بقلم / عبد الحليم سعيد
★ قرارات محكمة العدل الدوليه تثير
ملاحظات كاشفه :
★ رغم ان القرارات التي صدرت ليست الحكم النهائي ، الا انها سجلت انتصارا مهما للمحكمه نفسها : فالفصل في قضيه ضد اسرائيل وامريكا وتوابعهم ليس سهلا ، وتلك كانت اول مره تقف فيها المحكمه في مواجهة امريكا وتابعها المدلل إسرائيل ، وبما ان شعوب العالم اصدرت حكمها بالادانه قبل المحكمه ، فان هذا شجع المحكمه وأعانهاحتى حققت انتصارا على نفسها كما كان انتصارا لغزه …
★اسرائيل خسرت في كل الاحوال : فكما خسرت في عدوانها الوحشي : قيمتها الادبيه ، وخسرت تعاطف كثير من الدول ؛ وخسرت عزتها وعزة جيشها ، خسرت كذلك الاسطوانه المشروخه التي ترددها : وهي انها دوله ضحيه الاباده الجماعيه وتستحق التعاطف ؛ فاذا بها تمارس الاباده الجماعيه متصورة انها ستفلت من الادانه باعتبارها الطفله المدلله لامريكا والغرب .
.. ارتبكت إسرائيل الى حد كبير لدرجه انها لا تقتل أهل غزه ففط ، وانما تقتل بنفسها جنودها في غزه …
★ امريكا خسرت في كل الاحوال فان هي استخدمت الفيتو في مجلس الامن ضد قرار محكمه العدل الدوليه _ كما هو متوقع _ فانها تكون قد خسرت كل ما تبقى لها من احترام شعوب العالم / ،، وان ،، هي لم تستخدم الفيتو وتركت القرار ،،يمر،، ستكون قد خسرت اصوات اليهود والمؤيدون لهم في امريكا مما يدمر فرصه الرئيس الحالي فى اعاده انتخابه ، وهذا يوقع امريكا في يد منافس ليس اهلا لحكم دوله في حجم امريكا ، في فتره حرجه من تاريخها ينسحب فيها البساط بسرعه من تحت اقدامها لصالح قوى كبرى في العالم …
* المقاومه الفلسطينيه _ وكل فصائل المقاومه التي تحارب المستعمر_ استفادت كثيرا : استفادت مستندا دوليا وشعبيا يؤيد حق الدوله الفلسطينيه في الوجود ، وحق الفصائل في المقاومه _ وهي حقوق تعبت إسرائيل كثيرا في محاولة محوها وانكارها…
★ جنوب افريقيا قامت بما لم تقم به اي دوله عربيه من اصحاب القضيه الفعليين ، بل وقامت به باحترافيه عاليه ، وايمان كبير بالقضيه لدرجه ان اسرائيل قالت في المحكمه ان جنوب افريقيا ليست الا امتداد لحماس ، وان حماس ليست الا امتدادا لجنوب افريقيا _ فعلا هما يتشابهان في مقاومة الاحتلال والتفرقه العنصريه ، ونلسون مانديلا زعيم التحرير
في جنوب افريقيا لازال رمزا ملهما للمقاومه الفلسطينيه …
★قرار المحكمه كشف ان الموقف العربي بما فيه الجامعه العربيه موقف ضعيف وممزق ، وهذا اغرى اسرائيل وامريكا وبريطانيا و غيرهم من دول غرب اوربا يتحالفوا مع اسرائيل في مؤامره عنصريه للقيام بعمليه عسكريه سريعه ومفاجئه يطردون الفلسطينيين الى سيناء والاردن ، ثم يغلقون ملف هذه القضيه الى الابد اعتمادا على ان الدول العربيه ضعيفه وممزقه وان مصر يمكن ارضاءها ببعض الدولارات تساعدها في التخلص من ازمتها الاقتصاديه : ما كان لهذه الدول ان تجتمع في مؤامره من هذا النوع الا ثقة منها في ان الضعف والتمزق في الموقف العربي يتيح هذه الفرصه …
★الموقف المصري حقق اهداف مهمه :
_الموقف المصري اغلق حدود مصر كلية امام اي اطماع اسرائيليه عسكريه او تحايليه ولن تفكر فيه اسرائيل بعد ذلك …
_قامت مصر بدور محوري في التحركات المكوكيه مع قطر بين الاطراف المختلفه لتحقيق التهدئه وخلق فرص للمبادرات…
_الدور المصري المشرف و المحوري _الذي شهدت به كل الدول_
في توفير كميات ضخمه من المساعدات وارسالها الى غزه ، بالاضافه الى كميات ضخمه من المساعدات الدوليه التي تاتي اليها من المحيط العربي والدولي عن طريق البر والبحر والجو لتنقلها الى غزه ؛ دور انساني كبير جدا لن ينساه لها التاريخ …
*عند تبادل الاسرى الاسرائيليين في غزه بالمحتجزين من الفلسطينيين في سجون اسرائيل : يرى البعض ان من بين الفلسطينيين المسجونين شخصيه تتمتع بقبول شعبي كبير وقدره على التعامل مع القضايا بحكمه واعتدال وواحد ممن يستطيعون الحصول على الموافقه من الضفه الغربيه ومن غزه معا ، وهو يشبه الى حد كبير شخصيه نيلسون مانديلا في جنوب افريقيا ، كما ان الحال يتشابه بين المقاومه الفلسطينيه للاحتلال ، والمقاومه في جنوب افريقيا ضد العنصريه البيضاء ؛ هذا الشخص هو مروان البرغوثي واعتقد ان الفلسطينيين يفهمون ذلك وكذلك الاسرائيليين : احتجزوه لابعاده عن التاثير الشعبي ، وفي نفس الوقت يحتجزونه ليظهر في الوقت المناسب ليقود أي تسويه كما حدث مع مانديلا تماما …
★ قرار المحكمه الدوليه يفتح شهيه كثير من الدول والشركات في العالم لتجد لنفسها دورا في عملية : اعادة ،،بناء، غزه …
★ ما فعلته غزه من مقاومه وثبات قاطع على الحق والارض وقبول هذا الكم من التحديات احدث انقلابا ، ونقله نوعيه كبيره لها مابعدها في تاريخ القضيه الفلسطينيه والمنطقه ، انها نقله نوعيه كبيره لها ما بعدها لم يتوقعها حتى الذين قاموا بها
دعمها قرار المحكمه الدوليه …
* دعم غزه والمقاومه الفلسطينيه و حل الدولتين للقضيه الفلسطينيه يحفظ للفلسطينيين حقهم وارضهم ويعوضهم عن صمودهم وثباتهم وصلابتهم وايمانهم وكل ما جعلهم يتحملون كل هذا الكم من التضخيات ..
* اللهم انصرهم واحفظهم وثبت اقدامهم واربط على قلوبهم وعوضهم خيرا بفضلك العظيم ياااااارب ..
★ اسعد الله اوقاتكم بكل خير .