عاجل

بعد الوداع الحزين.. صلاح عبد الله يوجه رسالة مؤثرة لسليمان عيد
“القسام” تنفذ كمينا مركبا ضد قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة شرقي غزة
مظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب بصفقة للإفراج عن رهائن غزة
قصف أمريكي عنيف على العاصمة اليمنية صنعاء
الإمارات في مهمة خاصة
مصر تحصل على دعم مالي كبير من دول الخليج
النور المقدس في طريقه من القدس إلى موسكو
مسؤول إسرائيلي يرد على أنباء هجوم إسرائيل على إيران من دون دعم أمريكي
مرموش يقود هجوم مانشستر سيتي أمام إيفرتون في الدوري الإنجليزي
“الأونروا” تندد بمرور 7 أسابيع على منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
بلبن تُغلق جميع فروعها في مصر وتوجه نداء للرئيس
القاهرة: المحافظ يشهد افتتاح المعرض السنوي للتعليم الفني
زيارة مفاجئة لوكيل صحة سوهاج لمستشفى طهطا العام
محافظ جنوب سيناء يستقبل سفير أرمينيا لتعزيز سبل التعاون بين الجانبين
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة مسيرة أمريكية في أجواء محافظة صنعاء

الآثار: اكتشاف حجرة دفن جديدة في سقارة

كتبت:رشا ايمن

كشفت بعثة جامعة توبنجن الألمانية برئاسة رمضان بدري حسين، أثناء استئناف أعمال الحفائر الخاصة بها بورشة التحنيط والآبار الملحقة بها من الأسرة السادسة والعشرين(664- 525 ق.م)، بمنطقة أثار سقارة عن حجرة دفن جديدة، كما استطاعت كشف النقاب عن النتائج الأولية للدراسات والتحاليل الكيميائية لزيوت ومواد التحنيط المكتشفة بالورشة.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفي وزيري، إن حجرة الدفن المكتشفة حديثا وجدت بأحد هذه الآبار الذي يقع على عمق 30م، وكانت مجاورة لخمس حجرات دفن أخرى تم الكشف عنهم في عام 2018.

ومن جانبه أضاف رئيس البعثة رمضان بدري حسين، أنه أثناء أعمال تنظيف وتسجيل الحجرات الخمس عثرت البعثة على جدار حجري أخفى خلفه حجرة دفن سادسة عُثر بها على أربعة توابيت خشبية في حالة سيئة من الحفظ، أهمهم تابوت لإمرأة تُدعى “ديدي باستت”، دُفنت ومعها ستة أواني كانوبية من الألبستر، على عكس عادة المصريين القدماء الذي كانوا يقومون بتحنيط الرئتين والمعدة (أو الطحال) والأمعاء والكبد ويحفظونها في أربعة اواني كانوبية يحميها أربعة آلهة يعرفون بأسم أبناء حورس الأربعة.

وتابع أن الأواني الكانوبية الست الخاصة بايدي باستت تعد كشفاً فريداً من نوعه، كما أشارت القراءات الأولية لصور الأشعة المقطعية (CT Scan) التي أجرتها البعثة على للإناءين الإضافيين، إلى أنهما يحتويان على أنسجة بشرية، والتي توضح أنه من المرجح أن يكون جثمان ديدي باستت أُجريت له عملية تحنيط خاصة تم خلالها الاحتفاظ بأحشائها في ست أواني على غير عادة المصريين القدماء.

وأشار إلى أن دراسة نصوص التوابيت الحجرية والخشبية بحجرات الدفن الستة أسفرت عن نتائج هامة، منها أن غالبية التوابيت لكهنة وكاهنات إلهة على هيئة الثعبان، تُدعى نيوت شاس و التي كانت من الآلهات الثانوية خلال عصر الدولة الحديثة إلا أن هذه النصوص تشير إلى ارتقاء مكانتها وانتشار عبادتها في الأسرة السادسة والعشرين وربما كان لها معبداً في منطقة منف عاصمة مصر الإدارية وجبانتها سقارة.

ومن بين كهنة َنيوت شاس كاهنة تُدعى إيبوت وكاهن يُدعى تشانيميت، دُفنا في نفس الحجرة ويبدو أنهما من المهاجرين المتمصرين، حيث أن اسمهما يعتبران من الأسماء الخاصة بمجتمع الليبيين المهاجرين الذين نزحوا إلى مصر وكونوا الأسرة الثانية والعشرين (943- 716 ق. م)، واستمرت أجيال المهاجرين الليبيين تمثل عنصراً من عناصر المجتمع المصري الذي تميز بتنوعه الثقافي، فكانت مصر بلداً مفتوحة للمهاجرين من بينهم اليونانيين والليبيين والفينيقيين وغيرهم من الأعراق الأخرى.

كما قامت البعثة أيضا بدراسة نقاء مادة الفضة المصنوع منها القناع الفضي المذهب الذي اُكتشف في عام 2018 وصنفته مجلة Archaeology Magazine الأمريكية كأحد أهم عشرة اكتشافات أثرية لذات العام، وانتهت الدراسات إلى أن نقاء مادة الفضة به يبلغ 99.7%، وهي درجة نقاء عالية جداً تنم عن ثراء صاحبة القناع التي شغلت وظيفة كاهنة الإلهة نيوت شاس، وأن هذا القناع من المكتشفات النادرة فهو الثالث من نوعه حيث عُثِرَ على قناعين آخرين في عام 1902 ، و1939.

كما أشارت النتائج الأولية للتحاليل الكيميائية التي أجريت لبقايا مواد التحنيط العالقة بالأواني الفخارية المكتشفة بورشة التحنيط علي يد فريقاً دولياً من الأثريين والكيميائيين من جامعة توبنجن وجامعة ميونخ الألمانيتين والمركز القومي للبحوث بالقاهرة، إلى قائمة من الزيوت والأصماغ النباتية ومواد أخرى منها مادة القطران وزيت وصمغ خشب الأًرز وصمغ شجرة الفستق وشمع وعسل النحل ودهون حيوانية وزيت الزيتون وزيت العرعر ونباتات أخرى. ويعكف الفريق على كتابة التقرير النهائي تمهيداً لنشره علمياً.

وأكد رمضان بدري ، على كشف ورشة التحنيط والمقابر الملحقة بها بأنه يلقي الضوء على جانب مهم من عملية التحنيط ألا وهو بعده الاقتصادي، فالتحنيط في جوهره معاملة تجارية بين شخص ما ومحنط. فالمحنط في الأساس هو مهني وكاهن ورجل أعمال، ونعلم من خلال برديات عدة أن المجتمع المصري كان به فئة من الكهنة والمحنطين الذين أبرموا عقوداً مع أفراد، تلقوا من خلالها مبالغ مالية وعينية مقابل الإشراف على ترتيبات الجنازة، ومنها القيام بعملية التحنيط وشراء مستلزماته وكذلك تدبير المقبرة والتابوت وكافة الأدوات الجنزية.

يذكر أنه في شهر يوليو عام 2018، أعلن العناني وزير السياحة والآثار في مؤتمر صحفي عالمي عن كشف ورشة التحنيط والآبار الملحقة بها وما احتوته من 54 مومياء وخمسة توابيت حجرية وعدة توابيت خشبية وأواني كانوبية من الألبستر وأواني فخارية والمئات من تماثيل الأوشابتي الصغيرة والقناع الفضي المذهب، وستسأنف بعثة جامعة توبنجن أعمالها في سقارة في شتاء عام 2020.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية