كتبت / سلوى لطفي
في ذكراها..
بعد ما ربنا رزقه بأربع أبناء .. استقبل الحاج محمد عيسوى فى يوم 3 يوليو من سنة 1924 بنته الخامسة اللى اختار لها اسم وداد..
عاشت وداد فترة الطفولة في كفر الشيخ ومنها الى المحلة الكبري اللى اضطرت الاسرة تسافر لها بسبب شغل الاب فى مجال الغزل والنسيج..
بسبب شقاوتها وخفة دمها لقت وداد نفسها محبوبة من كل اللى حواليها.. وكانت فى أى جلسة بتقدر تسرق الاضواء من أى حد وتبقى هى لوحدها محور الاهتمام..
وهى بتكبر بدأت وداد تكتشف فى نفسها موهبة تانية غير أنها دمها خفيف.. وهى أن صوتها حلو.. هى أقنعت نفسها بكده واللى حواليها زودوا القناعة دى .. خصوصا صاحباتها اللى كانوا فى اى لقاء بيطلبوا منها انها تقلد لهم المطربين وهما بيغنوا وكانت بتعمل كده ببراعة.. وده خلاهم يوشوشوا فى ودانها بإنها لازم تحترف الغنا.. وانها لازم تنزل مصر “القاهرة يعني” علشان تحقق حلمها أو إن شئت الدقة .. حلمهم..
فى الفترة دى وداد كانت حاسة بمشاعر متضاربة ومش عارفة تعمل ايه.. لحد ما القدر كتب لها أنها تنزل القاهرة وتعيش مع عمها فى السيدة زينب.. وهناك بدأت وداد تتعلق بالفرق اللى بتيجي من فترة للتانية تعمل سرادقات وتقدم خلالها غنا وتواشيح ومشاهد تمثيل وخلافه..
فى الفترة دى بدأ قلبها يتعلق بالتشخيص والغنا.. وقررت أنها تخوض التجربة لسببين.. الأول أنها تشبع الهواية اللى رشقت فى قلبها بدون أحم ولا دستور.. وثانيا توفر لنفسها مصدر دخل تقدر من خلاله تحقق كل اللى فى نفسها..
بدأت وداد مشوارها بالغنا والتقليد .. وشوية بشوية بدأت تتنقل من فرقة لفرقة بأدوار صغيرة.. طبعا احنا شوفناها فى اغلب ادوارها خدامة.. لكن وداد فى البدايات كانت بتعمل ادوار البنت الجميلة المطلوبة المرغوبة من كل اللى حواليها..
بعد شوية تجارب فى مسرح .. شافها نيازي مصطفى فى عرض من العروض وقرر أنه يقدمها للسينما.. وكانت البداية سنة 1944 بفيلم “ابنتى”.. واللى من بعد عرضه بشهر واحد لقت نفسها بتشارك فى فيلم “نور الدين والبحارة التلاتة” اللى كان وشه حلو عليها .. لانها من بعده انطلقت وركبت الاكسبريس.. وبقت ممكن فى سنة واحدة تقدم 11 فيلم زى ما حصل فى سنة 51 اللي كانت سنة تحول فى نجوميتها وشهرتها..
على المستوي الشخصي كان لوداد حمدي تجربتين فى الجواز ما اتوفقتش فيهم.. وقالت من بعدهم حرمت احب.. وأى حب فى قلبي هيبقى لأهلى وبس..
وطبعا كان فى اشاعة انها اتجوزت صلاح قابيل ومحمد الموجي لكنها نفت الكلام ده واهل قابيل والموجي نفوه هما كمان.. وكان فيه واقعة تانية حكتها فى لقاء مع صفاء ابو السعود لما قالت ان احمد شوقي اخو فريد شوقى حبها وكان عايز يتجوزها لكن ابوه وامه رفضوا وقالوا دى خدامة..
وداد حمدي فى اى جلسة أو كواليس مكنتش بتبطل ضحك أو هزار لدرجة أن اللى كان بيشوفها كان بيقول دى أكيد حياتها مفيهاش أى هم .. رغم أن الحقيقة أن حياة وداد كان كلها هموم .. خصوصا أنها كانت بتصرف على اسرة كبيرة العدد ولها اخت مريضة بتحتاج منها الى رعاية مزدوجة..
بيقولوا أحيانا ان الطيبة بتودي فى داهية.. وده اللى حصل مع وداد حمدي.. اللى فى يوم صحيت لقت الخدامة بتاعتها سارقة كل صيغتها ومارضتيش تبلغ عن السرقة لان اخوها الصغير هو اللى كان جايبها وخافت تورطه فى س و ج ..
حياة وداد انتهت بشكل مأسا*وي على ايد الريجسير متى باسيليوس اللى كان متعود انه يزورها من فترة للتانية لما تكون الدنيا مأزمة معاه ماديا لأنه عارف انها ما بتتأخرش على أى حد..
فى يوم الواقعة .. زي النهارده.. 26 مارس 1994 متى كان مزنوق وقرر أنه يتخلص من يسرا ويسرقها لكن مقدرش يطلع لها لما البواب منعه.. وسهير رمزي قالت أنه كان هيتخلص منها بس لقاها مش موجودة فنزل راح لوداد علشان يسرقها وتخلص منها بـ 35 طع*نة وفى النهاية مالقاش فى بيتها غير 250 جنيه..
