عاجل

القبض على الإعلامية حليمة بولند إثر اتهامها بـ”التحريض على الفسق والفجور”
محكمة الجنايات الدولية توجه تهما لأعضاء في الحكومة الإسرائيلية بسبب الحرب الدائرة في غزة
هجوم صاروخي روسي على ميناء أوديسا الأوكراني
نهائي إفريقيا بين الأهلي والترجي مهدد بالنقل إلى خارج تونس
ضبط عصابة لاغتصاب الأطفال في لبنان بينهم “تيك توكر” شهير
آثار جانبية للقاح “أسترازينيكا
السكر بـ 12.60 جنيه.. تعرف على أسعار السلع التموينية لشهر مايو الجاري
الفيدرالي يتجه إلى تأجيل خفض الفائدة مع استمرار صعود التضخم
البورصة المصرية تحصل على ثلاث جوائز
الكويت: نحترم حقوق العمال ونوفر فرص العمل الكريم لهم
القبض على 300 متظاهر داعم لفلسطين داخل جامعتين أمريكيتين
عمال فلسطين: وضع العمالة الفلسطينية مأساوي جراء الحرب الإسرائيلية
روسيا تشن 40 هجوما جويا على مواقع عسكرية أوكرانية
المصرف المتحد يربح 1.7 مليار جنيه في 2023
كريدي أجريكول: 3.3 مليون معاملة صادرة عبر إنستاباي في 11 شهرا

# عام الحزن ….

بقلم / يامنة بن راضي

أبى الحزن بثوبه الأسود وملامحه القاسية إلا أن يطرق أبواب حياتنا؛ ويحل ضيفا ثقيلا على قلوبنا وعقولنا هذا العام الذي لم يتبق له من أنفاسنا إلا ساعات معدودات؛
لاريب أن هذا العام ناء بالكثير من المحن والخطوب التي اجتاحت حياة الكثير من شعوب وطننا العربي الشاسع وترك بصمات محزنة على أفئدتنا جميعا، ولئن قطفنا بعض الزهور الجميلة خلاله هنا وهناك، فإن الأشواك المؤلمة التي وخزت أرواحنا كانت أكثر، ضاقت صدورنا بما يجري من مآسي وموت عبثي في بعض أقطارنا العربية، ثم تغضب الطبيعة في البعض الآخر فتقتل وتدمر ..ليتوج ذلك كله بما يحدث في فلسطين الجريحة وما شهدته وتشهده غزة من همجية العدوان الصهيوني وما يمارسه من إبادة جماعية ضد شعبها الصامد على مرأى ومسمع عالم منافق آثر أن يتقن لعبة المصالح لا غير، لقد اخترق الحزن سويداء قلوبنا المبعثرة لكل تلك المصائب التي لونت أيامنا بلونها الداكن، وخطفت الفرح من بين أحلامنا المترددة أصلا ..فهل كان عام 2023 عام الحزن؟ …

قبل قرون خلت وخلال العام العاشر من البعثة أطلق اسم ” الحزن” على العام الذي أبتلي فيه نبي الرحمة “محمد “صلوات ربي وسلامه عليه بابتلاء فقد الأحبة، عندما فقد زوجته السيدة الطاهرة ” خديجة” رضي الله عنها، تلك المرأة التي آزرته في أحلك الأوقات وأعانته بكل ما تملك لإبلاغ رسالته فحزن عليها أشد الحزن، كما فقد عمه ” أبا طالب” الذي كان يعتبر هو الآخر الحصن الذي تحتمي به الدعوة من كبراء وسفهاء مكة آنذاك ، وتواترت تلك الأخبار المؤلمة لسيد الخلق حتى أطلق على السنة التي وقعت فيه تلك الحادثتان بسنة ” الحزن” …ويبدو أن هذه التسمية تلح علينا اليوم أيضا حتى أنه يمكننا اعتبار هذا العام الذي سيودعنا بعد ساعات أو لحظات بعام الحزن بامتياز، فقد تحطمت أفئدتنا ونالها ما نالها ونحن نعيش مع كمية رهيبة من البؤس الذي يخيم على بعض بلداننا العربية وهي تتمزق وتشرب من كأس المعاناة حتى الثمالة.. كسوريا واليمن وليبياو لبنان ، ثم تذهلنا فاجعة الزلزال الذي حطم الديار وأهلك الحرث وأودى بحياة الآلاف من البشر في تركيا سوريا، وهو الذي لم يرحل عنا ويتركنا بسلام، بل ضرب المغرب أيضا بعدها بشهور مخلفا وراءه مزيدا من اليتامى والثكالى والمشردين، كما أن ما حدث لدرنة عروس ليبيا نتيجة الطوفان تفطرت له قلوبنا، ناهيك عن الجرح النازف في السودان والذي لم يلتئم بعد، أما ما حدث ويحدث لغزة من قتل ممنهج ومجازر يندى لها جبين الإنسانية من قبل الاحتلال الصهيوني المجرم فحدث ولا حرج ،تلك المشاهد المروعة لأشلاء الأطفال المتناثرة وكل ذلك الدمار الذي حول غزة الى مقبرة جماعية لا جرم أنه ألهب مشاعر الحزن بداخلنا وجعلنا نسكب العبرات تلو الاخرى، سيما وأننا في موقف العاجز المتفرج، وهو مازاد في إذكاء نار الحرقة التي تشتعل في صدرونا ..لا مجال للشك أن هذا البؤس الذي حمله إلينا عام 2023 غير فينا أشياء كثيرة وغير نظرتنا لهذه الحياة وأحداثها …
أخيرا يقول مدرسة العلم الإمام ” علي بن ابي طالب ” :” رأيت الدهر مختلفا يدور فلا حزن يدوم ولا سرور ” ، ولقد أصاب الرجل فيما ذهب إليه وها نحن نودع عام الحزن ونستقبل عاما آخر لعله عام بناء وفرج وسعادة وطمأنينة ..نتمنى ذلك من المولى القدير الرحيم ..

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية