بقلم / إيمان إبراهيم
وماذا أخبرت الله ؟
هل أخبرته ما الذي أفرط مهجة قلبك ؟
هل شكوت له حالك وضعفك وفقرك ؟
هل أخبرته أنك محتاجٌ إليه .. وأنّك لا تقدر على شيء دون عونه ..
هل أخبرته بذنوبك وإسرافك على نفسك ودعوته أن يخلّصك منها ويهديك لدربه ؟
هل أخبرته أنّ الدّنيا أتعبتك وأنّك مشتاقٌ لراحة الآخره..
هل أخبرته عن ذاك الذي خذلك .. وذاك الذي ظلمك .. وذاك الذي قال عنك ما ليس فيك !؟
هل أخبرته عن تلك الابتسامة التي تتجمّل بها وتخفي خلفها ما لا تستطيع البوح به ؟
هل أخبرته عن الألم الذي قصم ظهرك وعن الهمّ الذي أثقل قلبك ؟
هل سردت له قصص حزنك الذي لا ينتهي .. ؟
هل بكيت أحبابك الذين رحلوا وسألته أن يلمّ الشمل عنده في الجنان ؟
هل سألته ثباتاً وصلاحاً لتلك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كلّه ؟
هل أخبرته أنك لا تريد من هذه الدنيا سوى قربه وعفوه .. ؟
هل أخبرته أنك لم تعد تسعى لغير رضاه ..؟
هل همست له أنّك تحبّه ؟ وأنك اشتقت إليه ..وإلى النظر إلى وجهه الكريم ؟ ~
أخبره .. وبثّ له كلّ ما في قلبك ..
ولا تشغلنك الدّنيا عن مزاحمة بابه والوقوف على أعتابه ..
هذا هو محل الغنى الأول ..
هذا باب الله الذي لا يغلق ..
هذه رحمة الله التي تؤوينا حين تكاد الأرض أن تميد بنا ..
هذه جنّة الدنيا التي يستغني بها المؤمنون عن الدنيا وما فيها
اللهم ارزقنا لذّة الشكوى إليك ..
والأنس في الوقوف بين يديك .