بقلم / نيفين يسري
لا تثق بأحد فالبعض يقترب منك لأنه لا يجيد التصويب من بعيد
لمْ ولنْ ألومَ أحدًا على إهمالِه وتقصيره في حقِّي يومًا، حتَّى عِندما قلَّت المحبَّة وتلاشى الكلام وجفَّ السَّلام، لمْ ألتفت إلى ذَلِك أبدًا. فأنا أُدرِك تمامًا أن المحبة لا تُطلب ولا تلوم لا نقاش في المشاعر بل هي بذرةٌ تُزرَّع في قُلوبِنا وتتجلَّى في تصرُّفاتنا تتجسَّد بِنظرةٍ، أو بِكلمة صادِقة، بِسلامٍ حار، ورُبَّما بِموقفٍ يحطم القيُود
انا لا أخشى عتابي بل انقطاعه ولا أقلق بشأن غضبي إنما من تراكمه
فأنا لم أتغيّر ولكني وضعت حدودًا لكل شيء، لعطائي المفرط الذي سبب لي متاعب كثيرة، وثقتي العمياء التي جعلت مشاعري في متاهة، وعدم التعمق مع أي أحد، لأن الأشخاص المُبالغين في العطاء، قد يكونون أنفسهم الأشخاص المُبالغين في الصدّ حينما يُجرحون أو يتأذّون، وربّما ذلك بسبب كونهم لا يستطيعون أن يكونوا في المنتصف، إنّهم إمّا معطائين وحنونين مثل المطر الغزير، أو قاسين مثل الشمس في ظهيرة الصيف الحار
لن أغفر لمن أسرفتُ عليه كامل محبتي وجعلني أندم في نهاية المطاف
حتى لو إقتضى الأمر أن تخلع قلبك وتمضي من دونه، المهم أن لا تبقى مرهونًا بالمشاعر التي تُمرّر لجوفك القلق والأذى وتُبقيك بائسًا
الأنسحاب، وإغلاق الإبواب، وتغير الأماكن ليس دليل على وجود البديل،
بل هي مرحلة الإلتفات للنفس بعد إستنزاف الرصيد الكامل من الفرص.
الأمر أثقل من أن يُحّل بإعتذار
لا أقبل بالجلوس على طاولة التبرير ولا أن أكون في مرمى الإتهامات وزاوية التأنيب فأنا أعرف ما أريد ورحلة حياتي لم تكن سهلة أبدا كانت مليئة بالوحدة والحيرة والغضب كانت مليئة بالتساؤلات والتجارب والخطأ كل عثرة أسقطتني جعلتني أقوى من ذي قبل وكل شعور بالخذلان دفعني للوصول لما أنا عليه الآن بعد كل مرحلة اكتشفت حقيقتي ومن أكون وما يناسبني إلى أن وصلت أخيرا بأنني أنهيت مخاضا صعبا طويلا مؤسف أننا لا نشعر بالأسف تجاه ظنونهم وسقف توقعاتهم العالي لا أحد يعود من حيث بدأ
يأخذ الإنسان دروسه المؤلمة من الأشياء التي أدخلها قلبه واستأمنها عليه
مررنا بِمواقفٍ كثيرة فهمنا منها أنَ لا أحد يؤتمن
إنهُ لشيء مرعبٌ.. أن تمرَ بجانب من أخبرته تفاصيلك، كالغريب
كنت أعتني بالأشياء وأعطي لها كامل صدقي على أمل البقاء
بينما الآن ينبغي للأشياء التي تريد البقاء أن تعتني بي أولًا
نيفين يسري