بقلم / عبد الحليم سعيد
★ ؛؛الممكن ،، هو الوسط بين ما تطلبه ؛ وما تستطيع الحصول عليه …
حول الثوابت والمتغيرات في الصراعات تكثر الهوامش والملاحظات :
★يكثر الجدل حول مشروع مدينه الاحلام العملاقه ,, نيوم,, متعدده الاغراض ،، في شمال السعوديه ، كاكبر مدينه في العالم تجمع بين : علوم الفضاء. ، والابحاث والسياحه ، والملاهي وغيرها وهو مشروع سعودي استثماري ضخم …
كما يكثر الجدل حول مشروع الخط الحديدي السريع بين السعوديه والامارات واسرائيل لربط الخليج العربي بالبحر المتوسط عن طريق مواني اسرائيل : هذا الخط : يعتبره البعض هديه كبيره مجانيه تقدمها دول الخليج لدولة الاحتلال دون ثمن ودون ان يكون جزء من حل نهائي للمشكله الفلسطينيه ؛ ويرى البعض انه خطوه متعجله وكان يجب ان تكون خطوه في اتفاقيات الحل النهائي لمشكلة الشرق الاوسط …
★الصراع بين العرب ودولة الاحتلال قوي ومستمر لأكثر من 70سنه : فشل فيه العرب في استرداد الارض ، بل وخسروا المزيد منها .. وخسرت فيه اسرائيل
فشل متتالى لحلمها في التوسع من النيل الى الفرات ، و ثبت لها انه ،، الحلم المستحيل ،، …
★تقدم العرب في مؤتمر القمه العربيه في بيروت منذ عدة سنوات بمشروع تبنته السعوديه عنوانه ،، الارض في مقابل السلام ،، ومعناه ببساطه هو أن دولة الاحتلال تتخلص من حلم التوسع ، وتعيد الاراضي الفلسطينيه التي احتلتها في عام 1967
وتلتزم بحل الدولتين ، في مقابل التطبيع الكامل لتتفرغ المنطقه كلها الى السلام والتنميه التي يعود خيرها على الجميع … دولة الاحتلال رفضت الحل لانها تريد ان تتمسك _ في نفس الوقت _ بالتوسع في الارض من النيل الى الفرات والتوسع الاقتصادي عن طريق السلام والتطبيع _ تناور ، وتخادع ، وحلفاؤها امريكا وبريطانيا يضغطون للمساعده_ وتتصور انها تستطيع فرض ارادتها بالقوه العسكريه على عكس كل ما تقوله دروس التاريخ … وكما ان العرب ضيعوا فرص كثيره بسبب ،،الجمود،، فان دولة الاحتلال ضيعت فرص كثيره بسبب ،،الغرور ،، .. كلاهما وقع في خطأ المعلومات ، وخطأ الحسابات ، وهو ما جعل البعض يتهم دولة الاحتلال ،، بالغباء السياسي ،، : على اساس ان الارض لن تفيد اسرائيل كثيرا ،؛ بينما التوسع الاقتصادي سيفتح عليها وعلى المنطقه افاقا واسعه للتنميه …
★ حدث تقارب بين بعض الدول العربيه خصوصا السعوديه والامارات ، ومن قبلهم قطر ، كما انه يتفق مع الموقف المصري المعلن دائما وهو : ان السلام يفتح افاق التنميه الاقتصاديه على المنطقه كلها بينما الاصرار على التصادم وغرور القوه والدعم الغربي لن يحقق اي خطوه للامام ، وفي النهايه لن يكون الا ،،الممكن،، الوحيد وهو حل الدولتين والسلام العادل ، وانطلاق التنميه …
هذا التقارب بدا واضحا في موافقه السعوديه والامارات على مشروع القطار السريع ببن الخليج والبحر المتوسط من خلال اسرائيل ..
