بقلم / عبد الحليم سعيد
★ هدف عملية ،،طوفان الاقصى،، كان واضحا من البدايه وهو اعادة القضيه الفلسطينيه الى موقع الاولويه الكبرى في العالم؛ مهما كانت التضحيات ؛ وقد تحقق هذا الهدف منذ اللحظات الاولى _ وان اختلف البعض على : هل هذا الهدف يستحق كل هذه التضحيات ام لا ؟ …
★ هدف اسرائيل تطور بسرعه من الرد على عمليه طوفان الأقصى الى استغلال الفرصه لضرب ضربتها القويه ، وتنفيذ خطتها_ المجهزه سلفا _ وهي طرد سكان غزه الى سيناء في عمليه عسكريه خاطة وينتهي الامر … وكان هذا هو : ،،الخبر المدوي ،، الذي تحدثوا عنه … احتشدت معهم لتحقيقه امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا : حاملات طائرات ، بوارج ، جسر الجوي ا لنقل لاسلحه والذخائر والصواريخ ، الاف الجنود والخبراء من هذه الدول ، كلها على ارض اسرائيل تمدها بالمعلومات الاستخباراتيه والعون في الخطط ، زيارات متلاحقه للرؤساء ووزراء الخارجيه ووزراء الدفاع من هذه الدول حشد عسكري رهيب … انها حرب اطلنطيه بكل المقاييس ضد غزه واهلها … وبدات حربا عنيفه متسارعه ، متعجله ، مرتبكه ، لطرد اهل غزه بسرعه قبل ان يفيق العالم اما يحدث … ولكن فضل الله ، وثبات اهل غزه ، وصمودهم ، وايمانهم بحقهم في ارضهم ، ورفض مصر القاطع والصارم بنقل اهل غزه الى سيناء وتصفيه القضيه ، ورفضها لصفقة القرن : ببيع شقق مصريه لاهالي غزه تحل بثمنها مشكلاتها الاقتصاديه !!! ، ثم استضافة مصر لمؤتمر دولي سريع في القاهره يؤيد الموقف المصري ، ثم مساندة الموقف العربي للموقف المصري ؛ كل هذه العوامل افسدت خطة دولة الاحتلال وقلبتها راسا على عقب ، وحولت الحرب الى عبء جسيم على كاهلها كما هي عبء جسيم على كاهل اهل غزه …انهار الهدف الاسرائيلي تماما بينما نجح الهدف الفلسطيني تماما … اصبحت الحرب عبئا وكارثه يستنكرها العالم كله حتى شعوب التحالف الاطلنطي نفسها انقلبت على حكوماتها فاضطرت للتراجع والتفكير فيما يسمى ،، ترتيبات ما بعد الحرب،، …
★ ما المقصود بمرحله ،، ترتيبات ما بعد الحرب،، بشكل عام ؟
* بعد ان يكتشف الطرفان المتحاربان ان الحرب لم تتمكن من حسم الموقف في اتجاه الهدف الذي يريدونه ؛ وانها اصبحت عبئا ثقيلا لا مبرر له ولا شيء يستحق كل هذه الخسائر والانكسارات : عندها تتنازل الاطراف عن تشددها ، وتعلن للوسطاء عن استعدادها لقبول الوساطه ، وقبول ترتيبات ما بعد الحرب ؛ اي ان الاطراف اصبحت مستعده للتفاهمات او ما يسمى ترتيبات ما بعد الحرب …
*هي مرحله ضروريه بين مرحلة الحرب ومرحلة السلم : هي مرحله مؤقته ،، لاحرب فيها ولا سلم،، وانما هي مرحلة مفاوضات للانتقال من الحرب الى السلم …
* في هذه المرحله: مفاوضات صعبه وشاقه : ملفات شائكه ، ومواقف متباعده تنتظر المفاوضات التي تقرب المسافات بين الاطراف ملترمة بالأولريات : من هذه الملفات مثلا : السماح بادخال المساعدات ، الوقف المؤقت ثم الدائم لاطلاق النار ، الفصل بين المتحازبين , التعامل مع الجرحى ، موضوع
الرهائن من أسرى ومحتجزبن لدى الطرفين ، اعادة ترتيب حياة الناس ،جمع المعونات لاعادة الخدمات والبنيه الاساسيه و اعادة الاعمار ، و غيرها من ملفات تفرضها الاولويات …
* بعد تسوية هذه الامور يتم الانتقال الى الملفات المتعلقه بالقضيه نفسها : ترتيبات بدء المفاوضات ، مستوى المفاوضات ، اللجان الفنيه ، عرض نقاط الاتفاق التي وصلوا اليها في اتفاقات سابقه ، ثم الانتقال الى نقاط الاختلاف واحده تلو الاخرى الى ان يتم اقرار الاتفاق …
* هل يمكن ان تتعثر المفاوضات ؟ نعم : تتعثر ثم تلتئم من جديد وهكذا وهذا دور شاق جدا على للوسطاء …
* هل يمكن وقف المفاوضات والعوده الى الحرب ؟ نعم هذا يحدث أحيانا … ولكن في هذه القضيه بالتحديد ،: من العبث ان
يحدث ، لأن : القضيه حساسه جدا ؛ طال وقتها ؛ المنطقه حساسه جدا ؛ الصراعات الدوليه حولها شرسه ؛ ويلات الحرب الاخيره كانت شديده على الطرفين … كل ذلك يجعل العوده الى الحرب امر يمثل نوعا من الجنون _ الا اذا استمرت اطماع دولة الاحتلال في التوسع ؛ واستمر الاصرار على عدم التوقيع على اي اتفاق يلزمها بوقف التوسع ؛ عندها لا يكون هناك بديل عن استمرار المقاومه … ما لحق بالطرفين من ضرر كبير فوق كل الحسابات ، واستنزاف ضخم للموارد ؛ سيجعل تفكيرهم مختلفا ، وسيجعل العوده بالامور الى المربع الاول مستحيله ؛ لان المقاومه الفلسطينيه تحولت من حركه ورجال وقيادات يمكن ملاحقتهم : الى فكره ورمز ونموذج صمود ، ملهم للاجيال لا يمكن ملاحقته : لا بالطائرات ولا بالدبابات …
★ القضيه بعد عمليه ،، طوفان الاقصى،، تختلف كليه عما كانت عليه قبلها …
★ أصبح قدر مصر ان تكون هي الفاعل
الرئيسي في القضيه : لأنها متضرر مباشر لوجود الحرب على بابها ، وما تملكه من علاقه طيبه بكل الاطراف ، وما تتمتع به من درايه تاريخيه بالقضيه واطرافها ، وما تملكه من حنكه دبلوماسيه عاليه في المجال الدولي .. لذلك يجتمع الجميع على ان مصر هي اللاعب الاساسي في هذه المباراه : يساندها دعم امريكي يضغط على دولة الاحتلال ، ودعم قطري يضغط على حماس والمقاومه ، ودعم عربي ودولي ،،يجب،، ان يتمتع باقصى درجات الاخلاص ، والتماسك ، والجديه …
* والله الموفق ، وهو سبحانه وتعالى الغالب على امره ولكن أكثر الناس لا بعلمون …
★ اسعد الله اوقاتكم بكل خير