناً أتمنى أدخلهُ قلبي واحتضنهُ ليس كحبيب بل عشيق و أبنٌ و أب .
ـ ربي هل احببته لهذا للجنون ؟
أنظرُ صورته في عيني لو نظر أحد فيها لرآه .
كان لقائنا لحظات وعُمر في قاموس العشاق، يأخذني في حضنه، نفقد الاتصال بالعالم الخارجي، نعيش عالمنا الخاص، شعرت أني في تيار قوي يشبه موج البحر، مدٍ وجزر، لكن ابدا لا يقدر أحدهنا أن يتعدى ذلك الشط العميق، كنا أطروع عاشقين، نظراتُنا قُبلات امام المارين والعابرين، وكأنه يسأل :
ـ هل أدمنتيني ؟
اجبُ : بنعم …
كان واثقٍ انه أول وآخر طحب لقلبي، اللقاء كان عيدي وسعادة عمري الذي لم أعشه، وكأن سنوات العمر تعود لأول دروب الصِبا .
اشعر بحرارة أنفاسه في صدري، يتلمس شفتي بأبهامهُ، أُحاول أن أمتص إبهامه، يمُد كفه على رقبتي من الجهه اليُسرى تحت الأذن، اشعر برعشه، أذوب بإحضانهُ، أبحثُ عنهُ عطشاً وانا فى صدرهط، كمولوداً رضيع يبحثُ عن صدر أُمهُ ليرتوي من فُرات حليبها، نبضات قلبي المدوية تعلنُ شروق الشمس مع حضورهُ، والغروب في بعدهُ .
فوجئت بتقلبه وغضبه من غيرتي وكيف لمن في عمري ؟
أغار واحزن واغضب، وكيف امرأة عاشت عمرها بلا رجل تتأجج مشاعرها وتغضب وتثور ولا تخضع لحبيبها بشروطه الجامحة، وهي كقنينة عطرٍ مُعتقٍ نُفضت في شارع طويل، مر الزمن عليها و رجالٌ كُثر مروا في شارعها، نظرت إليه ودموعها تقول كلمات صريحة، لو ترجمها، لسمع امرأه تُحذر قائله :
ـ المشاعر عذراء افهم يا أحمق !!!