كتب / رضا اللبان
اللواء طيار أحمد المنصوري، المولود في فبراير 1946، كان من أوائل المشاركين في أول أسراب الطيران في حرب أكتوبر عام 1973، وأطلق عليه قائد تشكيل الفهود السوداء، ووصفه الإسرائيليون بـ”الطيار المجنون”.
وقال المنصوري في أحد لقاءاته عن وصفه بـ”الطيار المجنون”: “أفتخر بهذ الوصف كثيرا، فهي شهادة غير مجروحة من عدو قوي، وهذا أول تكريم لي، خاصة أنه من أعدائي أنا بحارب منتخب العالم اليهود عبارة عن “إنجليز وفرنسيين وأمريكان وهولنديين وبولنديين.. إحنا مش بنحارب عدو ضعيف” وأفخر أنني انتصرت على هذا العدو القوي”.
وعن سبب تسميته بهذا الاسم من قبل إسرائيل قال المنصوري: “كان خلفي طيار وأمامي طيار واستهدفني الطيار الذي خلفي وظل يقترب ليؤكد إصابته لي فقلبت له طائرتي لأثير طمعه من قبيل الإغواء، ثم هبطت بمنتهى السرعة وكأننى أنتحر، فلو لاحقنى سيموت وفي العموم كي أقوم بمناورة كهذه لابد أن يكون ارتفاعي 6500 قدم لكي تكون نجاتك بنسبة 50%، لكن كان الارتفاع حينها 3000 قدم يعني ميت ميت والطيار الذي يلاحقني ظن أننى في طريقي للموت أو أنني طيار مجنون ونجحت في إيهامه بأنني في طريقى للسقوط وطلعت الطائرة وأنا جنب الأرض وطلعت وقلت له أنت سوف تموت الآن وطلعت الصاروخ وقتلته”.
وخلال الفيلم الذي عرضته RT العربية قام اللواء المنصوري باستقبال زميله الروسي فيكتور ياكوشيف المترجم العسكري السوفيتي بنبرة صوت شديدة المودة والحب قائلا: “حبيبي يا عم الشاب فيكتور”.. ويقول المنصوري إن صواريخ العدو “لم تكن تفرق بين الخبير الروسي أو الضابط المصري”، وهذا ما يطلق عليه “رفقاء السلاح”، حيث يتابع: “كنا نموت معا”، حينما تذكر ياكوشيف أسماء النقباء الذين استشهدوا في 30 يوليو بأول اشتباك مع القوات الجوية الإسرائيلية: “أنا حتى حافظ أساميهم، وهم جورافليوف ويورتشينكو وياكوفليف. كلهم برتبة نقيب”.
وساهم المنصوري في 52 طلعة جوية خلال 18 يوما في شهر رمضان، وهو الوحيد الذي نجح في الهبوط بطائرته وهي معطلة على طريق الزعفرانة، والوحيد الذي قام بحركة بهلوانية وهو في مناورة جوية مع أحد الطيارين الإسرائيليين، وقد نال المنصوري العديد من الأوسمة، منها وسام الشجاعة، ووسام النجمة العسكرية، وميدالية جرحى الحرب مرتين، وغيرها من الأوسمة.