بقلم / رضا اللبان
كنت استمع إلى إحدى الفتيات الفلسطينيات وهى تتحدث فى احد المؤتمرات عن أحداث غزة بعد مرور عدة ايام من بدايات طوفان الأقصى وما فعله العدو الصهيوني فى أهالى غزة بعد هزيمته المدوية على يد الفصائل الفلسطينية. وجدتها تتحدث عن أصدقائها الذين استشهدوا قبل أحداث غزة ثم بدأت تتحدث أيضا عن الكثير من أصدقائها وصديقاتها واقربائها الذين استشهدوا أيضا أثناء غزو اليهود لغزة وبدأت دموعها تنهمر تلقائيا وهى تصف الأحداث ولا ادرى أن كانت عاشت الأحداث فى غزة ام انها تعيش فى بلد آخر واعتقد ان المؤتمر كان اما فى بلد عربى أو اوربى وكان المؤتمر ملئ بكثير من الحاضرين فاراها تصف الأحداث وصف دقيق وأكثر ماشدنى فى حديثها وابكانى بالفعل عندما اخذت تتحدث عن موت أو استشهاد كل ماتعرفه تقريبا ومن أجمل ماقالته وسمعته حينما قالت وبكل ايمان ويقين أن ( غزة وان كانت تباد الان فإنها تبنى الان فى الجنة ) وبعدها اعتذرت واضطرت إلى إنهاء حديثها بسبب عدم تحمل ما تصفه من أهوال وانصرفت مع تصفيق حار لكل من فى القاعة وقد تركت إثرا فى نفسى واعتقد فى نفس كل من فى القاعة ومازالت تردد فى مسامعى كلمة ( أن غزة تبنى الان فى الجنة ) كلما رأيت الدمار الشامل الذى لم يبقى على شجر أو حجر فقد أرادت إسرائيل إبادة غزة وأهلها حتى تمحو عار الهزيمة التى لحقت بها وكل هذا يحدث تحت سمع وبصر كل العالم…
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}