بقلم د / حسن اللبان
في إلياذة هوميروس قصة حصان طروادة ، عندما عجز الإغريق عن اختراق دفاع المدينة الحصينة ، تركوا لهم حصانا خشبيا عملاقا كهدية سلام ، و داخل الحصان الخشبي الذي بلغ طوله أكثر من مئة متر اختبأ القائد الإغريقي أوديسيوس و كتيبة كاملة من جنوده ، انتظروا انتهاء احتفالات أهل طروادة الذين استرخوا تماما ، سكر الجميع و استسلموا لنوم الآمنين ، هنا خرج أوديسيوس و جنوده ، فتحوا المدينة للجيش الإغريقي الذي تظاهر بالرحيل ، و اختبأ خلف الجبال ، كانت مذبحة وحشية ، قتلوا كل الرجال ، اغتصبوا نساء طروادة الجميلات ، باعوا الأطفال رقيقا .
كم حصان طروادي وضعه لنا الإخوان !
جماعة ٦ أبريل ذات المظهر الاشتراكي و رموزها الذين رفعوا شعارات اليسار ، اخترقوا الشباب شبه المثقف .
البرادعي ذو المظهر العلماني ، كلامه عن التسامح و قبول الآخر ، و المواطنة و التعايش السلمي كان حصانا طرواديا آخر للنبلاء الأكثر ثقافة .
حتى السوقة و السفلة لهم حصانهم ، جماعات الأولتراس و جماهير الدرجة التالتة .
معتز مطر و محمد ناصر حصانا طروادة آخران .
الخدعة الكبرى أيمن نور بس دا كان حمار طروادة ..
هل انتهت أحصنة طروادة ؟
الحقيقة أن الإخوان احترفوا صناعة حصان طروادة ، يدعمهم المال القطري ، تلتقي أهدافهم مع مخططات مخابرات دول عظمى ، استطاعوا تلويث كل مكتسبات الإنسانية ، أصبحت جماعات حقوق الإنسان منظمات مشبوهة بعد أن اخترقتها الجماعة ، جمعيات المجتمع المدني صارت بؤرا إرهابية بأموال الجماعة ، الإعلام الحر فخر الإنسانية تحول إلى عاهرة إخوانية .
أكبر خطر يتهددنا في هذه المرحلة تلك الاستهانة بأحصنة طروادة حولنا ، الإخوان لم يفكوا حصارهم على العقل المصري ، ينشرون أفاعيهم في كل موقع ، ما زالوا كامنين ، مختبئين ، ينتظرون ، يتربصون ، يوما سنفاجأ أن أحصنة طروادة تفتح بطونها ، و ستخرج حياتهم و ثعابينهم و ذئابهم ، بدون أقنعة ، بدون الابتسامة اللزجة ، سنرى أنيابهم الدموية ثانية بعد أن نسيناها .
أتمنى عندما تأتي تلك اللحظة ألا نكون سكارى .