بقلم دكتورة / أميرة النبراوي
# هدنه القلب …
يستيقظ الأب الفلسطيني فى اليوم الأول من اكتوبر صباحا ، بكل همه ونشاط وابتسامه على الوجه ونظره امل لمستقبل افضل واجمل ، أعد حقيبه سفره تاركا بيته الجميل وأسرته الطيبه مودعا أولاده وزوجته مقبلا رؤسهم قائلا لبناته يابابا أستودعكن الله وهناك الأب يدعو بناته يابابا بقمه الحب والحنان وكأن الأمان كله فى بابا وهذا حقيقى هو حصن الآمان والحب للأسرة كلها بنات وبنين ويستودع غزه العزه ويتحرك بصحبه العائله لمعبر رفح وشعور غريب فى النفوس ممتزج بفرحه عمله فى أحد الدول العربيه الغنيه وشعور الحزن لبعد قائد الأسره وحامى حماها وحين يركب متجها للقاهره ودموع تزرف وقلوب تبكى ويصل انتظارا لموعد إقلاع طائرته وأمنيات ترسم فى الخيال وأحلام لكل فرد من الاسره ومتى يجمع الله شملهم ويصل للبلد الجميل الساحر وأمنيات بجمع شمل الاسره معه فى أقرب وقت وتمر الأيام ويجهز منزله ويختار منزلا كبيرا على أمل جمع شمل الاسره ويبدأ فى اختيار مفروشات المنزل وفى عينيه ذوق الزوجه وكأنها موجوده معه وليس خاطره، وروحه وقلبه وفى يوم السادس من اكتوبر يتصل بهم ويخبرهم بإعداد المنزل الذى يجمع القلوب ويسمع ضحكات اهل المنزل ويتحدث مع الأعمام والاخوال وشعور غامض بافتقادهم وجلسته والسمر معهم معهم ،واحساس بالفقد للأحباب ويعدهم غدا سيتصل ويعلمهم بكل احواله الجديده وعمله . متمنيا لهم السعاده وكذلك تمنوا لهم أجمل الامنيات . ونام تلك الليله والقلق يسيطر عليه ولا يجد له سبب؟ واستيقظ العالم كله فى السابع من أكتوبر على بطوله حماس وهدم الحاجز الحدودى ، وغضب إسرائيل ينصب على العزل من الأطفال والنساء وتحول غضب إسرائيل لمذبحه وحشيه وكان اول الشهداء أبناء عمومته وتدمير منزلهم أكثر من سبع عشره شهيد واحساس بفزع على أسرته ولكن عظمه الشعب الفلسطيني اليقين بالله وان الأرض لكى تعود تحتاج للتضحيه بالروح والدم ويبقى الأب محمل بهموم القلق ودعواته مع دقات قلبه لاتهدا خوفا على أسرته متابعا لهم كل لحظه وخلال الأيام الصعبه تمر عليه فى الغربه، ازمان واليوم فقط يلتقط أنفاسه حين علم بالنزوح إلى الجنوب لرفح وهدنه الحرب وكأنها هدنه لقلبه المنهك صبرا ياقلب من ألم الانتظار يارب جمع شمل كل مفارق ولاتحرم احد من الأحباب ويبقى أمل الحياه هدنه للقلب رغم الموت والفراق شجره تنمو وتكبر رغم جفاء مشاعر العالم وقتله اليابس والاخضر . وتبقى الحياه وشمس الحريه تبزغ يوما بإذن الله