بقلم / منال عاشور
على سبيل النصيحة من واقع الحياه…
الأب والأم لما يوصلوا لسن الـ 70 والـ 80 ، بتبدأ أمراض الشيخوخة تظهر بشدة ، وخصوصا صعوبة الحركة ! ساعتها بيحتاجوا رعاية و”مرافقة” من نوع خاص !
غالبا الجهد ده بيتوزع على الأبناء ! لكن الشيء اللي لاحظته كتير جدا في أغلب الحالات اللي شفتها في نطاق الأهل والمعارف ، إن دايما فيه واحد من الأبناء بيشيل أغلب الحِمل لوحده !!
تلاقي الظروف اتهيأت كدة – إما بسبب سفر أحد الأبناء أو بُعد سكنه أو انشغاله – في الآخر بتلاقي معظم حمل مرافقة ورعاية الأب أو الأم اتوزع على أحد الأبناء لوحده !!
وده يا اخواننا – والله العظيم – اختيار !! اختيار من ربنا سبحانه وتعالى للابن ده إنه ينال لوحده أكبر قدر من شرف وثواب الفترة دي من حياة الأم والأب !!
الفترة اللي بيكونوا فيها في أضعف لحظات عمرهم ، وفي غاية التعلق والاعتماد على الغير !!
بالظبط كدة زي المرحلة اللي كنت انت فيها طفل ومعتمد عليهم مية في المية !!
تحس كدة إنها لحظات التعويض ، أو رد الجميل !! رغم إنك مهما عملت برضه مش هترد ولا جزء صغير منه !!
السنوات الأخيرة في عمر الأب والأم دول عاملين زي الأيام الأخيرة من رمضان كدة !! الأجر والثواب فيها بيبقى أضعاف مضاعفة !! والنهاية فيها بتبقى أسعد وأعظم لحظات ممكن يمر بيها انسان ، وبتفضل ثوابها وبركتها مستمرة معاه بقيت عمره !! اللحظة اللي يموتوا فيها راضيين عنك وانت تحت رجلهم بتخدمهم !!
لو ربنا اختارك للمنزلة العظيمة دي ياريت تحسن استغلالها !
هتيجي على شغلك وبيتك وعيالك ، فداهم ! كله يهون ، انت الكسبان والله العظيم !
لو هتتخانق مع اخواتك أو تعاتبهم على تقصيرهم ، ياريت ما يبقاش أدامهم !! عشان مايحسوش انك متضجر أو متضرر من خدمتهم !! أو انهم حمل تقيل عليكم وانتم بتحدفوه على بعض !! بلاش تجمع عليه الألم النفسي مع الألم العضوي في اللحظات دي !!
اجمع اولادك واعمل لهم دوريات خدمة ! وفهمهم إن ده من أعظم الأعمال وأحبها إلى الله ! ولو تقدر كمان تعمل أوقات للترفيه ، وتخلي حد من العيال يقعد ينكت ويعبّط ويهزر معاهم ، هم بيحبوا الحاجات دي أوي 😞
ولو كنت تعبان أو مُرهق برضه بلاش تبين أدامهم !! هتلاقيهم – وهم في عز ضعفهم – برضه بيفكروا فيك !!
بادر انت واعرض عليهم خدماتك كل شوية ، ما تستناش لحد ما يطلبوا منك !! والله ممكن تلاقيهم تعبانين أو عاوزين يدخلوا الحمام أو يشربوا مية أو يقوموا من السرير للكرسي أو العكس ، بس مش عاوزين يقولولك لحسن تتعب !! وتلاقي الواحد فيهم عطشان ولا مزنوق ولا حتى نفسه يغير قعدته عشان ضهره وجعه أو رجله نمّلت – وكاتم في نفسه ومش عاوز يقوللك عشان ما يرهـقكش أو يتعبك أكتر ما انت تعبان !! ما انت غالبا هيكون سنك كبير انت كمان !!
وفي النهاية لازم تحتسب كل لحظة وانت جمبهم ، عشان تظفر بالأجر العظيم ده ! وافتكر إن ربنا جعل برّهم بعد الايمان بيه مبشارة ً !!
قال محمد بن المنكدر رحمه الله : بات أخي يقوم الليل ، وبتُّ أنا أغمز قدم أمي ، فوالله ما أحبُ أن ليلتي بليلته !!
ربنا يبارك في آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا ، ويغفر لنا تقصيرنا في حقهم ، وما يحرمنا من بركتهم أبدا يارب العالمين 😞 ويرحم من توفاهم الله