الداعية الإسلامى/ د . سيد مندور
كان الصحابة رضوان الله عليهم يجلسون فى المسجد النبوى وحضرة النبي صلى الله عليه وسلم صعد درجات منبره فقال: آمين .. ثم صعد الثانية فقال آمين .. ثم صعد الثالثة فقال : آمين .. فقال أصحابه الكرام بعد الخطبة يا رسول الله على ما أمنت ؟ فقال عليه الصلاة والسلام جاءني جبريل فقال لي : رغم أنف عبد أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فقلت : أمين .. فلما ارتقى الدرجة الثانية فقال : رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصلي عليك فقلت : آمين .. ثم صعد الدرجة الثالثة فجاءه جبريل فقال : رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له إن لم يغفر له فمتى .
ومعنى هذا رغم أنف عبد أي خاب وخسر فأنت أمام فرصة من عند الحق سبحانه فرصة سنوية يمكن أن تلغى كل الذنوب والآثام الماضية التى فعلتها فى عمرك فى شهرواحد فقط وهو شهر رمضان فهل تضيع هذه الفرصة وهذه المنحة الربانية التى أعطيت لك فى رمضان ألم تستمع إلى قول رسولنا الكريم فى الحديث الذى رواه أبى هريرة رضى الله عنه
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )
فها هو شهر رمضان قد أتى فكيف تستعد له وكيف يكون صيامك مقبولا وتخرج منه كيوم ولدتك أمك .
فنتعرف أولا على كيفية الصيام ودرجاته ..
إعلم أخى الكريم أن الصوم ثلاث درجات: صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص .
فأما صوم العموم : فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة من الفجر إلى المغرب وهذا صوم عامة الناس .
وأما صوم الخصوص : فهو الإمتناع عن الطعام والشراب والشهوة وصوم الجوارح ككف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام وهذا صوم الصالحين .
وأما صوم خصوص الخصوص : فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله عز وجل واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا وزينتها وهذا الصيام هو صيام الأولياء وهو أعلى المراتب والدرجات فأى رتبة من هذه الرتب والدرجات تكون أنت أخى الكريم ..
وأسمع بقلبك أخى الحبيب قول رسولنا الكريم وهو يبين أن هناك أشياء تبطل الصيام دون أن تأكل أو تشرب حيث يروى لنا سيدنا جابر رضى الله عنه ..
فقد روى لنا سيدنا جابر عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : “ خمس يفطرن الصائم: الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة والنظر بشهوة ”
وإياكم أن تصوموا رمضان من أجل الصحة فهناك من يقول ينزل وزني برمضان ترتاح أجهزتي والقلب والكليتين والكبد قد تقع كل هذه النتائج في الصيام لكنك يجب أن تقصد عبادة الله فصار نغمة جديدة أن الصلاة رياضة والصيام صحة وزيادة وزن فيريدون أن يجعلوا هذه العبادات عبارة عن سلوك ذكي فيه صيانة للجسم فقد كونه عبادة فاجعل الصيام عبادة وتقرب إلى الله عز وجل .
فيا أيها الأخوة الأحباب : أتمنى عليكم وأنا معكم أن نستعد لهذا الشهر الكريم من وقت معقول ماذا يوجد عندك من مشكلات عويصة أخرها لما بعد رمضان وإن كان هناك خصومات أو دعاوى فتسامح فيها واجعل هذا شهر عبادة وتضره لله رب العالمين فللأسف الشديد أن رمضان عند عامة الناس موسم للمعصية دون أن يشعر اللقاءات والولائم والمسلسلات وخيم رمضان وتنتهي بالعصيان وسهر لمنتصف الليل وثلاث وجبات يأكلهم ليلاً يجب أن يكون على الطعام خمس أو ست ألوان من الطعام فلم يعد يستطيع أن يصلي الترويح فيصليها قاعداً ويأتي بعد الصلاة ليتناول الحلوى والفاكهة حتى السحور وربما ينام عن صلاة الفجر ويضيع على نفسه أعظم أوقات العبادة وقت السحر من الذكر والصلاة،فاستعد أخى الكريم وبادر بالتوبة الخالصة لله رب العالمين واجعل رمضان بداية الهداية والإيمان والقرب من الرحمن .