بقلم دكتورة / أميرة النبراوي
“الناس مصممة تزعل، تخاصم وتجرح وتبعد ، تخسر، وتعامل بعض بجبروت ، مع العلم، لو حد مات، التاني هيموت ألف مرّة من الندم عليه وخاصه لو ملحقش يصالحه، و مات زعلان منه.”
دي كانت رسالتي لحبيبي، أرسلتها له في عيد رأس السنة مع باقة ورد جميلة، وقطع من الشيكولاته كما عودنى ، وكأنى طفلته المدلله. تذكرت أيامي الجميله معه ،كنا نتقابل ليله رأس السنه، يجعلنى ملكه متوجه فى أكبر فندق شهير فى قلب القاهره الجميله ، نسمع البيانو ونرقص معا ،و لحظات الحب الجميل كأننا عشنا العمر كله معا ، جمعتنا لحظات حين رأيته لأول مرّة يسير وحيدا شاردا راقبته، ومع شروق الشمس كان اللقاء والحياة.
في يوم تقابلت العيون ،علي النيل و تسمّرت قدماه، ودق قلبي بشدة،و تعارفنا. و تحدثنا كثيرًا في كل شيء ومشينا معًا فى ليل القاهره الساحر وتعلقت بذراعه وضحكنا من القلب ، وقرص الشمس يفترش صفحه النيل البديع ، شاهدًا على حبٍ يولد في قلوبنا، وبداية نبض عذب يسري في العروق.
مرّت الأيام وبدأ يحكي عن حياته، والعناء مع زوجه لا تحب إلا نفسها كما قال وأنهم منفصلان جسديا ، والحياه من أجل الأولادفقط ،وهو رجل محروم من الحب، حزنه على وجه لايعرف الابتسامة و فقد أمواله في صفقات عديدة لصعوبات السوق
وبدأت أخفف عنه كثيرًا، وملأت قلبه أملًا وقوةً وطاقةً إيجابية، ذكّرته بأن الرجل يصنع المال ،، والقادم أجمل، غيرت حياته من اليأس للأمل، والظلام للنور، من الحزن للفرح والسعادة، تبدلت أحواله، أحسّ بأن عمره بدأ، وأن حياته أشرقت شمسها من جديد، وأصبحت النور الذي ملأ قلبه، وأصبح هو الحبيب والعشيق والصديق، فقد أشرقت شمس عمري معه، ورجع قلبى للحياه ، وسرعان ما غربت به ! فبعد مرور عامٍين عشنا الحب والسعادة ونجاحه يوم بعد يوم ، نجاحاته المتكررة بفضل تشجيعي ، وأنا أزداد تعلقًا به وأحلم باليوم الذي نعيش فيه معًا في بيتٍ واحد كما وعدني بذلك عندما تتحسّن ظروفه، أعطيت له الحب بسخاء، سهرنا الليالي معًا، صدقته في كل كلمه ووعد، وأخلصت له معصوبة العينين، تعلقتْ روحي به وأحترمته، كان فارسي الذي حلمت به مرارًا.
مر ّالوقت وكأنه أول وآخر الرجال، أشركته في كل شيء في حياتي، عرف كل تفاصيلي، ذبت فيه عشقًا. بدأ يبعد ويختلق الأعذار ويعدّد مشاكل أسرته، حتى وعدني يومًا باللقاء، طرت فوق السحاب من الفرحة كأني عروس تستعد لليلة العمر، وتقابلنا، ألقيت بنفسي في حضنه طويلًا بكيت من شدّة الأشتياق، شعرت بلمساته بلا طعم!! سألته: مالك، مختلف؟! قال ببرودٍ شديد: لن أستطيع الزواج منكِ.
جريت كثيرًا وألقيت بنفسي في فراشي، أبكي براءتي وقلبي الذي كسره ،في لحظة عشقٍ مني! كيف اخطأت عندما تخيلت أني ملكتُ قلبه!! ما أسهل أن يغدر الإنسان بمن أحب! وما أمرّ الخذلان! غمرتني الدموع ليالي طويلة، فقدتُ الثقة في البشر، وكفرتُ بالحب، تسلل المرض لروحي لفترة، ولكن قوة إيماني في عدالة السماء أمدتني بقوة معنوية جبارة، رجعتُ للحياة مرةً أخرى، ضحكت كثيرًا! كم كنت ضعيفة عندما صدقته وعندما آمنت بحبه!!
قلت لنفسي: ياه، غدًا رأس السنة! عام انتهى بكل الألم والوجع والانكسار، دموع تغطي جبهتي، وروح منهكة! إنه الحنين لما تركناه خلفنا ولن نعود إليه. أماكن جميلة تتمنّى لو أنك لم تشاهدها، حتّى لا تحزن، ولحظات متعه ، تندم أنك عشتها و لا تتذكّر أشخاصًا عشقتهم من روحك وقلبك ، تودّ لو أنك لم تلتق بهم، كفى دموع وحزن مميت للقلب .
يارب: القادم أجمل وأسعد وأروع.
رفعت يديّ للسماء باكيةً: ربي لا تكسر قلب أحد ولا تجعله يتألم. وفي نفس اللحظه يدق جرس التليفون، على الجانب الآخر سمعت صوت حبيبي، أقصد من كان حبيبي، وسبّب لي وجعًا وألمًا، يبكي متوسلًا السماح والصفح عنه ، أنه يموت ، تمكن المرض فجاه ،وجدتُ دموعي تنزل بشدة و أقول: شكرًا للعداله الآلهيه ، بفضلها سمعت أحلى صوت لقلبي!
آه لو علم الإنسان كم هو ضعيفٌ أمام المرض و ضئيلٍ لماذا يظلم ويتجبر ويكسر قلوب؟ لا ذنب لها غير نقائها و أحبّته بصدق . ، رفقًا يا بشر بقلوبٍ أوجعتموها كثيرًا.
والآن: خوفًا من الموت نطلب الصفح والغفران!!!