كتب / رضا اللبان
بدأت الحكومة المصرية العمل على التنفيذ والترويج لمشروع “القاهرة الكبرى الثقافي”، الذي يهدف لجعل العاصمة مزارا “أكثر جاذبية” للسياح لزيادة مدة التجربة السياحية بالقاهرة إلى 12 يوما من خلال توفير تجارب متنوعة للسياح لزيارة المواقع الفرعونية والأثرية، والقصور والحدائق، ومنطقة القاهرة التاريخية.
وسجلت مصر أعلى عدد سياح في تاريخها بلغ 14.9 مليون سائح خلال عام 2023، ورغم تأثير الحرب في غزة على السياحة الوافدة خاصة بالمقاصد بالبحر الأحمر، إلا أن تصريحات صحفية لمسؤولين أكدوا استمرار ارتفاع السياحة خلال الربع الأول من العام الحالي.
وتستهدف مصر زيادة أعداد السياحة الوافدة إلى 30 مليون سائح بحلول 2028 من خلال العمل على 3 محاور بشكل متواز، وهي زيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر، وتحسين التجربة السياحية ورفع جودة الخدمات المقدمة، وتحسين مناخ الاستثمار لزيادة الطاقة الفندقية.
ووفق بيانات رسمية، تتعاون الحكومة مع شركات السياحة للترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي ووضعه في البرامج السياحية، لزيادة مدة إقامة السائح في المتوسط من 3 إلى 4 ليالي إلى 12 ليلية سياحية من خلال زيارة العديد من الأماكن السياحية والأثرية بالقاهرة الكبرى من خلال تقديم 8 تجارب مختلفة مقسمة على عدد من المسارات، وتضم كل تجربة عددًا من الأماكن السياحية والمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة فرعونية أو إسلامية أو قبطية أو يهودية.
ويضم منتج القاهرة الكبرى الثقافي 3 تجارب: الأولى زيارة القاهرة الفرعونية والمواقع الأثرية وتشمل زيارة لمنطقة أهرامات الجيزة، والمتحف المصري الكبير بعد افتتاحه، والمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والتجربة الثانية لزيارة المتاحف والقصور، مثل المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق والمتحف القبطي بمصر القديمة وغيرها من المتاحف النوعية بالقاهرة منها على سبيل المثال متحف المركبات الملكية ببولاق، والتجربة الثالثة لزيارة منطقة القاهرة التاريخية وتضم برج مآخذ سور مجرى العيون، ومنطقة مصر القديمة وما بها من آثار إسلامية وقبطية ويهودية، وقلعة صلاح الدين الأيوبي.
وتشمل التجربة الثالثة 6 مسارات تتضمن: مسار شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويبدأ من باب الفتوح مرورًا بمسجد الحسين حتى باب زويلة، ومسار شارع باب الوزير، ويبدأ من حديقة الأزهر مرورا بمسجد أيتمش البجاسي حتى مسجد السلطان حسن، فضلًا عن مسار قلعة صلاح الدين الأيوبي، ومسار مجمع الأديان، والذي يبدأ من مسجد عمرو بن العاص حتى المعبد اليهودي، وكذا مسار الحرف التراثية، ويبدأ من باب زويلة حتى مسجد أحمد بن طولون، وأخيرًا مسار رحلة نيل القاهرة، والذي يبدأ من قصر محمد علي بشبرا حتى متحف ركن فاروق.
وقال رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بوزارة السياحة والآثار محمد عامر إن الوزارة تعمل على تطوير السياحة النيلية، في ظل ارتفاع الطلب من السياح على هذا المنتج، وذلك من خلال زيادة حجم الطاقة الفندقية العائمة، مضيفا أن حجم الطاقة الفندقية العائمة بلغت 260 فندقا بحجم غرفة يتجاوز أكثر من 157 ألف غرفة فندقية عائمة.
ووجه وزير السياحة أحمد عيسى بزيادة عدد الرحلات النيلية الطويلة بين القاهرة وأسوان بهدف زيادة أعداد الزائرين بكافة المواقع الأثرية والمتاحف وبما يعمل على خلق تجربة سياحية جديدة لزيارة نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة الموجودة بهذه المحافظات، وفق بيان رسمي.
وأكد عامر، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أهمية منتج السياحة النيلية سواء في زيادة الطلب السياحي على مصر أو تلبية احتياجات شريحة واسعة من السياح خاصة من ذوي الإنفاق المرتفع، مما ينعكس على نمو الإيرادات من السياحة، وكذلك زيادة أعداد الزائرين للمواقع الأثرية والمتاحف في محافظات الصعيد