وهو موقف رفضه البعض بشده ، بينما رأى البعض أنه كان يحب ان يكون جزء من الحل النهائي بدلا من ان يكون هديه مجانيه لدواة الاحتلال لا تستحقه …
★ ظهرت في العالم في العقود الأخيره ما يسمى
،،الشركات عابرة الحدود او : متعدده الجنسيات ،، وهي شركات قويه تنفذ و تدير المشروعات العملاقه ، و تعتمد على المساهمين من كل انحاء العالم من خلال البورصه ، ويقتصر دور الحكومات على توقيع الاتفاقيات ومنح التصاريح في المقابل المتفق عليه ، ولها عائدات مباشره مقل الضرائب والتشغيل ومقابل الارض ، وغير
مباشره مثل الشركات المحليه المغذيه بالطاقه والنقل والخدمات اللوجستيه لهذه المشروعات … نظم ولوائح هذه الشركات تضعها جمعياتها العموميه ولا دخل للحكومات فيها …
★ الجدل حول مدينة ،،الاحلام،، : جدل حول مشروع سعودي عملاق شأنه شان استضافتها لكأس العالم 2034 وغيرها من المشروعات تحت عنوان ،، التنميه ، والمنافسه للحاق بمستجدات العصر وهو شأن سعودي خالص ؛ مع الاحترام الكامل للرأي الذي يقول ان للسعوديه وضعا دينيا خاص يجب المحافظه عليه …
★ هذا التقارب وتخطيط اسرائيل لعمليه كبيره في غزه جعل حماس وغيرها من فصائل المقاومه تسبق وتفاحئ الجميع في 7 اكتوبر 2023 بعملية ،، طوفان الاقصى، الواسعه ، التي قلبت الاوضاع واربكت الحسابات راسا على عقب .. وبدورها ردت دولة الاحتلال_ ومعها امريكا بحاملات الطائرات وبريطانيا بالبوارج البحريه وجسر جوي للاسلحه والذخائر _ بمحاولة كبيره لطرد الفلسطينيين من ارضهم في غزه والضفه الغربيه الى سيناء والاردن ، مما قلب الاوضاع رأسا على عقب و اربك كل الحسابات ؛ و اصبح على الجميع ان يبدا من جديد …
★ هذا الارتباك في المواقف يثير بعض الملاحظات :
* الاولى : هي ان هناك خلط اوراق ، وقصور في توضيح وتداول المعلومات ببن المواقف الرسميه ، وكثير كثير من الغضب الشعبي أساسه ،،نقص المعلومات ،، وهو تقصير اعلامي رسمي وخاص …
* الثانيه : هي ضرورة الفصل الكامل بين المشروعات عابرة الحدود_ وهي موجوده بكثره في مصر وفي غيرها من الدول ذات الاقتصاد النشط _ وبين أعمال الحكومات : الشركات تديرها جمعياتها العموميه _ المساهمين _ وهدفها الاول والاخير هو تحقيق المكسب وتجنب الخساره ، لا تديرها حكومات ولا تتدخل في عملها … ومصطلح ان الحكومه هي : ،، بابا وماما ،، تعمل للناس كل شيء ، وتقدم لهم كل شيئ : اختفى تماما ، واصبح جزء من الماضي : الانتاج والخدمات تتولاها في معظمها شركات خاصه نظير أجر ، و اصبحت الشركات الكبرى دول في داخل الدوله …
الشركات المحليه الكبيره تحلم بان تصبح شركات عابره للحدود …
* الثالثه : هي ان الجمود وتجاهل المتغيرات : يؤدي الى التصادم ويعطي الفرصه للطرف الاخر لكي يسبق ، على عكس المرونه والحكمه والانتباه الى المتغيرات والمستجدات _ دون مساس بالثوابت _ هذا يفتح ابوابا وافاقا واسعة لكي تصل الأطراف _ عبر المفاوضات
الشاقه _ الى نقطه :
،،التوازن،، بين ما يطلبه كل طرف ؛ وبين ما يمكن الحصول عليه ، الى ان بصل الطرفان الى نفطة ،، الممكن ،، التي يحقق عندها كل طرف اقصى ما يستطيع … هذا امر يحدث حتى في خلافات الافراد : فلا يستطيع اي طرف ان يحصل على كل ما يريد ، وأن يحرم الاخر من كل ما يريد : لابد ان يصل الطرفان الى نقطة التوازن ، او نفطة ،، الممكن ،، التي توفر لكل منهما قدرا مما يطلبه في مقابل التنازل عن قدر مما كان يريده … انه ،، الممكن ،، الذي ينهي الصراعات …
★اسعد الله اوقاتكم بكل خير .
.