بقلم / عايدة رزق
يعشق الأوروبيون شرب القهوة.. لكن عندما ارتفعت أسعارها فى الأسواق.. قاطع البعض شراءها.. وقرر بعض آخر خفض عدد الأكواب التى يشربونها فى اليوم.. وقالوا بلغتهم ما يعنى «بلاها» قهوة.. أما لماذا ارتفع سعر القهوة، فذلك لأن المستوردين الأوروبيين اضطروا إلى تقليل مشترياتهم من مزارعى القهوة فى إفريقيا وخارجها، بعد أن قرر الاتحاد الأوروبى إصدار قانون يحظر بيع السلع المرتبطة بتدمير الغابات، فى إطار القرارات التى تتخذ لمواجهة تغير المناخ، والذى يعد تدمير الغابات أحد أسبابه.. لذلك ارتفع سعرها بعد أن قل استيرادها.. وقد ذكرتنى أزمة القهوة التى يواجهها الأوروبيون بكتاب قرأته يشرح فيه مؤلفه «ديفيد باخ» للقراء كيفية وضع خطة تساعدم على اجتياز أزماتهم المالية ومواجهة ارتفاع الأسعار.. بدأها بسؤال: ماذا سيحدث لك إذا امتنعت عن شرب القهوة؟.. مشيرا إلى أن ثلاثة أكواب قهوة يوميا تكلف المواطن اذا شربها فى المقهى ١٥ دولارا، أى مايقرب من ٥٥ ألف دولار فى عشر سنوات.. وهنا ينصح المؤلف القراء بالامتناع عن شرب القهوة مؤكدا أن أحدا لن يموت إذا فعل ذلك.. كما ذكرتنى أزمة القهوة، فى أوروبا بأزمة السكر فى مصر.. والسؤال الآن: لماذا لايقول المصريون: «بلاها سكر» كما فعل الأوروبيون.. و«بلاها» كلمة عبقرية يقولها المصريون فى حالات كثيرة.. لكن عند السكر، يصعب عليهم قولها.. خاصة من يشرب الشاى ويضع فيه أكثر من ست ملاعق سكر.. فإذا تصورنا أنه يتناول ٧ أكواب شاى فى اليوم، فمعنى ذلك انه يستهلك ٤٢ قطعة سكر يوميا… وإذا كان السكر يمد العمال بالطاقة التى تساعدهم على بذل الجهد البدنى، إلا أن هناك كثيرين لايحتاج عملهم إلى بذل هذا الجهد ومع ذلك يستهلكون كميات كبيرة منه ضاربين عرض الحائط بنصائح الأطباء بالابتعاد عن السكر، لانه يسبب البدانة والأمراض، فليقل المصريون: «بلاها» سكر، كما قال الأوروبيون «بلاها» قهوة.