كتب / رضا اللبان
وقام فريق دولي بشراكة علمية مصرية بتسجيل ديناصور مصري جديد آكل للعشب، عاش على ضفاف الأنهار، وبين الأشجار البهيجة الكثيفة، قبل نحو 75 مليون سنة بالقرب من الواحات الخارجة حاليًا، بصحراء مصر الغربية.
ونُشرت الدراسة في مجلة الحفريات الفقارية (JVP)، وتشمل البقايا المكتشفة من الديناصور، عددًا من الفقرات ولوح الكتف والأطراف بالإضافة إلى عظام الحوض.
ويقول عالم الحفريات المصري، هشام سلام، مؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، والباحث المشارك في كتابة الورقة العلمية: “من المثير في الأمر أن هذا الكشف لم يكن حديث العهد، إذ تم اكتشاف بقايا هذا الديناصور عام 1977 على يد علماء ألمان، حينذاك كان هناك استعمار علمي، لن ينكره أي تاريخ، من قِبل الدول القوية، وكانت مصر، للأسف، ضمن تلك المستعمرات”.
ويضيف سلام: “تم شحن بقايا الديناصور المصري المُكتشف إلى جامعة برلين تحت غطاء المشروع الألماني للدراسات الجيولوجية في الصحراء الغربية المصرية، بعدها، وعلى مدار نصف قرن، تنقلت حفريات الديناصور المصري بين أقبية وأروقة المتاحف والجامعات الألمانية إلى أن استقر به الأمر في متحف التاريخ الطبيعي ببرلين، ليصل أخيرًا لنور العلم أمس 20 يوليو 2023”.
وسمي الديناصور المصري الجديد، “إيعاي سيمخو” “Igai semkhu” ، وهو اسم مقتبس من اللغة المصرية القديمة، فكلمة إيغاي تعنى “سيد الواحة” بينما سيمخو تعنى “المنسي”، وذلك لتاريخه الطويل من النسيان في خزائن المتاحف الألمانية المختلفة، ليكون بذلك، الديناصور المصري السابع الذي يتم اكتشافه.
ويؤكد بلال سالم، المعيد بجامعة بنها وعضو الفريق البحثي “سلام لاب”، وأحد مؤلفي الدراسة “أن إيغاي سيمخو ينتمي لعائلة التيتانوصورات العملاقة وتحديدًا عائلة السالتاصورات “Saltasauridae” رباعية الأرجل الأرضية، وعلى الرغم من هذا فإن طوله يتراوح بين نحو 10-15 مترًا، فهو أكبر بقليل من ابن عمومته الذى عاصره الزمان والمكان، ديناصور منصوراصورس “Mansourasaurus”، كما يختلف عنه في بعض الصفات التشريحية في الفقرات الظهرية وعظام الأطراف ومشط القدم”.
تؤكد نتائج الدراسة أن مناطق شمال إفريقيا وأوراسيا كانتا تشتركان بشكل وثيق في تواجد ديناصورات رباعية الأرجل الأرضية في نهاية العصر الطباشيري، كما تشير الورقة العلمية إلى أن التاريخ التطوري للديناصورات في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط كان أكثر تعقيدًا مما كان مُتوقعًا، وهو الأمر الذي يصبح جليًا مع تزايد الاكتشافات والتوثيق للحفريات في المنطقة.
من جانبه يرى “سالم”: “أن اكتشاف الديناصور المصري إيغاي سيمخو يمثل إنجازا علميًا هاما، حيث يساهم في إثراء فهمنا للماضي البعيد وتطور الديناصورات على سطح الأرض”، ويضيف: “أنه من خلال مثل هذه الاكتشافات، تؤكد مصر دورها الحيوي في حماية وتوثيق التراث الطبيعي الثمين للعالم بأكمله”.
وتابع: “لقد استعادت مصر سيادتها وهيمنتها على تاريخها الثري من الحفريات الفقارية، من خلال إنشاء مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط وتكوين فريق علمي بمعايير عالمية “سلام – لاب”.
ويرى “سالم” أيضًا: “أن بالاكتشافات الحديثة لسلام- لاب، وبدراسة أو المشاركة في دراسة الحفريات المصرية المكتشفة من ذي قبل، والتي تم نقلها خارج البلاد، استطعنا إنهاء الاستعمار العلمي على مصر”.