بقلم / آمال علام
في الأنتظار
أصعب مافي الأيام هو انتظار شئ ما اي شئ قد يأتي او لا ، وعادة لا يأتي..
من أفضل الشعراء الذين عبروا عن هذه الحالة الشاعر الجميل عبد الرحمن الأبنودي الذي استقبل الحياة في اليوم الحادي عشر من هذا الشهر سنة 1938 وودعها في نفس الشهر لكن مع بداية شهر الربيع في الحادي والعشرين منه عام 2015، يوم رحيله غريب هو نفس اليوم الذي رحل فيه صلاح جاهين مع اختلاف السنوات طبعا..
في عام 1964 كان مُفلساً طلب منه بليغ حمدي يكتب أغنية ، ولان الاحتياج ممكن يُشعِل الإلهام كتب أغنيتين ( مسير الشمس وهتسافر) ..
كان أول تعاون له مع نجاة الصغيرة وبالرغم من أن أنجح أغنياته لها ( عيون القلب) لكن أغنية (مسير الشمس هتنور من تاني) لها مكانة خاصة في قلبي، وبالرغم من انها في أغنيات الإذاعة تصنيفها أنها صباحية علشان فيها كلمة الشمس ، كنت بستغرب لانها ليس لها علاقة بالصباح ولا بالشمس ككوكب..
بيقول الأبنودي في مطلعها:
مسير الشمس من تاني
تنور فوق سنين عمري
وتصبح غنوتي تاني من تاني
وترجع فرحتي ف صدري
وهايجيني الربيع الاخضر
شباب نشوان بيتمخطر
مسير الشمس يا غالي
وبكرة وردتي تطرح
ف يوم ما تعود مع النسمة
حبيبي بكرة راح افرح
واتعجب على القسمة
الشمس تعبير مجازي عن انتظار الأيام التي تحمل الفرح لها ، وبالرغم من الضلمة التي تعيش فيها ولكنها عندها أمل في يوم يحمل شمس مش بتنام، ويختم الأغنية بانها هتنتظر سنة واتنين :
راح اتحمل سنة واتنين
لحد ماترجع الايام
عليها شمس مش بتنام
وهايجيني الربيع الاخضر
شباب نشوان بيتمخطر
مسير الشمس يا غالي
الأغنية ديه بليغ حمدي أبدع فيها ممكن تسمع بس أول مدخل تعرف الأغنية مباشرة لحن مبهج حالم ورقيق مثل صوت نجاة ..
لا اتذكر عدد المرات التي قدمت فيها هذه الأغنية في البرامج لجمالها، ولانها ايضا توقيتها مناسب لتُذَاع في اي برنامج مدتها أربع دقائق ونصف..
كان الأبنودي بارعاً في التعبير عن المشاعر بلغة مغايرة لمنْ سبقوه..
وف ذكري ميلاده واقتراب ذكري رحيله، هختم هذا البوست باجمل ماقالت فاطنة عبد الغفار الزوجه المُحِبة لحراجي القط العامل في السد العالي وهي تشكو له قسوة الشوق والأنتظار :
شهرين يا بخيل
ستين شمس وستين ليل
والنبي يا حراجي ما اطول قلبك
لاقطع بسناني الحته القاسيه فيه