كتب / رضا اللبان
في قلب القاهره التاريخيه وعلي بعد خطوات من مسجد ابن طولون و بالتحديد فى شارع الركبية في حي الخليفه يقع منزل “ساكنه بك” محاطا بالعديد من اثار مصر و بيوتها القديمه المهمله،البيت يشغل مساحه حوالي 800 متر مربع و تم بناؤه في منتصف القرن الـ 19 و به مفردات بديعه تؤرخ للعماره المصريه و شاهده علي ابداع الحرفي المصري في شغل الخشب و الحجر، و يشتهر البيت بتصميمه علي نظام الاجنحه و روعه زخارف الاسقف في غرفه و قاعاته.
و كانت ساكنه اشهر مطربه في زمانها، و كان الخديو إسماعيل ياتي اليها في هذا البيت الذي له طراز معماري فريد وذو موقع متميز وارتبط بشخصية سكنته لسنين طويله و كان لها بصمه علي فن الغناء المصري فطورته واثرته.
و للأسف سقط سهوا او عمدا من وزاره الاثار تسجيل البيت كاثر وسقط سهوا او عمدا ايضا من وزاره الثقافه توثيق و تسجيل تاريخ “ساكنه بك” الموسيقي، و اكتفي الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بتسجيله كبيت ذو طراز معماري فريد في سجلاته ومن المعلوم ان هذا التسجيل لا يحمي البيت لقصور في القانون”.
و من الجدير بالذكر ان ساكنه ولدت بالقاهره بين منتصف العقد الثاني و مطلع العقد الثالث من القرن 19 و يرجح ولادتها بالقاهره او وفدت اليها و هي صغيره ، فهي كانت ممن يحيون ليالي السمر في اكشاك الازبكيه ايام محمد علي باشا ،
و قد كانت “ساكنه” متعلمه لبقه الحديث عذبه اللسان سهله المعشر انيسه في المجالس ،خفيضه الصوت في الكلام قويته في الغناء ،ديّنه تحفظ القران و تقرأه بعذب صوتها ، ولشيوع كل هذا عنها اصبحت ممن يدعي الي للقصور لاحياء المناسبات في الحرملك بل واضحت تحيي الليالي في قصور الامراء و غنت في فرح ابناء ابراهيم باشا.
كما ذاع صيت “ساكنه” كثيرا و فاقت شهرتها المطربين الرجال المتواجدين على الساحة الفنية فى ذلك الوقت ،
واثرت ثراءا واسعا حتي ان الوالي سعيد اهداها قبيل وفاته مكافاه لها قصرا قد بناه محمد علي باشا.
وتوقفت “ساكنه” عن الغناء بدايه ايام الخديو اسماعيل ،علي انها لم تتوقف عن قراءه القران و لا عن مجالس الادب ،ويحكي ان الخديو اسماعيل ناداها مره بـ”ساكنه هانم” فاغتاظت الاميرات فغاظهم اكثر و ناداها بـ “ساكنه بك” و اصبح اللقب مقرونا باسمها حتي ماتت .
يذكر ان “ساكنه بك” كانت تفتح مضيفتها للزائرين تقرا لهم القران في ليالي رمضان و المناسبات الدينيه و عرف عنها الكرم علي الناس الي حد التبذير ،كما كان يصرف لها جرايه شهريه من البلاط و يقال انها اول من كان لها هذا من النساء ،ومن المعروف ان البلاط كان يدفع راتبا شهريا للكثير من اهل الادب و النغم و الفن انذاك.
عمّرت “ساكنه بك” طويلا وتوفيت اما اواخر عهد الخديو توفيق او اوائل عهد الخديو عباس حلمي الثاني بين سنه 1892 و سنه 1898.
كما جاء نص ما كتبه مدير مؤسسه التوثيق والبحث في الموسيقي العربيه كالتالي:”بعد وفاه “ساكنه بك” و حتي وقت قريب كان البيت مملوكا لبعض ورثتها حتي تم بيعه الي مستثمرين مصريين في العقد الاول من القرن 21 ،وهنا نطرح بعض الاسئله المشروعه و التي نتمني ان يجيبنا عليها احد ، مع العلم اننا لسنا ضد اعاده استخدام المباني الاثريه و المباني التراثيه و لكن بضوابط هي في حالنا مفقوده وغائبه
1-هل الحل للحفاظ علي تراث مصر المعماري ألبيع لمستثمرين بلا اي ضوابط تشريعيه ؟
2-الجميع يعلم ان البيوت المسجله في قائمه التنسيق الحضاري غير محميه بالقانون و تم هدم العديد منها في محافظات مصر؟
3-هل يجوز لبيت كبيت ساكنه بك باهميته المعماريه و اهميه صاحبته في تراث مصر الموسيقي ان لا يسجل كاثر ؟
و للأسف الشديد قمت بزيارة بيت ساكنة بك منذ ما يقرب من العام و احزننى كثيرا ما آل إليه حاله فقد أصبح مأوى للباعة الجائلين و بعض الورش كما أنه أصبح آيلا للسقوط و حالته يرثى لها